شعرت بمكروه سيطرق ..... أحسست بدوار شديد وبالكاد أمسكت بظهر الكرسي ,..جلست ...جادت عيناي بسيلها ..
قضت نحبها سيدتي ... رحلت هي أميرتي وولية نعمتي ..
ولست وثلاثين يوما خلت من عمر غيابها الأبدي , فتحت أدراج مكتبها- حيث ملكتني مفاتيحه في حياتها – حفاظا على صيرورة شركتها , وبناء على ما عودتني عليه أثناء إدارتها ..
هذه مراسلات... هذه ملفات.. هذه تعليمات .. هذه قصاصات.. أما هذه؟... يا الله مطوية مشمعة الطرفين تحمل على ظهرها عبارة[ هي لك يا عمر ولا تفتحها الا بعد رحيلي]
لاتسأل عن حالي. وما آل إليه ؟لا تسأل عما أصابني وما أنتابني؟فدقات قلبي لا يعدها مقياس
ثقل الجبال كسا كل جوارحي ..جلست والمطوية بيدي , ولا أتذكر كم من الوقت قد مضى وأنا على هذا الحال , أدرتها..قلبتها.. أعدت قراءة ما كتب ..أخيرا استعرت شجاعة , أزلت ما علق على طرفيها من شمع بكل حذر وهدوء لئلا أتلف شيئا ما بداخلها يكون قد كتب..فتحتها.
وإذ بتلكم المطوية حبلى بما لو أنزل على السموات والأرض والجبال لتبرأن منه
[ أكتم سري؟ ... ارحم قبري؟... اسند ظهري؟... صن قصري؟...]
أربع كلمات , خفيفة النطق ثقيلة الأداء , وأنا صاحبها ومستقرئ معانيها وأبعادها
الآن وقد مرت ستة شهور .. الشركة بخير .. وارداتها وصادراتها أنهار وبحور ,سمعتها بدر البدور.. جودة إنتاجها في أعلى مقام بفضل الله الشكور ..
أما مطويتها فهذا ما لا أستطيع البوح به كلية حيث الوصية أمانة وستر مستور , إلى حين يمسي رميما من بداخل القبور,.....
أما عن مناداتها بسيدتي فهذا حقا اسمها وليس مقاما اجتماعيا سياديا , ....
أما أنا فالله وحده يعلم أني لم أخنها في قرآن ولا سنة .. لا ظاهرا ولا باطنا , وكنت لها وفيا كما كانت لي كذلك , في حدود ما حده الشرع وتآلف عليه عقلاء المجتمع