الوصيــــــــــــــــــــــــــة
..
سيدتي.. ألك حاجة أقضيها لك؟ أعدت الطلب مرة ثانية.. ثالثة.. لا رد , ظننتها دخلت في سبات أو أنها قد غفت نتيجة التعب والإرهاق خلال أيام وليال وهي تعد حسابات وتحدد أسهما لمن تعودت معاملتهم , حركت الكرسي بهدوء ولطف , أدرته يمنة و يسرة ...لا شيئ ينبئ على أنها شاعرة بما يدور حولها .
في غرفة العناية المركزة كانت سيدتي ممدة على السرير جسدا جامد الا من شهيق وزفير أنعم من الحرير وأهدأ من هيبة قدوم أمير , مغطى جسمها بقطعة قماش أبيض , وجهها منه ذاك النور الذي بهرني وأرجاء الغرفة عم ...اقتربت منها جيدا ولولا الحاجز الزجاجي لقبلتها جبينا ساعات مرت ... أصوات خنست , حركات هدأت الا من تلك للمرضين والممرضات والأطباء والطبيبات فهم في حركة دؤوبة بين غدو ورواح , إشرافا.. مراقبة.. تلبية ... أما هي فقد خلتها
-وقد خاب ظني – أنها في غيبوبة كما تعودنا , والحقيقة أنها في عالم غير عالمنا , وفي رحاب فسيحة غير تلكم التي ضاقت بنا ...إنها في ضيافة الرحمن..قال الطبيب ذلك ..