[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أكد
الدكتور محمد المخزنجي الطبيب والكاتب المصري الشهير، أن مصاصي الدماء
الذين يتجولون في الليل والمتعطشين لشرب الدم، ليسوا مجرد شخصيات خيالية في
روايات وأفلام الرعب، وإنما أناس حقيقيون يعيشون وسط الكثيرين من عامة
البشر.
واستند المخزنجي في مقالته الأسبوعية بجريدة الشروق المصرية مؤخرا، إلى
ورقة بحثية لعالم الكيمياء الحيوية الكندي دافيد دولفين، تثبت أن مصاصي
الدماء هم مجرد نساء ورجال مصابون بنوع نادر من الأمراض الوراثية.
وأوضح أن البحث الذي تم تقديمه عام 1985 للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في
لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، أثار ضجة واهتماما كبيرا وقت عرضه.
وأشار إلى أن مجموعة الأمراض الوراثية التي تتملك مصاصي الدماء، تعرف باسم
"روفيريا" ويصل عددها إلى ثمانية أنواع، وأساسها جميعا نقص مادة "الهيم"
haem، التي ينتجها الكبد، وهى جزيئات عضوية يحتوى مركز كل منها على ذرة
حديد، وتُسمَّى أيضا "بورفيرين" وهى تندمج مع بروتين الجلوبين لتكوين
الهيموجلوبين أو "خضاب الدم" لحمل وتوزيع الأوكسجين على خلايا وأنسجة الجسم
المختلفة.
وذكر الكاتب المصري أن هذا النقص الكيميائي الحيوي يظهر على المصابين
بالبروفيريا في شكل أعراض مماثلة لتلك التي يُظهرها من يسميهم أدب مصاصي
الدماء "أبناء الليل"، فأجسادهم تصير شمعية مشوهة ويُظهِرون حساسية فائقة
للضوء، فأقل تعرض لضوء الشمس المعتاد يجعل جلودهم تمتلئ بالقُروح والندوب.
كما تنتاب هذه النوعية من البشر بعض الأعراض العصبية، ومع الوقت تصير
أصابعهم مدببة وكأنها مخالب حيوانية، فيما يحدث لشفاههم ولثاهم مطٌّ وإدغام
شديدين، فتبدو أسنانهم بارزة وكبيرة على غير حقيقتها، وكأنها أنياب
حيوانات مفترسة، وهم لا يظهرون متجولين في الطرقات إلا في ظلمة الليل،
وكثيرا ما ينمو الشعر غزيرا على جباههم ومناطق غير متوقعة من أجسادهم
ليحميهم من أثر الضوء.
وأشار المخزنجي -الحاصل على ماجستير في الطب النفسي وعلى دبلوم إضافي في
الطب البديل- إلى أن نسبة المصابين بالمرض كانت تُقدّر بـ 1 من كل 200 ألف
إنسان في وقت تقديم الدكتور دولفين لبحثه في الثمانينيات، وكان العلاج
يتمثل في إعطاء عقاقير تساعد على تكوين "الهيم" أو "البورفيرين"، إضافةً
لنقل الدم.
لكن في العصور الوسطى ونتيجة لقلة تنقل البشر كما الآن، فإن مصابي
"البروفيريا" غالبا ما كانوا يتركزون في مناطق بعينها ويُعالَجون بشرب دم
الأغنام، ومنها تطورت أسطورة مصاصي الدماء، خاصةً أن توتر المرضى نتيجة نقص
الأوكسجين في أدمغتهم، كان يدفعهم لعضِّ الناس حتى تسيل الدماء من مواضع
العضات.
وحول ما يتردد أن من يتعرض للعض من قبل مصاصي الدماء يصير مصاص دماء بدوره
أيضا، فأرجعها المخزنجي إلى أن النقص الجيني غالبا ما كان يجرى في عائلات
بكاملها، وكانت عضة من أخ ظهرت عليه الأعراض، كفيلة بإظهار الأعراض على
أخيه الذي كان المرض كامنا عنده.
واعتبر أن وصايا الدكتور دولفين للعامة بالثوم؛ للحماية من مصاصي الدماء،
هو إجراء منطقي تماما، لأن الثوم يحتوى على مادة مشابهة كثيرا لمادة باتت
معروفة بأنها مُظهِرة لأعراض البورفيريا نتيجة إعاقتها لتكوين الهيم أو
البورفيرين.
وأشار الطبيب المصري إلى أن هناك شخصيتين دمويتين حقيقيتين استقى من
تاريخهما الأدب العالمي شخصية مصاص الدماء دراكيولا، وهما الكونت "فلاد
دراكيولا" الذي لا تزال قلعته المخيفة التي بناها عام 1460 وتعتلي قمة في
وادي أرجيز برومانيا، وهذا الكونت الذي اجتمعت لديه السادية الإجرامية
والنفوذ والثروة، وكان يخوزق أعداءه حتى الموت، ولقد قُدِّر عدد ضحاياه
بأكثر من 23 ألف إنسان.
أما الشخصية الثانية فكانت الكونتيسة المجرية "اليزابيث باثورى" التي كانت
امرأة فائقة الجمال وفائقة الجنون، فقد كانت تقتل البنات العذراوات
وتُصفِّى دماءهن لتشرب منها وتستحم بها، معتقدة أن هذه الدماء تحفظ عليها
جمالها وتُعيد إليها الشباب وربما تمنحها الخلود! ولقد قتلت هذه الكونتيسة
650 من الفتيات الصغيرات، ولم تتلق أي عقاب على كل ما اقترفته.