[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بكل
تأكيد.. ليس كتابا اخر عن ليوناردو دافنشي! هل يعقل ان يكون هناك مكان
لكتاب جديد عنه؟ نعم، لان هذا الكتاب «شبح دافنشي» لتوبي ليستير، أكثر وصفا
للوحة الشهيرة التي يطلق عليها رسم كبيرة ، ما يسمى ب « الرجل الفيتروفي» (1)، التي انجزها في العام 1490.
اللوحة توضح، بمهارة عالية وسعة اطلاع، كيف استطاع ليوناردو، ذو 38 عاما،
جعل رسمه لجسد الانسان العاري والمنتشر كنسر، لشاب ناضج، والتي قد تكون
صورة شخصية نادرة للفنان نفسه، ضمن مجموعة دائرة ومربع.
الرسم بحد ذاته لم يكن يعرض على نطاق واسع، كما يذكرنا ليستر، حتى قام
كينيث كلارك بضم نسخة مصورة عن اللوحة في دراسته الكلاسيكية «العاري»، التي
نشرت في العام 1956.
كما هو الحال دائما مع ليوناردو، وأولئك الذين يسعون إلى الربح من وراءه
يميلون الى الوصول الى الجذع دون أن يرف لهم جفن، لأنهم يعرفون أننا راضين
جدا ولا نتوقع أي شيء مختلف.
ويحدث ان يكون ليوناردو على مسافة اقصر من مسافة اللعاب الى اللسان من
الألوهة، أليس كذلك؟ فما الذي نحن امامه هنا بالضبط؟ هذا الكتاب، اولا،
مكتوب بشكل جيد جدا، ويجادل بشكل واضح وشفاف نموذجا من توليفة فكرية مهمة.
بدءا من الإغريق، ومن ثم تزج بنا من خلال قصص أوغسطس قيصر، وفيتروفيوس،
والرومان، والصوفيون في العصور الوسطى كتلك الرؤية لهايدغارد عن بنجين،
يقودنا ليستر إلى النقطة حيث وضع ليوناردو القلم على الورقة.
اكثر ما نتعلمه بشكل لافت للنظر هو ان ليوناردو كان في نقطة الذروة لتقليد عظيم لارتباط الإنسان مع كل ما تعنيه هذه الصورة.
الرسم مبني على الكثير من الفكر والتكهنات الدقيقة وغير الدقيقة حول العلاقة بين الانسان والكون، والكون الصغير والكون الكبير.
هذه هي القصة التي توضح السعي لفكرة الجسد كنموذج أو نظرية في العالم. انها
قصة الانتقال من المبادئ المعمارية وعلاقتها بعلم الكونيات، وتطور الفكر
الديني والعلمي.
ولكن، كما هي فصول هذا الكتاب ذو اللمحات الفكرية مثيرة للاهتمام، فإن
الممرات حول السيرة الذاتية ليوناردو نفسه وكيف انه يكيف قصة خلق هذين
الخصمين الكبيرين من الناحية الثقافية والتجارية: ميلانو وفلورنسا.
(1) لوحة رسمها ليوناردو دا
فينشي تمثل رجلين عاريين في وضع متراكب احدهم داخل دائرة والآخر داخل مربع.
يطلق على الرسم والنص المسرد فيها أحيانًا مسمى آخر وهو شريعة الأنساب.
اللوحة في الوقت الراهن خارج العرض ومحفوظة لدى معرض الأكاديمية بمدينة
البندقية في إيطاليا ولا يتم عرضها إلا في المناسبات الثقافية الكبرى،
وتجسد الصورة تلاحم ما بين الفن والعلوم وهذا أحد مميزات عصر النهضة. وتمثل
أيضا المثال الكامل الذي يجسد اهتمام ليوناردو بالنسب في اعماله, وكان
ليوناردو يؤمن بوجود تجانس وتناسب ما بين جسد الإنسان والكون. طبقا للنص
المصاحب للصورة الذي كتبة دافنشى بطريقة المرآة (لا تقرأ إلا بوضع النص
أمام مرآة).