معذرة سيدتي المرأة
أسيح آبقا في بيداء قفرأديم أرضها لا هو من رمل ولا حجر, وأرى في كبد سمائها زمهريرا ولا أسمع قط لمائها خريرا, أمشي بخطوات ثقال شطر بئر معطلة وقصر مشيد, أنشد نقيق ضفادع وحفيف أوراق لكن رياح الغدر والغيرة هوت بي من أعلى قمم الأخلاق الى حفرة سحيقة نبشت بأظافر بشرية نحاسيةفاذا بالدم الأسود القاتم ينقش على وجنتي أخاديد وكأن فرسان كسرى قد مرت اللحظة من هاهنا ....أمشي والبصر مبحلق وكأن الجن تتخطفني...أمشي على غير هدى فالبصيرة قد أعمتها الغيرة وراحت قردة داروين تتنطط من جديد فطغت حمم غوغائها على حكم وتدبر علمائها... وماتت أميرتي الصغيرة وأقبرت ..هكذا قيل لناونحن صدقناهم خوفا ورهباوهل لنا الا نصد ق سادة السؤدد المصطنع والثوب البراق اللامع ؟ وهل لنا أن نتشجع؟ كلا , ونحن قد قبرنا قبل موت أميرتي الصغيرة وتفضل سيد الغرابيبب
بخطبة من فوق الألحادواعظا تلك الأعناق المشرئبة المحمولةعلى أجساد من بقايا قوم ثمود وعادقائلا.اني أريكم سبيل الرشاد, واني لكم لناصح وبكم لرؤوف فلا تخشوا فقرا أو قفرا فأنا أغنيكم ولا أقنيكم.....
عجبا لمن حضر واستمع وأبصر
عجبا لقوم هم بالأمس قومي وبني جلدتي
أم أن على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقراوعلى أبصارهم غشاوة
واصلت السير حافيا نحو مغرب الشمس وما كدت ألج حمى المستنقع حتى عدلت عن ذلك وعدت نحو مشرقهافكان الأمر أشد وأقسى , لملمت ما تبقى من أفكاري سائلا نفسي عما آل الحال اليه من أشباه الرجال فمعذرة سيدتي المرأةفقد ظلموك كثيرا واتهموك كثيراوألبسوك ثوبا من العاروتناسواأن كل ذلك من صنع أيديهم ومكرهم , تنافسوا فيما بينهم ونافسوك وزاحموك وضايقوك حتى الخناق فسلمت لهم ذاك الذي حسدوك عليه كأنثى أخذوا منك المساحيق بل أغلاها والعطور وشذاها والأقراط وشكلها لا تحزني صغيرتي ..لا تحزني اميرتي ..لا تبالي سيدتي ان أنت كنت مقبلة على نصيحتي ... خذي ما لك ودعي ما ليس بحقك ..وقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وهداك خالقك النجدين فتدبري امرك قبل فوات الآوان واعلمي سيدتي أن المرء بأصغريه ..لسانه وقلبه

تايحي ابراهيم