...حينما كانت الهمـــــــــة....
*...الورد طيب الرائحة. جميل المنظر. نعم الملمس. ولعمرك يوما سمعت بأن العلقم به شبيه؟
*...وأودعت بذور البر في أحضان البر ...فحبلت الأرض الطيبة السخية فأنتجت البر بإذن ربها وتغذت عليها أمي , ومن كان حولها من الصبية والخاوية بطونهم .. وكنت لأمي ولا زلت لها بارا لأنها من الأبرار..
وذات صباح من يوم من أيام الشتاء ..حيث القمم بيضاء. والأشجار تعرت أغصانها وتناثرت أوراقها وتبرأت منها كما تبرأ جحودا ونكرانا أناس من أناس , وأهل من أهل , وعشيرة من عشيرة ..وزوجات من أزواجهن.. وأزواج من زوجاتهن ..إخوان من إخوانهم ..وأخوات من أخواتهن..
وفي كل مساء من هذا الشتاء يستأنس الهر بدفء [ الكانون] وتنضج حبات البطاطا تحت ود وسخونة الرماد ولم يصبها أذى من لهب النار أين حنان الرماد حاميها منه....
وكنا وكانت أمي تقص وتقص وتقص علينا حكايات زمان ...تتخللها ابتسامات... لمسات.
ووكز من أناملها أنعم من لمس الحرير ...
وحين ترى الكرى قد هجم تسدل علينا غطاء من وبر وصوف صنعته بيديها , وكلانا يتوسد ذراع أو قدم الآخر ....هذا حالنا نحن في البادية
هذا حين كانت الهمة ..حين كانت الرحمة..
حين كان صياح الديك إيذانا لفجر قد حان وقته.. حين كان للضحى من يضحي بدقائق من عمره الفاني ابتغاء مرضاة الله ونيل الخير الوافر من الأجر والثواب
أما وقد قلبت الميمنة ميسرة والمقدمة مؤخرة ..وذبحت الفضيلة , وحنق الديك , وأنكرت ركعتا الفجر إن لم أقل الصلاة كلها , فليس للهمة هاهنا من واق.................؟
إبراهيم تايحي