عــاقل في قمـــة الجنــــــون...؟
الجبل ثابت إلى حين... البحر متحرك سطحه للعين....الشجر ربيعي و لولا غدر الفصول ما بكت البساتين..................؟
مـــن أنـــت أيها الحزيــــــــن...؟
ليس بعيدا سنه عن عمر سيد المرسلين محمد رسول الله المصطفى الأمين/ صلاة ربي وسلامه عليه-
يُعد قي قومه وبين عشيرته رجل يضم تحت جناحيه كل من تاهت به السبل من المحتاجين ...
ما خالط التمدن إلا وعاف صديدها وجعجعتها وتلونها وصفرة وجوه سكانها...
تراه دوما يفضل ظل البادية , ومداعبة أهلها وفؤاده إليهم يلين...
ليس غريبا هذا عنه إنه أصيل... إنه من وثق العهد ووفى بالوعد ... ما رمشت جفونه, وما خانت عيناه,؟ وما أخفي صدره..بعد هذا الذي بدا له من نور اليقين , فتنفس صبحه وما الصبح إليه إلا أمل وأمنية المنتظرين...عرف ربه فخفض جناحه ..من يراه لا يزيد عن قوله:إنه من المخبتين
فما الذي حل به يا مستنبطين....؟
((لإيلاف قريش *إيلافهم رحلة الشتاء والصيف...))
إيلاف..ألفة..تآلف.. عشرة..ود.. حنان. صدق وعطف ..تفاهم وتضحية.. فصبر جميل...
وقال المتقولون ..وتأمل الناظرون : ما عهدنا عليه من ذي قبل مثل الذي هو عليه من جنون..؟
إذا جالسته سرح طويلا , وعن الكلام صائما .., وإذا نظر إليك ترى أمواج البحار السبع في صراع وطغيان ...تموج وتعج.. حسرات تلج وأخرى بجمرها تخرج ..
وإذا حدثته عن صفات أمه , رد عليك: براءة وسناء وأنف بين وجنتين...
تلك كلمته اليتيمة.. وتلك ألفاظه الحكيمة ... غير أن أحدا منا لم يع ..؟ لم يفهم..؟ لم يدرك...؟ لم يتفطن..؟ لم يحس...؟ لم يشعر بما يطحن كبده من لب وشهد الحنين
ويقتل الليل النهار وتبدأ النجوم تتراقص طربا لقدوم القمر ثم سرعان ما يهين ..
ويطل نور البدر ..لكن الليل ليس سرمديا ؟ فما يرتاح إلا وينتفض مرة أخرى بحثا عن بذور الربيع
أين خبأها..؟ أين وضعها..؟ لعله قصر في حفظها..؟ كيف هي والعواصف القوا صف ؟ وأصحاب الأخدود هم اليوم في لبس جديد ...
وتستمر الحياة في سيرها, (والشمس تجري لمستقر لها ....والقمر قدرناه منازل....* لا الشمس ينبغي لها أن تدرك...وكل في فلك يسبحون).
ويستمر البدوي في جنونه أليس هذا ما نُعِت به من قِبل المجاورين..؟
يغادر خيمته ..يجر رجليه متوكئا على عصاه, متجها لما ألِفه ..بستان فضله على العشرات من البساتين ..فيه الكثير من الثمرات.. كما فيه الكثير من الوقفات والتأملات...
دقائق يدق خلالها قلبه ...يحسب حينها نبضه ..يستلقي بعدها على أديمه فقد أعيته الرحلات..
فإلى متى هو باق هكذا على هذا الحال ؟ وكيف ينظر له المغرمون بالشطحات ....؟
يسافر بحرا بلا قارب.. ويزرع أرضا جرزا متوكلا على المحاسب... من بين يديه تنساب حبات السنابل تبرا وبَرا ..طحينا وطعاما للجائعين , فماذا ترك لفرسه من علف ؟ ترك له الوفاء والقلب الحنين. آآآآآآ....ه لهذا ترى القوم في صدق مما قالوا : عاقل في قمة الجنون.
إبراهيم تايحي