موضووووع مهم جدا ارجو الالتفات
إن
المراهقة هي مرحلة خاصة يمر بها الإنسان وتحتاج إلى عناية خاصة، وتوجيه
خاص، ذلك أن مسيرة الإنسان (قد) تتحدد من خلال هذه المرحلة، فإن كانت هذه
المرحلة موجهة بصورة صحيحة فإن أثر هذا التوجيه سينعكس على بقية مراحل
العمر، ولهذا فإننا نحتاج إلى ( فن التعامل مع المراهق ) وهذا الأمر قد
ناقشه الكثيرون وكتب عنه الكثيرون، ويأتي كتاب «كيف تتعامل مع أولادك
المراهقين؟» لسماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف مساهمة قيمة تضاف إلى مكتبة
الشباب.
ولقد
ناقش فيه المؤلف هذه المرحلة الهامة بصورة علمية عملية، ويبدأ الكتاب
بمقدمة يقول فيها: « يعاني الكثير من الآباء والأمهات من عدم القدرة على
التعامل السليم مع أولادهم المرهقين، مما يولد الكثير من المشاكل والأزمات،
بين الآباء وأولادهم، فكثيراً ما نجد أن الآباء يشتكون من عدم القدرة على
السيطرة على تصرفات أولادهم التي تتسم بسلوكيات خاطئة أو منحرفة، وهو ما
يخلق الشعور بالألم والقلق والخوف على أولادهم المراهقين».
إذاً كيف نتعامل بصورة إيجابية مع المراهقين؟
غالباً
ما ننظر إلى المراهق نظرة سلبية، ننظر إليه من خلال بعض الممارسات التي
تتسم بها شخصية المراهق وهذه النظرة في حقيقة الأمر ليست نظرة عادلة فليس
كل مراهق يكون سلبياً في سلوكياته، بل أن البعض لم يعرف ما معنى المراهقة
أصلاً!
سنوات المراهقة
في
البدء لابد لنا أن نعرف سنوات المراهقة، ذلك أن الكثير من الآباء يهملون
هذا الجانب ويدعون أبناءهم يعيشون هذه السنوات دون أي توجيه!
إن
سنوات المراهقة يمكن حصرها في سني 13-18 سنة وقد تمتد إلى سن 21 سنة؛ إن
معرفتنا بهذه السنوات تحتم علينا إن أردنا أن نبني مراهقاً بناءً سليماً أن
نبرمج هذه السنوات برمجة إيجابية، يتخرج منها المراهق بكفاءة ويكون فرداً
صالحاً في مجتمعه.
معرفة علامات المراهقة
حيث تصحب مرحلة المراهقة مجموعة من العلامات الدالة على دخول الإنسان هذه المرحلة الحرجة و الحساسة، ومن أبرزها ما يلي:
النمو
الجسمي، التغير النفسي، التكوين العقلي، والنضوج الجنسي، إن هذه العلامات
تشكل منعطفاً خطيراً في حياة المراهق متى ما أهملت وتركت لتقلبات وتغيرات
المجتمع، ولهذا لابد من توظيف هذه العلامات فيما يعود على المراهق بالمنفعة
والفائدة، ومن ثم ينعكس على مجتمعه أيضا.
سلوكيات المراهق
إن لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان سلوكيات خاصة بها، ومن أبرز سلوكيات المراهق:
العواطف
الحساسة، حب المغامرة، العناد والتمرد، المزاجية المتقلبة، والتصرفات
المزعجة، ولهذا يحتاج المراهقون في هذه الفترة الحساسة من حياتهم إلى
التوجيه والإرشاد بعد فهم ووعي هذه السلوكيات، وذلك من أجل ضبط عواطفهم
الحساسة، وتعديل سلوكهم، وتهذيب أنفسهم، حتى نحافظ عليهم من الانسياق
المتطرف وراء رغباتهم ونزواتهم. نحن نحتاج إلى برنامج يتسم بالهدوء
والشفافية واللطافة، بعيداً عن القسوة في التعامل الذي لا ينتج عنه سوى
المزيد من العناد والمزيد من الإصرار على الخطأ!
قواعد في فن التعامل مع المراهق
ثم اختتم المؤلف كتابه بذكر سبع قواعد في فن التعامل مع المراهق وهي:
1- زرع بذور الإيمان والتدين:
فالمراهق
بحاجة إلى عملية تثقيف وإقناع بضرورة التدين فهو صمام الأمان من الانزلاق
في متاهات الرذيلة والانحراف، ولهذا يتحتم على الآباء القيام بزرع بذور
الإيمان في نفوس أبنائهم عبر التثقيف الديني وإجابة عن كل ما يدور بخاطرهم
من استفسارات، ودعوتهم لحضور المساجد، وقراءة القرآن وغيرها من ممارسات من
شأنها أن تخلق الشخصية المتدينة.
2- التربية المتوازنة:
وهي
التربية القائمة على قاعدة ( حزم بلين )، حيث أن لكل موقف طريقته في
التعامل، فليس مطلوباً الحزم بصورة مطلقة وليس مطلوباً اللين بصورة مطلقة
أيضاً، كما أن الإفراط في كلاهما لهما آثاره الوخيمة على شخصية المراهق.
كما أن التربية الناجحة هي التي تبدأ منذ الصغر، وليس حين يبلغ الطفل سن
المراهقة، يقول لقمان لابنه: «يا بني إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً».
3-الاهتمام الشامل:
المراهق
يحتاج إلى اهتمام من نوع خاص، وله متطلبات خاصة، ومن الخطأ أن نهتم بجانب
دون آخر، فلابد من الاهتمام بكل ما يتعلق بشخصية المراهق، فليس مطلوباً
اهتمامنا بتوفير الجانب المادي فقط؛ بل لابد من توفير بقية الاحتياجات
النفسية، العقلية،العاطفية، والاجتماعية.
4- الأسرة... القدوة:
فحين
يكون الأب والأم ملتزمان بالتعاليم الدينية وسيرتهما سيرة صالحة فإن الابن
سيجدهما خير قدوة، كما أن الأجواء الأسرية حينما تكون مبنية على الوفاق
والوئام والمحبة فإنها ستؤثر إيجابياً على المراهق.
5- احترام المراهق:
حينما
يجد المراهق أن شخصيته محترمة، من خلال إشعاره بأنه قد بلغ سناً يُعتمد
عليه، وأنه له الحق في التعبير عن رأيه، وإشراكه في بعض القضايا الأسرية،
وغيرها من سلوكيات تنمي فيه روحية الاحترام وتشعره بأهميته فإن طاقاته
ومواهبه وكفاءاته الكامنة ستتفجر فيما يخدم المجتمع.
6- التثقيف الجنسي:
فلكي
نحافظ على المراهق من الانحرافات الجنسية لابد من ممارسة التثقيف الجنسي
وفق الرؤية الإسلامية، وذلك من خلال توضيح أهم المسائل المتعلقة بالجنس
كالمحرمات وخطورتها وما يتعلق بها من أمراض، وكذلك لابد من تعليمهم أهم
المسائل الشرعية المتعلقة بهذا الجانب وفي هذه الفترة كالغسل وما شابهه.
7- المراقبة من بعد:
إن
مرحلة المراهقة بحاجة إلى مراقبة ومتابعة من قبل الوالدين، كي يضمنا أن
والدهما يسير في الاتجاه الصحيح بعيداً عن كل ما من شأنه أن يأخذ بيد
المراهق إلى الاتجاه الآخر.
وأخيراً
فإن مرحلة المراهقة تُعد من المراحل المفصلية في حياة الإنسان وتقع
المسئولية على الوالدين في تنشئة ولدهما تنشئة سليمة وصحيحة، وهذه العملية
التربوية ليست عملية سهلة بل هي من العمليات الصعبة التي تحتاج إلى حكمة
وتجربة وتعلم أهم المبادئ في كيفية التعامل مع هذه المرحلة. لذلك لابد
للوالدين من التثقيف الذاتي في كيفية التعامل مع هذه المرحلة عبر قراءة
الكتب المختصة أو الانضمام إلى المراكز المتخصصة في هذا الجانب.
منقـــــول