...وتلك الأيام ...

هم بها , وهمت به, لولا برهان ربه, أعاصير تقلع ما ثبت به صرح الوفاء
رياح صفراء تلقي به في خلاء وبيداء , وتشبث الغريق بغصن الحياة طلبا للنجاة
ألقته الأمواج فوق ثرى رفث عار وهو المكتسي ,عنيد شديد .....
كان بالأمس يقال عنه أنه كريم ذو نار وثريد ...فما بال القوم اليوم يتحاشونه من قريب وبعيد
أجمل به جرب صاح عليه العدو اللدود أم أن صاحبه كان عليه شهيد , أم أن ما
أصيب به مدية من حديد , أم أن الجرح عميق لا شفاء منه فهو قعيد
أم ما كسبت يداه شيئا غريبا عنه لم يحيد, أم أن ضخ ماء الوجه على تربة عاقر
يفيد ,
كلا لا هذا ولا ذاك ولا تلك.........؟
هو في دوامة الحياة نكيد , ..كادح ..شاق..تتقاذفه الأقراح والأتراح
ترى ظله بالليل يقتل سحاب النهار..وأي سحاب هذا الذي يقتل؟ وبأية وسيلة
يذبح الجنين؟ وبأي فأس يقبر الجسد الفاني ؟, وعلى أية أرض يدفن بلا كفن؟
آه لو علمت حقيقتك أيها الزمن
آه لو أنني لم ألج حماك أيها القمر...
آه لو أن على بصري واق منك.أيتها الشمس ...
يا ليت عمري ما سبحت .....
يا ليت شعري ما بحت.....
لكن هذا منزل نزلته
هؤلاء أناسا قصدتهم .....
وذاك قبس خبأه لي القدرعلى كبر
هل لغيري أن يكتم الخبر...؟
فهذا حقي وحقيقتي وهو أعظم وأجل سر
أعيش له ولأجله وأن خالفت زاغ البصر
وطمست وطمس المعلم والأثر
كنت لشجرة الياسمين راعيا ولحوضها المصنوع من جواهر الكريسطال حاميا
ولشذى طيبها ساريا ...أو بعد هذا من ذاك...؟
أليس بعد الشباب من كبر؟ ان كان للسن حساب في هذا العمر
مخلوقات البادئ المعيد شاهدة على صفاء ود وعهد وما نويته حقا حتى أتوسد أديم الأرض ولقاء يوم الوعيد.........
يا سامع قولي ......
ويا قارئ خواطري ....
ويا من كنت تظن أن ما بين أضلعي حجرا ....
أو كنت تظن أنني ملك فمعذرة ....
ما أنا الا بشر....بشر....بشر

تايحي ابراهيم