أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. |
إحصائيات المنتدى | ||||||||||||||||||||||||||||||
أفضل الاعضاء هذا الشهر | أخر المشاركات | |||||||||||||||||||||||||||||
| ||
|
الجمعة 27 يوليو 2012 - 3:17 | المشاركة رقم: | ||||||||||||
شخصية هامة
| موضوع: هي تبكي وأنا أمسح دموعها هي تبكي وأنا أمسح دموعها هي تبكي وأنا امسح دموعها قابلتني هيكلا يتحرك , يغشاها البؤس والشقاء باد على محياها ...التحفت ...افترشت... أكلت... شربت كل أنواع الهموم والمصائب ..حتى حل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ثم رحل ثم حل ثم رحل ثم حل .. وكلما هل هلال شعبان تزينت وتعطرت وارتدت أفضل ما عندها وما عندها من قشيب ...تراها حين تصلي تهدر هدرا دعاء وهداية لفلذة كبدها وهي تسبح ربها تعجن بدموعها كلمات الرشد لابنها ... وهي مضطجعة شفتاها لا تتوقفا ولا تفترا عن الحركة في استجابة دعائها, والحال لا يزداد الا تعقيدا وتمردا وعقوقا وعصيانا بل وقذفا إن لم أقل وكزا ووخزا , ولم يتغير شيئ فيها ....لزمت الصمت تحت الدموع , ولبست الهدوء والسكينة تحت وطأة وطائلة التأنيب الجارح والحرمان من أبسط وأدنى مستلزمات العيش , بينما هو يرفل بثوب التيه والخيلاء والتباهي والارتماء في أحضان من سماهم أهل خطيبته ... ساء ما فعل وما فعل الا إفكا وبهتانا ... ويعود بعد الهزيع الأخير من الليل فيجدها جالسة القرفصاء شتاء و صيفا ربيعا وخريفا وعيناها مسمرتان نحو الباب , وقلبها ينبض ويتدفق شوقا وحنانا لقدومه سالما من جوارح السماء وحشرات الأرض ... يمر أمامها كظل سحابة وكأن على رأسه الطير وعلى فيه لجام جواد جامح , بل وقل على قلبه أكنة وفي آذنيه وقر... -*- ها أنت عدت يا ولدي ...السهر يضر بك ... هل تناولت العشاء ؟..أحضر لك... ويتفضل نزولا من برجه العاجي هذا العاق مخاطبا إياها : لا شيئ أضر بي سواك ... لست بحاجة لطعامك أيتها الوسخة ... تبتسم وفي حلقها ما فيه من غصة وشوك وتقول : لا أراك الله ضرا يا ولدي , إنما كبدي هو الذي يحدثك... ويرد عليها مزمجرا : ألك كبد أيتها الماكرة؟ لو كنت مثل باقي الأمهات ما سعيت في عرقلة زواجي منها؟ حاولت النهوض من جلستها لكن قواها خانتها فسقطت أرضا صاحبنا يشعل سيجارة ويقترب منها نافثا دخانها في وجهها ثم يرفسها بقدمه مردفا ذلك بقوله إنك أقبح عجوز في هذا الوجود . يفتح باب غرقته.. يصرخ ... يتلوى ..يسود وجهه ..تتجمد مفاصله ..عيناه شاخصتان إلى أعلى .. ثم ماذا؟ .بين عينيه أثر عضة وندب أشد زرقة وسواد .. سائل من بينهما يلمع ويقطر .. هذا ما حدث يا ....,إنه رحل ورحل عقلي معه , ليس لي بعده الا من تلك البنت التي بالكاد ما تؤدي شؤون بيتها وأولادها وحالها لا يختلف عن حالي كثيرا وهي تقص مأساتها مأساة يتفتت لها الصخر وينسف دونها الحجر أخرجت منديلا من جيبي ورحت امسح دموعها ,.. ضممتها لصدري ...شعرت وكأني بين أحضان والدتي أمي حبيبتي أوقفت سيارة كانت تمر ...ساعدتها على النهوض ...أدخلتها بيتنا حيث والدتي كانت تنتظر قدومي على وجه السرعة لحاجة طلبتها مني وإذا بي آتيها بشيء آخر ..... ساعدتها والدتي ..اغتسلت ...تطيبت .. ألبستها أمي ما توفر ..... توسطتنا على مائدة الإفطار بمحاذاة أبنائي وزوجتي وعلى يمنها كانت أمي تلقي آخر اللمسات على المائدة .... أذن المؤذن : الله أكبر .. الله اكبر ... تناولت تمرة ثم أخرى أردفتها بشربة لبن ...تمددت على البساط .. سبابتها اليمنى إلى الأعلى وهي تقول : أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله وطل هلال العيد بعد رحيلها لربها , وكنا نحن – أسرتي ووالدتي مساء يومه في زيارة لقبرها ترحما عليها وعلى موتى المؤمنين والمؤمنات .... لم أشعر بما كساني من دموع ولا بالذين هم من حولي .. كنت معها .. استذكر ما مر وحدث .. وإذا بطفلتي مريم تقول : هيا يا أبي قد أوشكت الشمس على الرحيل ... نعم الرحيل وكلنا راحلون . مسكت بيدي والدتي ودموعي لا زالت تأخذ مجراها على وجنتاي لاحظت أمي ذلك فضمتني لصدرها مثل ما فعلت أنا وقتها مع الراحلة .... قبلت يدها وعصرتها عصرا ..شوقا.. طاعة... خيفة من الله رب العالمين وقلت لها: هل أنت راضية عني يا والدتي ..أطال الله في عمرك ...كل ذلك وزوجتي وأبنائي من حولنا وكأن الغيرة أخذت بناصيتهم فتحلقوا حولنا ودموع الحب والود والسكينة تلفنا .... عدنا إلى البيت ولا أحد يكلم الآخر أثناء السير حيث ما حدث في المقبرة لجم ألسنتنا الا من ذكر المغفرة والرحمة ... وبعد صلاة المغرب وأثناء تجمعنا كما عودتنا والدتي التي انتهزت الفرصة لتغرس فسائل الطاعة والخلق الحميد حدثتنا كعادتها بقصة [ محاجية] تدور كلها حول قوله سبحانه وتعالى ( ....وبالوالدين إحسانا...). ابراهيم تايحي
| ||||||||||||
الجمعة 27 يوليو 2012 - 13:53 | المشاركة رقم: | ||||||||||||
مشرفة
| موضوع: رد: هي تبكي وأنا أمسح دموعها هي تبكي وأنا أمسح دموعها فصة هادفة جميلة وبسيطة مفهومة وواضحة الواقع اصبح مريراً كئيباً واقع لا يقدم الا الاختلافات فلا شيء كما هو وكل شيء طيب مات أمرك الله تعالى ببر والديك وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره قال الله تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ( الإسراء : 23 ) وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما فبر الوالدين طريقك إلى الجنة فشكرا لروحك الجميلة على ملامسة حروفي المستترة وقلماً ندعو ان لا ينفذ الحبر منه حتى نبقى معه في قراءة رائعة لنسج يعجز عنه من لم يدرك نقاء الاحساس ورقة المشاعر وهمس المعاتبة الراقية بما يحمل القلب من ملامة على ما لم يجده من عناية الا عناية الابداع الادبي تقديري وتحياتي
| ||||||||||||
الجمعة 27 يوليو 2012 - 16:31 | المشاركة رقم: | ||||||||||||
شخصية هامة
| موضوع: رد: هي تبكي وأنا أمسح دموعها هي تبكي وأنا أمسح دموعها كنت قد أحطت سور هذه المأساة بكثير من الكتمان والسرية إلى أن حان وقت انفجار بركانها , فما كان بوسعي الا البوح بعموميات وقبر الكثير من الحقائق لئلا تشين أو هناك من ينفخ في رماد , ومن ورائه من يدعو بني سليم الذين جابوا الوادي . ابراهيم تايحي
| ||||||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|