سادت أجواء من الحماس والخوف صباح اليوم الأحد محيط مختلف مراكز إجراء
إمتحان شهادة التعليم المتوسط بالجزائر العاصمة الذي كان آخر إمتحان رسمي
مقرر في رزنامة وزارة التربية الوطنية بعد إمتحاني نهاية التعليم
الابتدائي والبكالوريا. وقد إختلطت أجواء الامتحانات بالقلق و الخوف و كذا
التفتؤل الذي إرتسم على وجوه التلاميذ و أوليائهم بمركز الإجراء بثانوية
فرانس فانون بباب الوادي (الجزائر وسط) أين هم المترشحون بالدخول إلى
الأقسام وسط إجراءات تنظيمية مادية وبشرية "محكمة". بدأت ساعة الجد عندما
دق جرس الثامنة صباحا وفتح الظرف الخاص بللغة العربية أولى المواد التي
يمتحن فيها التلاميذ في اليوم الأول من الإمتحان المقرر في ثلاثة أيام
ليوزع بعدها على التلاميذ وتبدأ بذلك مرحلة الحسم . خيم بعد ذلك صمت تام
على القسم و شرع المترشحون في قراءة الاسئلة التي يدور موضوعها العام حول
الجد والمثابرة وانكبوا على أوراق لكتابة أجوبتهم أمام أعين الحراس. نفس
الأجواء عاشتها ثانوية الأمير عبد القادر التي زارها مدير التربية لوسط
الجزائر سليمان مصباح بمعية السلطات المحلية للاطلاع على السير الحسن لهذا
الإمتحان الذي هيأت له كل الظروف البشرية والمادية قصد ضمان إنجاحه.
وبالنسبة لبعض الأولياء الذين تحدثت اليهم واج فإن القلق لم يفارقهم منذ
بداية السنة الدراسية كالسيدة مليكة التي رافقت إبنها فؤاد وهو من ذوي
الاحتياجات الخاصة إلى قسم خاص قصد طمأنته وإشعاره بالثقة وسط الرعاية التي
حظي بها من قبل مسؤولي مركز الإجراء بفرانس فانون. وبخصوص الظروف العامة
التي طبعت سير إمتحان اللغة العربية فقد أكد القائمون على العملية بغرب
وشرق الجزائر العاصمة بأن الأمور "طبيعة للغاية" بالنظر الى التحضيرات
المسبقة التي حرصت عليها الجهات المعنية. وأعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم
في أن تككل جهود المترشحين بالنجاح حتى يكونوا في مستوى تطلعاتهم أولا ثم
أوليائهم ثانيا و في مستوى تطلعات وطنهم باعتبارهم آمال المستقبل. تجدر
الإشارة إلى أن المترشحين يعكفون حاليا على إجراء إمتحان مادة الفيزياء
الذي يشكل بالنسبة لكثير من التلاميذ "عائقا" في تجاوز عقبة التعليم
المتوسط حسب ما قاله الكثير منهم. وستخصص الفترة المسائية من اليوم الاول
لمادتي التربية المدنية والتربية الاسلامية. أسس إمتحان شهادة التعليم
المتوسط الذي يعني هذه السنة أكثر من 603 ألف مترشح كبديل لإمتحان شهادة
التعليم الأساسي وقد أضحى وطنيا بعد أن تم توحيد دورتي الشمال و الجنوب في
جوان 2005.