عندما يموت الصمت
كلنا في مركب واحد, كلنا يستغيث,كلنا يصرخ, كل منا ينادي خليله, كل منا يفر من الآخر, كل منا يقتل نفسه, اما لزرع الآخرة أو لحرث الدنيا, وجاء أمر ربك ,وجاءت سكرة الموت-*... ذلك ما كنت عنه تحيد...*- الى ربك المساق وقد التفت الساق بالساق..فهل من واق؟..
اليوم لا تظلم نفس شيئافمن فمن عمل مثقال ذرة من خير يجدها عند ربه
ومن عمى عن الصراط يوم كان قادرا لا يجد الا حنضلا وساء سبيلا يومها يقول الجاحد الكافر العاصي*..ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها *
اقرأ صحيفتك أيها المخلوق ولا تتعجل , فأن أنت أوتيتها بيمينك *..هلموا اقرؤوا كتابي...* وأن أنت أوتيتها بشمالك *..يا ليتها كانت القاضية..*
حين كان الصمت حكمة جهرت بالمعصية وتعديت حدود الله وتباهيت بالمال والبنين
حين كان الصمت حياء نزعت عنك رداء الوقاروطيب الحديث وخضت مع الخائضين وأنت على يقين أنك خصم مبين لرب العالمين
والآن ادعو من شئت من أعوانك وعبيدك وأهلك وعشيرتك ومالك وبنيك
فهل هم لك ناصرون*..ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا*
لا والله ذهب عنك مالك وتنكرت لك حميتك , فأنت الآن كما ولدتك أمك فردا وحيدا*.. وعرضوا على ربك صفا لقد جئمتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا..*
والعين منك ذارفة دمع الحسرة وعبرات الندم ..حيرانا بائسا..مسكينا ضعيفا تائها
تنتظر أمر الملك الجبار ...ما دهاك وقد كنت سليما معافى , مالي أراك وفؤادك هوى ..مرتجف الأوصال ..فاغر الفم ..والبصر منك زائغ ..ليس لك اليوم من حميم
*.قال كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى...*
حين كان الصمت قوة كنت تهزأ بآيات الله وتدوس بقدميك ضعاف المسلمين
حين كان الصمت وقارا كنت ترفل بثوب نسجته من أمعاء الأبالسة والشياطين
حين كان الصمت نورا كنت تزرع الأشواك في طريق المصلين
حين كان الصمت برهانا كنت تأفك ا فكا في حق الآمنين الغافلين
حين كان الصمت دليلا تعاليت أثما وبهتانا حتى ما بعدالثمانين
فهل لك اليوم من شفيع أيها المغرور المسكين

ابراهيم تايحي