نظرة في جوهر حياتنا اليوم
ما أنت يا صديقي بعالم عما يجوش بخاطري ؟ وما يخالج فؤادي ؟ وما يسري في عروقي
لسبب بسيط هو كونك صديقي ليس الا , وما أريد أن أثقل رأسك بوساوسي وأحاسيسي وهواجسي , لأنك أيضا صديقي أحترمك وأعزك .
قد أمسيت رقما في طاحونة البورصات , يتقاذفني الداني والقاصي , علوا وهبوطا , ولا أحد منهم أراحني لأسترد أنفاسي المتحشرجة , حتى وهم نيام لم يتركوا لي لحظة زمن أتجرع من أكواب شقائي وتعاستي ومآسي شربة علقم أتزود بها استعدادا لسوق الغد , حيث علمت أن النخاسين قادمون من مشارق الأرض ومغاربها , وهم أصحاب جاه وسلطان ومال وصولجان ... أفلا يحق لي أن أكون من الخدم والرقيق والعبيد الذين يحسنون الترحيب وإكرام الضيف
وأي ضيوف هم ؟ إنهم ممن تحكموا في رقاب الضعفاء البؤساء من أمثالي وأمثالك يا صديقي .
فأقل قزم فيهم ومن بينهم يفوق أعتا قزم من قومنا ... على كل إنهم أقزام انحدروا من سلالة يأجوج ومأجوج , وبالتالي فهم مفسدون في الأرض , وهل لنا في زمننا هذا من معجزة؟أو من يقوم بردم ؟.
لا وربك إننا أضعف مخلوق على وجه المعمورة , حتى الذباب أمسى أفضل منا لأنه لم يتنصل ويتنكر لجنسه , كما فعلنا ونفعل نحن اليوم , وإلا كيف تفسر يا صديقي أحوال هؤلاء الثعابين البشرية ...؟ أغنياءهم أقرب للفقر من الفقراء ... مثقفون وهم قاب قوسين أو أدنى من الأمية للأميين ... عصاة الأفئدة.... مرضى القلوب... عمي البصر والبصيرة .... كلحة وجوههم ...
مسودة لياليهم بالكوابيس والوساوس , ونهارهم كنهار لكلاب مسعورة تنبح وراء بريق الدنيا وزخرفها ... يلهثون دوما وراء الثروة والثراء حتى وإن تطلب الأمر الدوس على الشرف والكرامة , بل منهم ياصديقي من قدم عرضه في حفلات الزقوم عند أراذل القوم تباهيا وخيلاء
.... اسمح لي سيدي هذه زوجتي ... هذه ابنتي الكبرى .. هذه ابنتي الوسطى ..... حتى الأسماء بدلت إلى ...صوفيا.. تاتي .. جوليان... فوفو ...
أما عن لباسهم أعني لباسهن فأقل ما يقال عنه أنه شفاف لدرجة أو وزنه جملة لا يساوي 05 غرام.
ما بك يا صديقي لا ترجع لي كلاما ولا تعقيبا ؟ ألم أقل لك أني لا أريد أن أثقل على رأسك ؟
هذه نظرة على الحياة اليوم ولا زالت نظرات ونظرات ... هذا ما هو باد وظاهر أما ما هو خفي لا يعلمه الا ربي .. قم ؟ قم يا صديقي فإني أسمع النداء نداء رب الأرض والسماء .
ابراهيم تايحي
بريكة نت
الأربعاء 13 يونيو 2012 - 3:04
موضوع: نظرة في جوهر حياتنا اليوم 
عدد الرسائل
