حرب حبر
فرنسا يا من ادعيت شعار الحرية والمساواة والعدالة , ذاك شعارك أنت ومن اتبعك...كلمات وشعارات أنت قائلتها وحاملتها ..وأنت ساقية حرث من خدمك ونهج نهجك ..أنت راعية وحامية كل ناطق متشدق بلسانك ..كما أنك أنت مكممة أفواه كل من خالف ذلك وزاغ عن سبيلك لا لكونه فاقك علما وأدبا بلسان حالك..بل لم يرض للسانه بديلا...فرحت تلجمين العقول قبل الأفواه ..ورحت تشجعين كل مارد مشعوذدجال ...وها هو الزمن يتبدل ...ودحرت بحول الله الى ما كنت ....وها أنا أدرس نواياك ومقاصدك فلم تزداد حسرتي وتشتد ظلمتي مثل ما آل اليه الأمر الآن في وطني وبين ابناء جلدتي حيث عصبة منهم يرتادون النوادي والمنابروهم لا يفرقون بين الألف والعصا..انهم قردة دارويين عادت لتتنطط من جديد....انهم حشرات آدمية علا صيتها ورق صوتها ونطقوا الراء ..غ..لااعلم هل زلة لسان تلك أم وراءها مقصد خبيث
واختلط حابلها بنابلها...أنهم أصحاب سيادة وريادة وصولجان.. وجاه ومال ..تراهم يرفلون والخيلاء آخذة بناصيتهم ..مرحون سامرون ..نهارهم ليل وليلهم نهار..يتلذذون بأكل أكباد البائسين المساكين امثالي وهم في غمرتهم يعمهون ...أفعلت أنت ذلك يا فرنسا؟؟؟؟ هذا اذا كنت فلا غرو في ذلك..لأنك فرنسا الصليبية ..أما أخوتي فلسانهم عربي لا عوج فيه ولا امتا فلما تراهم يحلقون شعيرات فكري ويطمسون معالم نظري ويملكون علي وعلى أمثالي أولئك الذين لا يحسنون الا تلميع الأحذية السوداء ليروا قبح وجوههم عليها ..أم لأنهم خدموك يا فرنسا ولا زالوا طامعين فيما تجودين به من قشور الموز واللوز..فيهرعون لألتقاطها شغفا ..؟...لا يا فرنسا قد أخطأت السبيل وانحرفت عن جادة الصواب ففي بلدي الجزائر الحبيبة من هم لك بالمرصا د رويدك لا تتعجلي فالرياح آتية والعواصف قادمة وأمر الله واقع لا محالة...
اننا ابناء ولدنا من رحم الجزائر ورضعنا حليب ثدييها فنبتت ونمت فينا الشهامة والكرامة وقبل هذا وذاك نحن ابناء عقبة وعمر وخالد وعبد القادر وعميروش والحواس ومصطفى والعربي نحن لم نتخرج في جامعاتك ولا معاهدك وكلياتك لنذل بل تحديناك في عقر دارك وبدا لك منا الزبد عن المخض حقيقة لا يمكن لك أن تنكريها , ولم نلبس ثوبا يورينا سوءاتنا لأننا ببساطة أبناء عبد الحميد بن باديس والسلف الصالح من بعده...نحن أمة نؤمن بالأخوة والعدالة والمساواة والأنسانية ونطبقها على أنفسنا قبل غيرنا ..أما أنت فلا...
فرنسا نحن أمة لا ننكر الجميل والمعروف المزعومين اللذين تفضلت بهما على أمم عقرت حرائرهموذبحت رجالهم وهجرت أراملهم ويتمت أطفالهم وشردت شيوخهم ..وبعد هذا ما جنيت...؟؟ الخزي والعار عندكل ذي عاقل حر .. اما آن لك الآن أن تتوقفي عن هذا ؟
اما آن لك أن تعيدي النظر ببصيرة وبصر ..؟ اما آن لك: ألآن أن تتشجعي وتقري أم أنك وجدت اباءك عليها عاكفين ؟..ان كنت فنحن لا..لا...لا...الا أني أستسمحك أدبا وعذرا في تحقيق طلبي ...خذي مساميرك من قصعتنا فقد علاها الصدأ ونحن في حاجة اليها نحن ننشد السلم والأخاء ةالوئام بفضل من الله ثم عبقرية من ولاه الله امرنا وانا على خطاه سائرون ولوطننا مدافعون ولعزة ونصرة ديننا وأهلينا لمضحون.. فرنسا أترجاك أن تتبني من لا وطن لهم بيننا ودعينا نفجر ابار وينابيع العلم والفكر لترتوي به عقول ابنائ...كفاك ما فعلت وما أنت ناوية فعله وان لم ترتدعي فابشري بحرب حبر على عجين صحفك وكتبك ومجلجاتك ..قد طفا الكيل وغمرت المياه الأطلسين ضفاف كل بقعة عانت الجفاف جفاف العقل والمعرفة
ابراهيم تايحي