حب فوق السحاب
كلانا على متن طائرة الكونكورد حجز , كلانا في أحشائها انبسط, وأحدنا للآخر استفز
قالت له: مستقرك أحادي أم أنك تكمل السفر؟
ابتسم كعادته-و لابتسامته جاذبية ومعنى- ثم قال: يبدو أنك حديثة الطيران في هذا البحر
قالت له:لسنا فوق الماء بل أعلى السحب
قال لها: وما أدراك ؟ لعلنا في قلب الجب
قالت له: بدأت أخشى على نفسي منك أيها الثعلب
قال لها: أو لا يجوز لبشر أن يقرب؟
قالت له: احذر؟ إن اللبؤة لها مخالب
قال لها: انتبهي؟ الأسد إذا زأر. على اللبؤة الا تغضب
قالت له: وما علمك بذلك أيها الذئب؟
قال لها: إن معلمي يدعونه عاقر الدب
قالت له: ما رأيك –إن كنت حذقا- في هذا الفستان؟
قال لها: قيس بمقياس وكأن صاحبته حور عين الجنان
قالت له: ألك صحب ينتظرونك هناك؟
قال لها: أصدقك القول ليس لي هناك سواك؟
قالت له: أنا- وأردفتها ببسمة هادئة – لست مناك؟
قال لها: بل أنت مناي وحق الذي سما ك
قالت له: للتو تعارفنا. كيف أثق بنواياك؟
قال لها: اسألي قلبك في ذاك؟
قالت له: لكنني مرتبطة , فكيف لي أن احل الرباط؟
قال لها: الصقر حيث شاء يحط , وبك قد أحاط
قالت له: أتثق بي وأنت لا تعلم عني شيئا؟
قال لها: قلبي دليلي وبهواك تعلق بريئا
قالت له: أرباط مقدس ؟ أم أنك تعبر سبيلا؟
قال لها: أحببتك صدقا , لا أبتغي عنك بديلا
قالت له: تهيأ فقد آن زمن الفراق؟
قال لها: بل تهيئي أنت فهذا زمن التلاق.
ابراهيم تايحي

الله يعطيك العافية على الطرح الرائع
كم انت مبدع فى اختيار مواضيعك
واسلوبك فى الطرح
دائمااااااا متميز

أشكرك أختي الكريمة على نظرتك الأدبية ومرورك الطيب , دمت لنا يا جهينة
ابراهيم تايحي