سنين وأعوام عشتها في مطاحن ظــــلام...
هم أربعة أفراد , لكل منهم واحدة – أنتبه أعني سيارة – ذات طراز عجيب في عالم السيارات
إنها لقريبة جدا من باخرة التيتانيك شكلا وبريقا.....
قلت هم أربعة, أودعوا سيارتهم المآرب , وهرعوا مسرعين إلي يزاحمونني مركبي الذي لا يسع ولا يتسع إلا لي ولأمي , حتى أنني وأمي إذا أضفنا زادا ضاق المكان , وما كان زادنا نحن الاثنين عموما إلا بذور الربيع , التي أحملها أنا وأمي , فهي زادنا وقوتنا وسندنا وغايتنا , فما بال هؤلاء الأربعة وما يريدون ......؟
-* عودوا إلى هرفكم وترفكم ...دعوني وأمي في أمن وأُنس ..؟
*- نقضت العهد وأدرت ظهرك للود أيها المفلس...
*- ما قطعت معكم وعدا ولم أمد لأحدكم يدا , فالقلب لما يهفو , لم أكتنز لكم يوما ذرة حب أيها الإنس....؟
-* أتبحرا أنت وأمك وتتركاننا ها هنا تحت وطأة الشمس...؟
*- لا عليكم قد كويتم هذا من قبل ... ولم يبق منه إلا النبض , أتودون أن أتخلى عنه ؟ ألا تعلمون أنني لا أحيد عن أمرين الأرض والعرض...؟
-* نراك تغالي ولا تبالي وتتخلى عن الأهل والرجال....
*- صدقا ما قلتم , وبئس الذي فعلتم , أين كنتم في تلك الليالي ..؟ حين سامرت الذئاب.. حين أوصدتم في وجهي الأبواب ..حين اختلقتم لي الأسباب ...حين أطلقتم حرية الكلاب ... حين سال من بين أشداقكم سم اللعاب...
والآن ها أنتم ترجمونني بأقسى العتاب ...
لا.... لم ولن أتخلى عن خيمتي وباديتي وفرسي وأناسي...
-* ها أنت عدت لرشدك , فمرحبا بعودتك...
-* على رسلكم لم أكمل الكلام , خذوا مني ما دونته وكتبته الأقلام...؟
-* مـــــــــــــــاذا.....؟
-* أجل قضيت فيكم عقودا من العمر حتى أكل بياضي سوادي, واتسع الخرق, وازداد الطين بلة
ورجع البصر خاسئا حسيرا ... لا تلقوا معاذيركم .. لا تتعجلوا فتحركوا به ألسنتكم , أتودون أن يقال عني أنه عاد لأهله يتمطى.....؟ كلا ... دعوني وأمي في عيشة راضية....؟
-* نحن ناصحوك ومحبوك , أنت واحد منا , لو أحببت هجرتنا إننا لمانعوك...
-* قضي الأمر الذي فيه تستفتون , إني ذاهب وأمي إلى ربي فهو يحميني مما تكيدون ...مما تبيتون ...
-* أنت وشأنك , إننا ها هنا لقاعدون متربصون مترصدون مراقبون
ولما هذا العناء؟... ستعلمون أي منقلب تنقلبون أيها المتلونون النصابون...
نعم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ...
يا قوم إني أراكم ُتؤنثون وللحديث تؤلون ..تصفرون الأرقام وبأهوائكم وما زينه لكم الشيطان تفتون وتفتنون .. ألا فاستفيقوا من هذا الطغيان ...؟
فالذي خلقني هداني بعد سنين وأعوام عشتها في مطاحن الظلام ...
حان الوقت وآن الأوان ..الله أكبر صدعت به المآذن توكلنا على الرحيم الرحمن...
إبراهيم تايحي