- جيل تارتر تريد أن تستمع إلى كلّ شيء! - كاليفورنيا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من منطقة نائية تقع شمال كاليفورنيا، تحاول الأميركية جيل تارتر التقاط أي صوت قادم من الكون.
أما الآذان التي تستخدمها من أجل الحصول على مرادها فهي 42 محطة إذاعية
كبيرة الحجم، ومعقدة التركيب، تمّ نشرها في مدى العديد من الهكتارات،
مهمتها الرئيسية هو مسح الفضاء الكوني من أجل العثور على أي إشارات يكون
مصدرها من خارج الأرض.
فإذا كانت هناك حياة ذكية على كواكب أخرى يحاول سكانها الاتصال بنا، فإنّ جيل تارتر ستكون أوّل من يعرف.
وتقول تارتر، التي تجسّد واقعيا دور الممثلة الشهيرة جودي فوستر في فيلمها
الشهير «اتصال» إنّه «سؤال جوهري، وهو سؤال يفهمه أي شخص يمرّ في الشارع..
فالأمر لا يتعلق ببحث عن النترونات في طبقات الجليد.
. إنه ببساطة: هل نحن وحدنا؟ وماذا يعني وجودنا ومكاننا في الكون؟»
وأضافت
: «نحن نحاول فهم كيف نشأت الحياة والكون وكيفية تشكّل أو تشكيل الكواكب.
كلها أسئلة مهمة، وهناك أيضا سؤال آخر ينبغي أن نطرحه على أنفسنا: هل ما
يحدث هنا على الأرض حدث أو يحدث في مكان آخر؟»
وبفضل تقدم التكنولوجيا، يأمل العلماء أن يعثروا على إجابة بأسرع ما يمكن،
لاسيما أنّ الكشافات أرسلت صورا لسطح المريخ أظهرت بضعا من المؤشرات.
كما أنّ ناسا تأمل أن تطلق في غضون السنوات العشر المقبلة مسبارا للعثور
على كواكب تكون قريبة من نجوم للبحث فيما إذا كانت قادرة على استقبال حياة
بمفهومها الأرضي.
ولذلك فإنّ تارتر، التي قضّت أغلب عقود حياتها وهي تبحث عن علامات من خارج
الأرض، اختارت في النهاية أن تكرّس عمل حياتها لهذا الهدف فقط، وهو «التقاط
صوت من خارج الأرض».
وفي عام 1984، أسست تارتر «معهد البحث عن معلومات من خارج الأرض» في
كاليفورنيا، مستخدمة مناظير عملاقة نشرتها في أستراليا وفرجينيا الغربية
وبورتوريكو، حيث راقبت 750 نظاما قريبا منّا من أجل التقاط صوت ما.
ولم تلتقط تارتر أي صوت حتى الآن، رغم أنها تلقت في بعض الأحيان مؤشرات خادعة.
ففي عام 1998، اهتزت تارتر غبطة عندما التقطت إشارة غريبة استمرت لساعات،
قبل أن تكتشف أنّ الأمر كان يتعلق بصوت قادم من مسبار تابع لناسا يراقب
الشمس.
أما اليوم، فإنّ تارتر تستمع للسماوات بفضل منظار عملاق اسمه «أري»، يجمع
عدة مناظير، قطر الواحد منها 20 قدما، وضع نحو 300 ميل شمال سان فرانسيسكو.
تعترف تارتر بأنه من الصعوبة بمكان التعرف على صوت من خارج الأرض ولكنها
تقول إنّ مسبارها السمعي يقوم في 10 دقائق ما يقوم به فريق من العلماء طيلة
10 أيام، وعند الانتهاء من تجميع الـ350 مسبارا سمعيا آخر، ووضعها ضمن نفس
الشبكة، فإنّه "سيكون بإمكاننا مراقبة عشرات الآلاف من الأنظمة حول
النجوم."
وفي الوقت الذي يقول فيه علماء إنهم متشائمون إزاء ذلك، لاسيما أنّ أقرب
جار لنا يبعد 50 ألف سنة ضوئية، وبالتالي فإنّ أي صوت من هناك سيستغرق
وصوله مئات الآلاف من الأعوام، تبدو تارتر على نوع ما من الأمل.