بوناطيرو: الجريمة تتنامى والولادات تكثر في الأيام البيض ربط الخبير في الجيوفيزياء، لوط بوناطيرو، بين ظاهرة اكتمال بدر القمر في أيام البيض من كل شهر، وبين ارتفاع نسبة الإجرام وعدة ظواهر كونية، أهمها الزلازل والبراكين وارتفاع نسبة الولادات.
ويرى بوناطيرو، في اتصال مع "الشروق" أن اكتمال بدر القمر في أيام البيض موعد من مواعيد علم "الميقات"، والمعروف في اللغة الحديثة بتسمية "بيوريتم القمري" الذي له علاقة بالبيولوجيا، لأن الكوكب يؤثر على بيولوجيا الإنسان وعلى الطبيعة.
وعدد بوناطيرو، أهم الظواهر البيولوجية والكونية المتعلقة بصفة مباشرة بظاهر اكتمال بدر القمر، والذي يصادف أيام 14، 15 و16 من كل شهر هجري، أهمها عمليات المد والجزر التي أصبحت من المسلّمات، فحسبه حين تكون البحار غير مسطحة يتوقع حدوث المد والجزر، مشيرا إلى وجود تأثير على القشرة الأرضية على اعتبار أن مركز ثقل جاذبية القمر والأرض وجاذبية الكواكب، تكون نقطة الالتقاء في "معطف الأرض" نتيجة لحصيلة القوة الراكزة، أين تحرك الحمم ويكون لها تأثير في النشاط البركاني.
وأشار الخبير الجيوفيزيائي، إلى أن اكتمال البدر يكون موعدا مرجحا لحدوث الزلازل والبراكين، مثل زلزال أول أمس، الذي حدث في المكسيك، وزلزال 1986 بعين تيموشنت، زلزال 1995 بمصر، وزلزال كوبي 1995، كلها حدثت بفعل اكتمال البدر وتراكم الطاقة الزلزالية، كما أكد بوناطيرو، أن حدوث الزلازل والبراكين مرتبط أيضا باتفاع درجة الحرارة، والتقاء الكوكبين الشمس والقمر، والذي من شأنه إخراج فائض طاقوي على شكل زلزال.
وأضاف بوناطيرو، أنه من الناحية البيولوجية لوحظ منذ القدم في مثل هذه الأيام، أن الإنسان يصبح مضطربا وأكثر عدائية مقارنة بباقي الأيام، ويقوى لديه عامل الإجرام رغم أن الدراسات الحالية شحيحة جدا في هذا الجانب، ما يرفع نسبة الإجرام في المجتمعات، فضلا عن ارتفاع نسبة الولادات في نفس الفترة.
وذكر بوناطيرو، أن علماء البحار والبيولوجيا والحيوانات والنباتات، لاحظوا وقوع أشياء بيولوجية، حيث تتوجه السلاحف إلى الشواطئ الخالية لتبيض في الرمال يوم اكتمال بدر القمر، والذي يكون موعدا لزرع الغلّة ويكون الجني معتبرا للفلاحين، حيث تقوى النباتات ويكون الفلاح في غنى عن الأسمدة، كما ينتعش في نفس الفترة صيد السمك بفعل إضاءة القمر الذي يجعل السمك يطفو على السطح بعد أن يخيل له أنه في وضح النهار.
وبخصوص صيام أيام البيض والحجامة التي يجريها العديد من الجزائريين، فأكد المتحدث أنه في القديم كان الناس يصومون تبعا للإعجاز العلمي في القرآن والسنّة، لأن الناس كانوا يتبعون الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأشار إلى أنه مثلما كان يجلب مياه البحار في عملية المد والجزر، يجلب دم الإنسان في الأنسجة حيث يصعد إلى الأعلى، أين تكون نسبة السكر مرتفعة فلابد من الصيام حتى تنخفض النسبة، وينقص القلق خاصة بالنسبة لكبار السن، ودعا بوناطيرو، في السياق ذاته إلى الحجامة أيام اكتمال بدر الربيع، وبالتحديد شهري مارس وأفريل، أين يكون الاعتدال الحراري.