الحقيقة النائمة
كثيرة هي معاني الأخوة ...كثيرة هي معاني الحياة...كثيرة هي معاني الصداقة
كثيرة هي معاني الحب...الوفاء..التضحية..الألتزام...الصدق...الأثرة...
معان تجر معان الى يوم ليس هو عند الله ببعيد.....
والمرء بين حروف هجاء هذه المعاني كمكوك في غدوه ورواحه , لا يثبت على شئ, ولا غرو في ذلك وقد خلق هلوعا جزوعا ..مناعا طماعا..اذا هل نجمه الآفل ركن الى وكر نسج من ورق وقش ..واذا ما بزغت شمسه انطلق لسانه فأتى على كل أخضر ويابس , وتمر أيام الخريف سراعا فتتبرأ الأشجار من أوراقها ويتدثر الأنسان بكل ما عنده من كسوة تواري سوءته... وتجوع الحر ولا تأكل من ثدييها
ويظل الرجل القح على الطوى ولا يبيع عرق جبينه لقرد أو نخاس ..ويتلملم أفراد أسرة تحت غطاء واحد مفترشين حسيرا من سعف النخيل صنع ...ويتوسد الأبن ذراع والده.. كما تنام البنت في حضن والدتها ...واذا ما بزغت شمس اليوم الموالي
كلا ترى يسعى الى حيث سدد الله خطاه ..........
وتجر السنون بعضها فيكبر الصغيروينمو عقله وتتنوع أفكاره وتكثر متطلباته حينها
يصطدم بحلم صغير كبر معه ولم يجد من يؤول له معنى ذلك...
وتتدحرج قدماه نحو غابةلا فرق في عرف حكمها بين بشر وحيوان , فالبقاء للأقوى أما عن العقل فلا قيمة له هنا...الغريزة هي الحكم وهي السيد وهي والسكين الخشبية الناطقة بلسان الضغينة والأدران حيث لا كلاما الا كلامها ولا أمرا الا أمرهافملعقة الفؤاد قد بينت كل الخبايا والمكنونات , فلا الفحل من الثيران بناطح تيس مثله , وضفدعة المستنقع هي أشهى له من لحم الضأن ....وتغيب شمس وتشرق أخرى على على هذه الزمرة من الجرذان ولا احد منهم من يقول الحقيقة , لأن قولها يحرق أشجار الغابة , فتموت الحيات وتتسرب قمرا أشباه الأفاعي الى أرض لم تطأها أقدام الرذيلة ..عندها يتحرك الرمل الناعم من تحت بطن الغزالة ويشرئب
عنقها ويتسمر بصرها نحو مصدر الزفرات النتنة... فأي ريح صفراء قذفت بها
الى ها هنا ؟.. فأحيت موتى القلوب ويا ليتها لم تفعل ؟ ..بيد أن أمرا قد كتب وقدر
فلا بد من فعل أو ردة فعل ..لعل ما تبقى من الحقيقة النائمة تذروه الرياح في أعين النادمين من كوكب لم يكتشف بعد .

ابراهيم تايحي]