....الحجاب بين الإقرا والإنكار

**ابراهيم تايحي** · الثلاثاء 26 يونيو 2012 - 16:59

الحجاب في الديانات السماوية:

ا- الحجاب في اليهودية:

هناك مجموعة من النصوص ضمها العهد القديم تدل بلفظها الواضح على أن الحجاب كان شريعة ربانية ملزمة للنساء , وكانت هذه النصوص معلومة عند الأحبار حيث حكم بوجوب الحجاب على المرأة اليهودية لكن

بحكم تأثر اليهوديات بالمجتمع الغربي غابت هذه النصوص عن جل ساحات الطرح الفكري العلمي . مع العلم أن هذه النصوص منها الكثير لا يقف عند شريعة تغطية المرأة شعرها , بل يتجاوز ذلك إلى القول بتغطية الوجه وبالتالي ستر المرأة كامل جسدها.

تقول الموسوعة اليهودية في بيان أمر النقاب في العهد القديم ( النقاب لتغطية الوجه)

جاء في سفر التكوين 24/ 65 (... ورفعت رفقة عينيها فرأت اسحاقا قادما فقفزت عن الجمل وقالت للخادم : من هذا الرجل القادم في الحقل

للقائنا , فقال الخادم : هو سيدي . فأخذت الحجاب واحتجبت به...)

ب- الحجاب في المسيحية:

جاء في الإصحاح الحادي عشر الفقرات من 03 إلى 10 ما يلي

(.. أريد أن تعرفوا أن المسيح رأس الرجل والرجل رأس المرأة والله رأس المسيح , فكل رجل يصلي أو يتنبأ وهو مغطى الرأس يهين رأسه – أي المسيح- وكل امرأة تصلي أو تتنبأ وهي مكشوفة الرأس تهين رأسها –أي الرجل- كما لو كانت محلوقة الشعر , وإذا كانت المرأة لا تغطي رأسها فأولى بها أن تقص شعرها , ولكن إذا كان من العار على المرأة أن تقص شعرها أو تحلقه فعليها أن تغطي رأسها , ولا يجوز للرجل أن يغطي رأسه لأنه صورة الله , ويعكس مجده , وأما المرأة فتعكس مجد الرجل فما الرجل من المرأة ؟ بل المرأة من الرجل , وما خلق الله الرجل من أجل المرأة بل خلق المرأة من أجل الرجل , لذلك يجب على المرأة أن تغطي رأسها علامة الخضوع من أجل الملائكة.

يدعو الأب المسيحي / كلمنت السكندري/ المرأة إلى تغطية كامل جسدها

كلما خرجت من البيت. لأن هذا النوع من اللباس هو الذي يحميها من نظرات الرجال , فإذا وضعت الخمار على وجهها حمت الرجل من أن يقع في الخطيئة , ولاكتساب شرعية للخمار.

يرى الأب /كلمنت السكندري/ أن الخمار مشيئة الكلمة الربانية التي تأمر المرأة أن تصلي وهي محجبة .

وشهد شاهد من أهلها = لباس القديسة / كاترين / عند المسيحيين.

الحجاب في الإسلام:

الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض لأن الله تعالى أمر به في كتابه ونهى عن ضده وهو التبرج , وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ونهى عن ضده , وأجمع العلماء قديما وحديثا على وجوبه لم يشذ عن ذلك منهم أحد , فتخصيص هذه العبادة –عبادة الحجاب-بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل , ولا دليل للقائلين بذلك مطلقا

لذلك فإننا نقول ونكرر القول : لا جديد في الحجاب , ولو لم يكن الحجاب مأمورا به في الكتاب والسنة , ولو لم يرد في محاسنه أي دليل شرعي لكان من المكارم والفضائل التي تمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها

فكيف وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع .

1- الأدلة من القرآن الكريم:

ا- (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ...........

إلى قوله تعالى : ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)) النور 31

ب- قوله تعالى (( ... والقواعد من النساء اللواتي لا يرجون نكاحا فليس

عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم)) النور 60

ج- قوله تعالى(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)) ألحزاب59

د- قوله تعالى (( وقــرن في بيوتـــكن ولا تبرجـــن تبـــرج الجاهلية الأولى....)) الأحزاب 33

هـ - قوله تعالى((... وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن....)) الأحزاب 53

قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأوائل , لما أنزل الله : وليضربن بخمرهن على جيوبهن . شققن مروطهن فاختمرن بها.

2- الأدلة من السنة:

ا- أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – قال : يا رسول الله أحجب نساءك . قالت عائشة رضي الله عنها : فأنزل الله آية الحجاب , وفيهما أيضا قال عمر: يا رسول الله لو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب.

ب- قوله عليه الصلاة والسلام ( المرأة عورة).

ج- وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) فقلت – أم سلمة رضي الله عنها : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ .قال: يرخين شبرا . قالت : إذن تتكشف أقدامهن. قال: فليرخينه

ذراعا لا يزدن عليه)

3- أدلة ستر الوجه من الكتاب والسنة:

1- قوله سبحانه وتعالى(( .... وليضربن بخمرهن على جيوبهن)) النور30

قال العلامة بن عثيمين – رحمه الله-: ..فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة. فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها.

2- قوله عزوجل: (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين

يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)) الأحزاب 59

قال بن عباس رضي الله عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن تغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب .

قال الشيخ ابن عثيمين : وتفسير الصحابي حجة , بل قال بعض العلماء :

إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

3- قوله عليه الصلاة والسلام( لا تتنقب المرأة المحرمة ) وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض الا في الحج فإنها ترخي شيئا من خمارها على وجهها , غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- :... وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن . وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن .

4- قوله صلى الله عليه وسلم ( المرأة عورة) . دليل على مشروعية ستر الوجه.

قال الشيخ محمود التو يجري : وهذا الحديث دال على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب , وسواء في ذلك وجهها وغيره من أعضائها.

إليكم يا من تزعمون أن حجاب المسلمة لا يناسب هذا العصر؟

إليكم يا من تدعون أن تغطية الوجه من العادات العثمانية؟

إليكم يا من تريدون إخراج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال

في كل مكان ؟

هذه آيات القرآن الكريم فاقرءوها ؟ , هذه أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين أيديكم فادرسوها؟

وهذا فهم أئمة الإسلام من السلف والخلف يدل على وجوب الحجاب وستر الوجه فاعقلوه فإن كنتم جهلتم هذه الآيات والأحاديث في الماضي فها هي أمامكم , ونحن ننتظر منكم الرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل فإن الرجوع إلى الحق فضيلة والإصرار على الباطل شرور ورذيلة, أما إن كنتم من الذين قال فيهم الله تعالى (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)) النمل 14 . فإنكم لن تنقادوا للحق ولن ترجعوا إلى الصواب لأنكم ببساطة لا تؤمنون بكون الإسلام منهج حياة والقرآن صالح لكل زمان ومكان . قال الحق سبحانه وتعالى(( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) المائدة 50 .

فضائل الحجاب: إن الذين يسخرون من حجاب المرأة المسلمة فليعلموا أن الله سبحانه وتعالى فرض الحجاب على المرأة في كل الكتب السماوية

-اليهود والنصارى- قبل أن تحرف , وأنه فرضه على المسلمات بوجه خاص لإعطاء المرأة قيمة إنسانية أولا ثم عفتها وكرامتها وشرفها ثم إن هؤلاء الذين ينكرون الحجاب من أبناء العصر نقول لهم:

1- الراهبات متحجبات – 2- صورة مريم عليها السلام الحجاب.

إن الحجاب هو عمل متكامل بين الحجاب بالزي والحجاب بالنفس عن المعاصي ولا يجوز فصلهما عن بعض , وقد كرم الله تعالى المرأة عندما فرض عليها الحجاب , لكي تكون جوهرة ثمينة , يحفظها من عيون الناظرين , بعكس النساء السافرات فهن مثل البضاعة الرخيصة أمام الجميع.

وعندما فرض الله تعالى الحجاب على المرأة فرضه لأنه فيه خير للبشرية

فالله تعالى لا يحل شيئا أو يحرم شيئا الا كان فيه خير للبشرية.

الحجاب والمدنية:

يرى دعاة المدنية أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف , وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي , وهو عندهم من اكبر العقبات التي تحول بين المرأة وبين المشاركة في مسيرة الحضارة والمدنية , وفي عملية البناء التي تخوضها الدول النامية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من رقي وتمدن.

فنقول لهؤلاء :

ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي ؟

هل من شروط الحضارة والمدنية أن تخلع المرأة ملابسها وتتعرى أمام الرجال؟

هل من شروط الحضارة والمدنية أن تشارك المرأة الرجل متعته البهيمية وشهواته الحيوانية؟

هل من شروط الحضارة والمدنية أن تكون المرأة جسدا بلا روح ولا حياء ولا ضمير ؟

هل الحجاب هو السبب في عجزنا عن صناعة السيارات والطائرات والدبابات والمصانع والأجهزة الكهربائية بشتى أنواعها ؟

لقد تخلت المرأة المسلمة في معظم الدول العربية عن حجابها , وألقته وراء ظهرها , وداست عليه بأقدامها , وخرجت لتعمل مع الرجل وشاركته معظم ميادين عمله ....

فهل تقدمت هذه الدول بسبب تخلي نسائها عن الحجاب؟

هل لحقت بركب الحضارة المدنية ؟ بسبب اختلاط الرجال بالنساء؟

هل وصلت إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من قوة ورقي؟

هل أصبحت من الدول العظمى التي لها حق النقض ( الفيتو)في مجلس الأمن؟

هل تخلصت من مشاكلها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية ؟

ماذا يريد هؤلاء الدعاة؟

أن هؤلاء لا يريدون حضارة ولا مدنية ولا تقدما ولا رقيا إنهم

-*- يردون أن تكون المرأة قريبة منهم

-*- يريدونهــا كلأ مباحا لشهواتهــــــم

-*- يريدونها سلعة مكشوفة لنزواتهــم

-*- يريدون العبث بها كلما أرادوا والمتاجرة بها في أسواق الرذيلة

-*- يريدون منها أن تكون بغير حياء ولا عفاف