...وقد يبكي القبر أحيانا...؟
*- أكيد ترتج كفتا الميزان... وتضع كل ذات حمل حملها...
*- طبيعي أن تصفر وتسقط أوراق العمر , وتتعرى أشجار البساتين ...
*- ليس غريبا أن يقتل الابن أباه ولا البنت أمها أو يعود جدي بعد رميم.؟
*- حقيقي أن لك النصف ولي شقيقه , وإن شئت فخذ الكل ودعني وذاك الأمل.؟
كان قد اقترب أو قل هو على مقربة من الحمى ........
رجل يمشي من دون ساقين.. يسابق الريح.. مقطوع الساعدين... يلف تحت إبطه الزوابع والعواصف
ولا يبالي ...يشق سبيله تارة راكبا على فرسه وأحيانا راجلا يمسك جذبا بلجامه... يحدثه مرة , ويخنس لسماع أنينه...
....................... حتى هو الآخر يحب ...............
غريب هذا اللمعان المشع من عينيه ..نظراته حائرة محيرة . وما سال من مقلتيه ليدعو للعجب ,
....أفرسي هذا هو الآخر يحب...؟
ما بك يا فرسي؟ لما تنظر إلي هكذا؟ دعني أكفكف العبرات المنهمرة وأمسح ما على وجهك من قترة...؟
ويهز برأسه وكأن لسان حاله يقول: لا.
تركته على حال هو اشتهاها لأني أعلم جيدا ما بداخله .. أليس هو رفيقي وصديقي في شدتي وفي ضيقي..؟
أليس هو من حمل ثقل جسمي وهمي..؟ أليس هو من شاركني غمي وألمي ..؟ أليس هو حبيبي..؟
وغمزتني الشمس همسا وحياء منه ثم ودعتني قائلة: إلى ضياء الغد..., فقايضتها أُنسا ووفاء احتراما له
وقلت: على رسلك.أليست الليلة ليلة الرابع عشرة من إطلالة موعد حلول الشهر ...؟
وكانت يميني وسادتي والسماء قبلتي .
ليس لي من أيامي الخالية إلا ما كسبت نفسي وما اكتسبت...
. أيها المسافر بلا زاد...؟
سرك لا تجهر به فتعصر.. ولسانك لا تنطح به فتُنْحَر...لا تمدن عينيك إلا للذي به الرب أمر ...؟
لا تبسط كفيك ولا تقبضهما ؟ فتقعد ملوما فتحسر...,
حاسب نفسك قبل أن يحل الأجل وأنِرْ رمسك قبل انقطاع الرجاء والأمل....
الكل يلوي... القريب يكوي.. والغريب ينوي.. ومن الكل من لا يأمل ولا يقل فما أنا بفاعل...؟
هذا وافد وذاك رافد .. إلا هي إني أراها من الروافد .. القلب قاصد والكبد ملتهب ليس ببارد...
هذه خجلة وجلة.. محتشمة راحمة.. متخلقة أنيقة.. شريفة عفيفة.....
أما تلك والأخريات كلهن... كلهن يلهثن وراء سراب وبريق الحياة ..سابحات في عمق المستنقعات
...... كلهن مرتجفات متلهفات.....
رحم الله رجلا أهله أدب وهذب ولِعِرض الآمنات صان وعليهن ذاد وحارب...
*-*-*-*-*-*-*-*
آآآآآه آن لي يا فرسي أن أفك اللجام عنك , وانزع الحلس من على ظهرك , وأقف لك مطأطئ الرأس
لك تمام الحرية في أن تستريح و تسرح بعيدا أو أن تبقى بجانبي فتُؤنِس وتأنس .. فقد قتل الحب الانتقام ..
....وقد يبكي القبر أحيانا.......
لما يجزع الخشب ويشتكي لملك الأشجار آلامه وأوجاعه...؟
*- ما بك أيها الخشب..؟
*- أضر بي وقع المسمار ..اخترق أحشائي وقطع أوصالي وفتت كبدي .
يبتسم الملك – وإذا ما ابتسم الملوك فإما وإما - يربت على ظهر القطعة الشاكية ويقول:
لو علمتِ ما على رأس المسمار لما بكيت واشتكيت....؟ هيا دعي النجار يصنع بابا للدار؟ إن الحرة لم تحرق ولم تمزق الستار.
وعدت مرة أخرى ألملم ما تشتت من الأفكار لعلي بها ألتقي يوما أمام كل الورى وفي وضح النهار
وإن طال تربصي زاد إخلاصي من دونها أقسمت ألا ألج الديار.
إبراهيم تايحي