الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


كل ما يتعلق بمدينة بريكة
 
إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
أخر المشاركات
المواضيع الأكثر نشاطا
a7medvirus صدور كروشي مودال 2013 - 261 المساهمات&a7medvirus همــسة اليــوم لمــن تهــديها - 255 المساهمات&a7medvirus طبــــاشير ملــــونة ( نكتب بهــــا على جــــدار الزمـــــن ) ؛؛ - 229 المساهمات&a7medvirus كل يوم حكمة - 221 المساهمات&a7medvirus اكبر مجموعة بساطات موجودة في النت - 194 المساهمات&a7medvirus اتـــرك لك بصمه هنــــا..[ايه..حديث .. دعــاء] - 176 المساهمات&a7medvirus صباحكم ورد وفل - 166 المساهمات&a7medvirus مجلة samira maison 03 - 112 المساهمات&a7medvirus التحميل من اكونتات البريميوم (Hotfile, Fileserve, Rapidshare, Duckload, Depositfiles... .) - 110 المساهمات&a7medvirus دليل الهاتف بريكة نت - 108 المساهمات&



شاطر

لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة Emptyالإثنين 26 مارس 2012 - 20:30
المشاركة رقم:
عضو برونزى
عضو برونزى

avatar

إحصائية العضو

عدد الرسائل عدد الرسائل : 128
العمر : 52
نقاط : 28323
تاريخ التسجيل : 23/01/2009
السٌّمعَة : 0
مُساهمةموضوع: لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


[center]أهدي لكم هذه القصة رائعة من روائع الصبر .....

قصة السمكة.... قصة إلى من ضاقت به الدنيا.. إلى من صار محتاجاً إلى المال وزاد عليه ضغط الحياة إلى هؤلاء بالذات إلى من يحتاجون شيئا من التثبيت والثقة بالله-عز وجل-..
لا تنقطع إلى هؤلاء بالذات وإليكم جميعاً... أهدي قصة السمكة قصة يرويها الإمام الجليل أحمد بن مسكين فقيه بغداد.
يقول حصلت لي هذه القصة وأنا في مدينة "بلخ" [ وبلخ مدينة تقع في "خراسان" وخراسان في دول الإتحاد السوفيتي السابق. من الجمهوريات الإسلامية التي هناك].. ففي مدينة بلخ عاصمة خراسان حدثت هذه القصة.
يقول أحمد بن مسكين .. وكان إمام "بلخ" بل إمام خراسان وعالمها وواعظها يومئذ شيخ خراسان (أبو عبدالرحمن حاتم بن يوسف– رحمه الله تعالى).. صاحب المواعظ والحكم الزاهد العظيم الذي كان الناس يلقبونه بلقمان الأمة من شدة حكمه.
هذا الإمام الجليل كان له مجلس وعظ يعظ به الناس ففي هذا المجلس "مجلس الوعظ" كان الناس يجتمعون..
يقول أحمد بن مسكين حضرت مجلس الوعظ للقمان الأمة فجاء من يخبرهم بأن الشيخ قد يتأخر لضرورة.. سيأتي لكن سيتأخر فانتظروه..
فقال الناس: من يحدثنا إلى يأتي الشيخ .. من يعظنا إلى يأتي لقمان الأمة فهنا قام أحد تلاميذ لقمان الأمة وأمسك بيدي وأخذني إلى أن أجلسني على كرسي الشيخ..
وقال أمام الناس:يا أحمد بن مسكين أنت ثقيف بغداد وأنت التقيت مع(أحمد بن حنبل) إمام السنة وعظيم علماء بغداد والأمة، وكان يسمى بشيخ الإسلام في زمانه وإليه مرجع العلم وصاحب المدرسة الفقهية المشهورة بالمدرسة الحنبلية.
وقال: أنت التقيت مع (أحمد بن حنبل).. والتقيت مع (بشر الحافي) إمام الزهد والورع في زمانه بل في كل زمان بعد زمن الصحابة الكرام مثال الورع بشر الحافي. وأحمد بن مسكين الذي يتحدث بهذه القصة تتلمذ على يد (أحمد بن حنبل) وعلى يد (بشر الحافي) فمنزلة هذين الرجلين في الإسلام عظيمة جداً..
فقال: حدث الناس بما سمعت من هذين الرجلين..
يقول: فجلست وتطاولت إلي الأعناق... ففوراً حركت هذه النظرات نفسي..
فقلت: والله هذا هو الابتلاء ..
[ابتلاء أن الناس ينظرون ويشيرون إليه- ابتلاء الشهرة والمنزلة بين الناس- هذا ابتلاء أعظم من ابتلاء الغنى وابتلاء الفقر وابتلاءات الدنيا – هذا من أعظم الابتلاءات يحرق الأعمال ويفتت العمل الصالح لأنه يملأه بالرياء]]
فيقول: حدثت نفسي قبل أن أحدثهم في مسألة الإخلاص أن أكون مخلصاً لله عزّ وجل ثم لما اطمأنت نفسي حدثتهم بهذه القصة التي حدثت لي..
يقول: رأيت رؤيا وأنا عندكم في بلغ ذكرتني هذه الرؤيا بقصة حدثت لي منذ زمن وأنا في بغداد حدثت هذه القصة عام 219هـ يعني قبل مجلسه هذا بـ11 سنة..
يقول: ذكرتني الرؤيا بهذه الحادثة فأحببت بأن أحدثكم بالحادثة وأحدثكم بالرؤيا التي رأيت..


يقول أحمد بن مسكين: كنت في "عام 219 هـ" في بغداد وكنت فقيراً فقراً شديداً ضاقت بي الدنيا .. يقول لو أن الصحراء انكمشت وانكمشت وتمثلت في شيء لتمثلت في بيتي، هذا البيت خالٍ تماماً لا شيء فيه، يقول وكنت متزوجاً ولي طفل صغير ووصل بي الأمر أني لا أملك شيء أطعمه حتى لأولادي.
وجاء يوم صحراوي كان الشمس خرجت ليست من الغيوم إنما خرجت من الرمال من شدة الحر الذي فيه ولو أنها اطلعت على بيتي لكانت طلعت على مكان أجرد من الورقة [يعني جافة] فاحترق من شدة الجوع والحر.. وأخذت زوجتي تبكي من شدة الجوع وأخذ ابني يبكي من شدة الجوع.
يقول فزادا ألمي وحري وجوعي ما أراه من ألم زوجتي وألم ابني. فبحثت عن شيء أطعمه إياهم فما وجدت شيئاً.. فالبيت خاوي تماماً حتى تمنيت لو أننا فئران نأكل خشب البيت.. فلا يوجد شيء يؤكل فقلت في نفسي إذا لم تأكل الخشب والحجارة فلا أقل من أن تأكل من ثمن الخشب والحجارة، فقررت أن أبيع البيت وأشتري بثمن البيت ما أطعم به أهلي..
يقول: وأعلم أن خروجي من هذا البيت كسلخ جلدي فأين أسكن وأين أعيش... أعيش في الشارع، لكن ماذا أفعل فضاقت به الدنيا إلى هذا الحال فهكذا وصل الفقر والجوع إلى صاحبنا أحمد بن مسكين.

يقول ابن مسكين: فبتنا وباتت زوجتي وابني ببطن جائع وبت أنا بثلاثة بطون جائعة وخاوية من شعوري بألم الجوع عند زوجتي وابني، يقول: أنا لم أستطع أن أنام.. أفكر كيف أحضر الطعام ومن الذي سيشتري بيتاً قديماً لا شيء فيه مهدم تقريباً من سيشتري بيتاً بهذه الصورة.
يقول فما استطعت أن أنام من شدة الهم واشتد الهم في قلبي فانشغلت بهذا الهم الشديد فما استطعت أن أنام وأخذت أتقلب في فراشي إلى أن كان آخر الليل، فقلت أذهب إلى المسجد أصلي في آخر الليل لعل الله سبحانه يبارك لي أو يرزقني فخرجت إلى المسجد وأخذت أدعو الله لعل الله يرزقني إلى أن صلاة الفجر وصليت الفجر مع الناس.. وخرج الناس وأخذت أرفع يدي بالدعاء إلى الله الرحمن الرحيم..
وبدأت أقول: ؛(اللهم بك أعوذ أن يكون فقري في ديني فمادام الفقر في الدنيا فأمر بسيط، لا يكون فقري في ديني. أسألك النفع الذي يصلحني بطاعتك. وأسألك الرضا بقضائك وأسألك القوة على طاعتك. والرضا بكل أمرك. يا أرحم الراحمين).. وأخذت أتأمل في شأني وأطلت الجلوس في المسجد وطالت علي الساعات وأنا في شدة الهم والانشغال..


فخرج الناس وظللت جالساً في المسجد وخرجت الشمس وصار وقت الضحى.. فخرجت أفكر من ممكن يشتري بيتي حتى أطعم أهلي شيئاً.. بينما أنا على هذا الحال إذ مرّ عليّ صديق لي هو أبونصر الصياد صاحبي وكنت أعرفه منذ زمن قديم..
فقلت: يا أبا نصر أنا أريد أن أبيع داري وقد انسدت الأبواب وما عاد لي رزق وأهلي جائعون منذ أيام، فهل تعرف أحداً يمكن أن يشتري داري أو تقرضني شيئاً اشتري فيه طعام لأهلي وإذا بعت البيت أرجع لك هذه الأموال.
فقال أبونصر: وصل بك الحال إلى هذا..
فقلت: نعم...
فقال أبونصر: يا سيدي خذ هذا المنديل الملفوف فبداخله شيء...
يقول: استغربت ففتحته وإذا بخبزتين بينهما قطعة حلوى..
فقال لي: خذ هذا وأطعم أهلك وأنا أبحث لك عن أحد يشتري لك البيت أو أحد يقرضك، فخذ هاتين الرقاقتين فوالله فيها بركة الشيخ.
يقول: فاستغربت ما قصده.. فقلت: ما قصة بركة الشيخ..[ قصة بداخل قصتنا هذه].
فقال: أنا كنت بالأمس على نفس حالتك.. ما كان عندي شيء وانقطع بي الرزق وأنا صياد سمك وصار لي أسبوع ولم تخرج لي سمكة واحدة.. ولما صليت الجمعة بالأمس خرجت من المسجد ورآني إمام بغداد الزاهد "بشر الحافي" فرآني بهم شديد.
فقال لي: مالك؟ وما الذي أخرجك بعدما خرج الناس؟ وما الذي أتى بك في هذا الوقت؟ ومالي أراك بهذا الهم؟
فقلت له: والله ما في شيء في بيتي يؤكل ولا عندي لا دينار ولا درهم حتى أبيعه وهذا الذي أجلسني في المسجد مهموماً..
فقال لي الإمام بشر الحافي: الله المستعان.. تعال وخذ شبكك فأخذت شبكة الصيد.. وقال تعال معي الخندق [ مكان في النهر يصطادون منه السمك]...
فلما وصلنا قال لي: توضأ وأخذ هو يتوضأ ثم قال لي صلي ركعتين وصلى هو ركعتين وأخذ يدعو فيها بإلحاح شديد ثم قال لي: أرمي شبكك..
 [ الإنسان يجب عليه أن يعمل وأن يبذل الجهد وأن يسعى في رزقه.. فهناك أناس يعملون ولا يدعون فهم يعتمدون على عملهم فقط.. وهناك أناس يعملون ويجتهدون ولكن يتبعونها بصلاة
ودعاء لله – عز وجل-]

فقال أبونصر: رميت الشبكة وأحسست بأن بها شيئاً ثقيلاً فأخذت أجرها فما استطعت فقلت يا شيخ ساعدني وأخذ يجّر معي فخرجت الشبكة وبها أعظم سمكة أصطدها في حياتي فحمدت الله وشكرته وجئت أحملها على ظهري فما استطعت فساعدني ووضعها على ظهري وقال لي: اذهب وبعها واشتري ما يحتاج إليه أهلك، فدعوت للشيخ وشكرت له ثم خرجت إلى السوق وأنا على باب السوق وإذا بأحد التجار فقال تبيع هذه السمكة..
فقلت: نعم
فقال: بكم.
فقال أبونصر يكمل القصة: فأعطيته ثمن غالي ولم يناقشني وأعطاني المبلغ فحمدت الله وأخذت المال واشتريت خبز وحلوى وذهبت فوراً وأطعمت أهلي بعدما أكل أهلي وشبعوا بقي شيء من الحلوى والخبز فقلت: أحسن إنسان أعطيه الخبز والحلوى الزائدة هنا هو الشيخ"بشر الحافي"..
يقول أبونصر: فذهبت إليه في بيته وطرقت الباب عليه فنادى فقلت أبونصر الصياد..
فقال لي: أدخل ... فدخلت ومعي اللفافة وفيها الخبز والحلوى.
فقال الشيخ: إن كان بيدك شيء فضعه عند الباب ولا تدخل به..
يقول: فوضعت اللفافة عند الباب ودخلت على الشيخ وذكرت له ما حدث وقلت له: أنا معي خبز وحلوى أعطيه لك هدية على ما ساعدتني ودعوت لي .
فضحك الشيخ وقال: يا أبا نصر – لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة-
[لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة: يعني لو أخذت مكافأة على فعلي للخير كأخذي مكافأة على دعائي لك ما تخرج السمكة هي خرجت لأن الله استجاب دعائي لأنوي متورع عن هذه الأمور ]
فقال لي: خذ اللفافة وأطعمها لأهلك..
يقول أبونصر: وأنا راجع من عند الشيخ ومعي اللفافة..وأنت يا أحمد بن مسكين محتاج لها فخذ اللفافة وأطعم أهلك..
يقول أحمد بن مسكين [صاحبنا في هذه القصة]: ففرحت فرحاً شديد لأني عندي شيء أطعمه لأهلي.. فأخذت اللفافة وأنا أقول في نفسي لعن الله الدنيا – والله إن الواحد أحياناً يلبس وجهه كما يلبس نعاله هكذا كان يقول أحمد بن مسكين...
يقول: لو أن إنساناً عنده نظرة ملائكية ينظر بها إلى وجوه الناس لرأى في وجوههم أقذاراً وأوحالاً في وجوه بعض الناس كأنها الأقذار........
 [ فبعض الناس ما عنده حياء ولا عنده ولا ورع ولا يستحي من شيء كأنه يستعد أن يبيع وجهه ويملؤه بالأوحال كالأحذية العتيقة ]
يقول ابن مسكين: مع ذلك قررت أن آخذ الخبز والحلوى رغم أنه صدقة، يقول لأني شعرت أنه فيهما سر الشيخ، رأيتهما كالوثيقتين فيهما معاني عظيمة فأخذتها وأنا أكرر كلام الشيخ لو أكلنا مثل هذا ما خرجت السمكة...

يقول: وأنا ذاهب إلى بيتي لأطعم ولدي زوجتي وفي الطريق يحدث حادث عجيب وأنا أمشي أوقفتني امرأة ومعها طفل صغير وهي تنظر إلى اللفافة فقالت يا سيدي هذا طفل يتيم وجائع لا صبر له على الجوع فأطعمه شيئاً يرحمك الله..
يقول أحمد بن مسكين: نظر إلي الطفل نظرة لا أنساها حسبت فيها خشوع ألف عابد لله متقطعين.. وما أظن ألف عابد يستطيعون أن يُري الناس نظرة واحدة كالتي تكون في عين صبي يتيم جائع يطلب الرحمة...
يقول: فتحرك القلب وبدأت أفكر ما هذا الموقف العجيب.. إما أنا أن أطعم هذا الصبي وأمه أو أطعم زوجتي وولدي.. وخيل إلي بأن الجنة نزلت على الأرض تعرفني نفسها من يطعم صبي وأمه.. فتذكرت ابني وزوجتي وهما جائعان من الأمس غير أني بدأت أذكر وقلت في نفسي إذا أطعمت زوجتي وابني فهذا أمر طيب ولكن لو صبرت أنا وزوجتي وابني وأطعمت هذه المرأة وابنها سآخذ ليس أجر واحد وإنما أجر خمس مرات.. أجر صبري وصبر زوجتي وابني وأجر فرحة هذه المرأة وولدها .
فقلت: اصبر على الجوع ولو أيام.. ألم يصبر النبي – صلى الله عليه وسلم- أياماً، وكان عمر يطوي بدون طعام ليل نهار، وبدأت أذكر من العلماء والصحابة الذين وصلت بهم الجوع إلى هذا ومع هذا صبروا.. فقلت: أصبر وأُصبر أهلي فأنا من أهل العلم.
فقلت لها: خذي وأطعمي نفسكِ وابنكِ.. يقول: وبكت وخرج ولدها.. ونظرت إلى هذه الفرحة ولكن لم أستطع أن أفرح معها ورأيت بكاء الأم من الفرح ولم أستطع أن أبكي معها لشعوري بألم زوجتي وابني فدعوت لهما ومشيت.. وهي فرحة تأكل ويأكل ولدها.. وأنا حزين وفرح..
فرح بأني أطعمتها ولكني حزين على حالة زوجتي وابني فقررت بأن لا أذهب إلى البيت وقرب وقت الظهر وجلست تحت الظل وأفكر في من يشتري هذا البيت.. وإذ بي أسمع صوت يقول: يا أحمد بن مسكين أين أنت؟.. فعرفت بأنه صوت ابن صياد مسرور وفرح .. فقلت: ما بك؟.. فقال: يا أبا محمد ما يجلسك هنا وفي دارك الخير والغنى..
يقول: فأخبرني بقصة عجيبة حدثت عندما كنت مشغولاً مع المرأة وولدها..
ما هي هذه القصة .... انتظروا الجزء السادس



يقول أبو نصر: أنا لما تركتك حصلت على قرض من أحد المحسنين وحصلت على بعض الطعام لأنقذ أهلك من الجوع فذهبت إلى البيت لعلي أجدك هناك، وإذ برجل ينادي بالناس: أين هو مسكين البصري؟
فقال الناس: لا نعرف من هو مسكين البصري؟
فقال: لا تعرفون أحداً من أهله.. أله ابن أو أخ؟!!
فقالوا: تسأل عن ابن مسكين البغدادي؟!
فقال: لا. أنا أسأل عن ابن مسكين البصري..
[وما كان الناس يعرفون أن أحمد بن مسكين بصري أصلاً لما سكن بغداد سموه بالبغدادي].
فقال أبو نصر: ولكن أنا أعرف هذا عنك. فقلت للتاجر ما تريد من أحمد بن مسكين؟
فقال: أنا تاجر من البصرة أبوه جعل عندي مالاً من 30 سنة وأفلست وما استطعت أن أرجع له ماله فاستأذنته بأني لا أقدر أن أرجع المال إليك. فأذن لي.. وذهبت أبحث في الأرض برزق الله وقلت له إذا صار لدي مال أرجعت لك المال..
فقال: اذهب .. يقول: سافرت وكنت مفلساً حتى ذهبت إلى خراسان فتاجرت هناك وأصلح الله حالي وفتح الله علي وكنت أبحث عن طريقة أرجع بها المال إلى مسكين البصري ولكني لم أقدر لكثرة انشغالي بأعمالي.. فأخذت الأموال وجئت بها فالأموال التي استدنتها من مسكين البصري أصبحت أموالاً هائلة.. فقال لي: أنظر إلى هذه القافلة هذه كلها لمسكين البصري.. هو أعطاني أموالاً قليلة لكني تاجرت بها وأصبحت هكذا..
فهذه الأموال والجِمال والذهب كلها لمسكين البصري.. فذهبت إلى البصرة لأعطيه أمواله فقالوا لي أنه انتقل إلى بغداد وجئت أبحث عنه..
فقلت له: أنا أعرف ابنه أحمد بن مسكين..
فقال: دلني عليه.. فتركنا القافلة عند زوجتك فأكلت وشبعت والأموال عندها وجئت أبحث عنك..
يقول أحمد بن مسكين: هنا تذكرت كلمة الشيخ لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.. ولما أطعمت المرأة وولدها جاء الرزق وأنا كنت خائفاً من أن أطعمهما.. ولم يبقى شيء لأهلي.
فأخذني أبونصر معه وإذا الناس مجتمعين عند البيت والقافلة أمام البيت وزوجتي لبست أحسن الملابس وبدأت توزع الصدقات على الفقراء والمساكين.
ففي لحظات كنت من أهل الفقر وأصبحت من كبار التجار إلى اليوم..
فقلت: مقابل ما صنع الله بي عزمت عزمة.. فقررت ما من موطن من مواطن الخير إلا وأشارك فيه..


وأحمد ابن مسكين يروي هذه القصة في مسجد "بلخ"..
يقول: وأنا أروي هذه القصة لسبب..
يقول: وأنا في "بلخ" رأيت رؤيا في المنام لها ارتباط بالقصة التي ققصتها عليكم..

فقال ابن مسكين: رأيت كأن يوم القيامة قد قام ووضعت الموازين وجيء بي لتوزن أعمالي وجاء الملائكة بي ليوزن أعمالي ووضعوا سيئاتي في كفة وما كانت كثيرة ووضعوا حسناتي في كفة وإذا بحسناتي كالجبال من صدقات وعلم وخير فلما وضعت الحسنات وإذا هي كالجبال من كثرتها ولكن كفة السيئات أثقل فتعجبت.. فإذا السيئات كالصخر والحسنات كالقطن فتعجبت ما الذي حدث جبال من الحسنات لا وزن لها وقليل من السيئات أثقل.
يقول: فجاءوا وأخذوا حسنة من الحسنات وكانت كبيرة وإذ هي خفيفة وإذا تحتها دابة مثل الدودة قد أكلتها من الداخل.. ونظروا إلى حسنة من حسناتي دروس العلم التي أعملها درس كبير وعظيم وفيه معاني جليلة وليس له وزن وإذا بداخلها دابة الرياء والغرور.. هذا الرياء أكل الأجر حتى أصبحت هذه الحسنة لا وزن لها.. وجاءوا لحسنات وصدقات – تصدق على فلان - وأنقذ الأسرة الأخرى من الجوع- بنى مسجداً- صدقات عظيمة ضخمة كالجبال وإذ بداخلها الرياء والغرور والمفاخرة وحب مدح الناس..
فكل ما جاءوا بحسنة إذ تحتها شهوة خبيثة أكلت الحسنة وإذ بالميزان فارغ.. الحج والزكاة كلها ذهبت لأن ورائها حب مدح الناس والغرور..
يقول: أعوذ بالله ما بقي لي شيء وسمعت منادي يقول: ألم يبقى له شيء، سيذهب إلى النار.. سيئات بدون حسنات وإذ بواحد ينادي من بعيد. يقول: بقي هذا!!
يقول أحمد بن مسكين: التفت [في الرؤيا] وإذ معه لفافة فيها خبزتين داخلها حلوة.. وقال الصوت: تصدق بها على امرأة وطفلها اليتيم..
فقلت في نفسي: ما لدي إلا هذه ..
فقالوا: لا بد من وزنها يمكن أن تنفعه.. ووضعت الرقاقتان من الخبز والحلوى في الميزان، وقبل أن توضع وإذ بواحد ينادي قائلا: انتظروا!! فالأجر ليس كله له فنصف الأجر يذهب لأبي نصر الذي أعطاه الخبز والحلوى.. أبونصر تصدق به عليه وهو تصدق على الطفل اليتيم وأمه..
فقلت في نفسي: هي زهيدة والآن يأخذون نصفها..
يقول فوضعوها في الميزان.. فرأيت كفة الحسنات ثقلت وثقلت بنصف خبزة ونصف حلوة.. نزل الميزان حتى اقترب من أن أنجو.. ولكن كفة السيئات ما زالت أثقل.. بقي القليل لأنجو.


فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. كان عندي أمل أن أنجو..
فقالوا: انظروا ما الذي بقي له..
قالوا: بقي له .. فإذا بجوع زوجتي وجوع ابني وجوعي جاء على شكل مجسم..
قالوا: ضعوه في الميزان.. فوضع بالميزان وأخذ الميزان يثقل ويثقل حتى صارت كفة الحسنات قريبة من كفة السيئات ولكن ما زالت كفة السيئات أثقل.. وكادوا يأخذونني إلى النار.
فقالوا: هل بقي له من شيء؟
فقالوا: نعم بقي له شيء صغير.. دمعة المرأة عندما بكت عندما أطعمتُ ولدها.
فقالوا: دمعة صغيرة ماذا تكفي؟
فقالوا: لا بد لنا من أن نزنها.
يقول ابن مسكين: دمعة فرح.. أدخلت السرور على قلب محتاج بكت من أثر المعروف في نفسها ومن إيثار ابنها على أهلي فوضعت في الميزان.
وإذ يحدث أمر عجيب [ هذا كله رؤيا يحدث الناس بالرؤيا التي رآها ].. إذ الدمعة تكبر وتكبر والميزان يثقل والدمعة تكبر أكثر وأكثر حتى صارت كالبحر.. وإذ سمكة عظيمة تخرج من داخلها فيثقل الميزان، ميزان الحسنات..
فيقولون: لقد نجا.. لقد نجا ورجع الميزان..
وصرختُ صرخة: الحمد لله نجوت.. واستيقظت وأنا أقول جملتين..
الأولى: من أين خرجت السمكة؟ هذه السمكة التي نجتني يوم القيامة من أين خرجت؟...
خرجت من التقوى لله ومن التوكل عليه ومن إيثار المحتاجين..
والجملة الثانية التي قلتها: لو أطعمنا أنفسنا ما خرجت السمكة..
لو أكلنا أشياء فيها قليل من حرام وقليل من أموال ربوية وغش وكذب وخداع.. يضيع الإنسان في الدنيا والآخرة...
هذا المعنى الجليل معنى التوكل على الله.. يا من يعيش في حاجة ثق بربك ولا تقرب الحرم.. اعمل الخير وآثر المحتاج.. قال تعالى: ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)).

المعاني التي نتعلمها من قصة السمكة معاني جميلة تذكروا من أين خرجت السمكة من التقوى والإخلاص والوعظ وصدق التوكل على الله عز وجل.

"تم بحمد الله وتوفيقه"
اسمحوا لي على الإطالة في هذه القصة ولكن أحببت أن أنقل لكم القصة كاملة لمزيد من العبرة والعظة والسموحة








توقيع : عمر72





لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة Emptyالثلاثاء 27 مارس 2012 - 0:22
المشاركة رقم:
عضو ملكي
عضو ملكي

عبدو2

إحصائية العضو

الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1441
نقاط : 24443
تاريخ التسجيل : 05/03/2012
السٌّمعَة : 32
مُساهمةموضوع: رد: لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


قصة جد رائعة و عبرة جد رائعة

تقبل تحياتي اخي عمر




توقيع : عبدو2





لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة Emptyالثلاثاء 27 مارس 2012 - 17:40
المشاركة رقم:
عضو ملكي
عضو ملكي

avatar

إحصائية العضو

الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1048
العمر : 28
نقاط : 26821
تاريخ التسجيل : 23/08/2010
السٌّمعَة : 1
مُساهمةموضوع: رد: لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة


قصة رائعة مشكور اخي




توقيع : بريكية وافتخر








الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



لو اطعمنا انفسنا ما خرجت السمكة Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة