الوسادة
ياحاضنة رأسي وساترة عيوبي,
ياكاتمة أسراري ومهد أفكاري
أنت بين الوسائد فريدة
أنت بين النمارق يتيمة شريدة
مظهرك اذا صفت أخواتك هوى القناع عنهن
الا قناعك لأنه أصيل ...أصيل
اما باطنك اذا شقت البطون انبعث ريشها وقشها
الا باطنك لأنه قد حوى الحنين والحرير
أنت رفيقة دربي ونصبي , تحملتيني كثيرا
رغم عبثي بك...
امتصيت دموعي..وأنرت ذاك الذي بين أضلعي
أهرع اليك كطفل يخاف الظلام , ونباح الكلاب,
تضيق بي حلقات حياتي البائسة ويشتد ظلامها
فألجأ اليك ذليلا كئيبا متوسلا فترخي علي
ستار الطمأنينة والأمان والعطف والحنان
لأني فقدت السيطرة وضاع حقا مني كل أمل في هذه الحياة
وأمسيت أخال كل ذا كبد متربصا بي ..
...حتى الطيور في السماء ملت منظري ومظهري
...وقد كنت بالأمس القريب طفلها المدلل
وغاب الشهد وحل مكانه الحنضل
فما جدوى الحياة وان أخضرت
فيومي موعود ومحشرنا مشهود
بدونك يا وسادتي ويا شريكتي في أفراحي وأتراحي
لا طعم ولا قيمة لهذا الوجود
حبات سبحتي تناثرت الحبة تلوىالأخرى ولم أعد قادرا على جمعها
مرة أخرى لأني وحيد فريد
أقاسي المآسي ليس لي مؤنس لوحدتي الا أنت
رغم تقلب رأسي عليك لم تشتكيني لملك الزرابي
المبثوثة ,وقد تبلل كل شئ فيك
لم تجزعي ولم يتغير لونك , لهذا ترينني أبتغيك
ولا ارضى بديلا عنك لأنهن كلهن متقلبات كأمواج بحر لجي
وجدتهن ناكرات للمعروف ,ولبريق الدنيا مهطعات بقلب
شغوف وكيد مألوف, فكيف لي أن أركن لبائعات البر
تاركات الصفوف
لا وربك لا ارضى عنك بديلا ولن اجنح لغيرك فتيلا
وان أخذوك مني وان أبعدوك عني وان حجزوك في أعالي القصور
سأكون حاميك عليا كطائر الصقور.


ابراهيم تايحي