اسلام الدبلوماسي الايطالي توركواتو كارديلليمن هو ؟
دبلوماسي ايطالي كاثوليكي متخرّج من قسم الثقافة واللغات الشرقية من جامعة نابولي ،ولقد كان أوّل من عيّن في المكتب السّياسي لوزارة الخارجية الإيطالية فيسنة 1967 م.
وكان كارديللي وقت نشر خبراعتناقه للإسلام يبلغ من العمر 59 عامًا، وهو متزوج وله ولدان، وبعد عمله في السودان وسوريا والعراق وليبيا عين سفيرا لايطاليافي الرياض .
اعتنق الدين الإسلامي أثناء خدمته في المملكة العربية السعودية في 13 من نوفمبر 2001 م وذلك بعد أحداث سبتمبر ببضع أسابيع ، فكان إسلامه ردا عن الغربيين ممن نسب الإرهاب للإسلام. ونطق بالشهادتين رسميا ليلة ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وجاء قراره بتغيير ديانته بعد سنوات من دراسة الإسلام فقد أمضى شطرا كبيرا من حياته الدبلوماسية الممتدة على مدى 33 عاما في دول العالم الإسلامي.
يقول كارديلي عن قصة إسلامه :يروي كارديللي قصة إسلامه فيقول: "لقد ظللت أكثر من عشر سنوات متصلة في بحث عن الحقيقة، دون أن ينشغل ذهني وعقلي بالأكاذيب والمفتريات التي تم تلفيقها وإلصاقها بالإسلام والمسلمين ونبي الإسلام؛ فأقبلت على دراسة هذا الدين المنبوذ في الغرب للتأكد مما قيل لنا عنه، وأنه دين يقوم على الإرهاب والقتل وسفك الدماء، وأنه دين وثني يعبد ثلاثة آلهة، وأنه دين لفَّقَه محمد الذي كان كاردينالاً فاسدًا محاربًا للكنيسة، وأنه دين يقوم على الشهوات وتعدد الزوجات، وأنه يُكرِه الناس على اعتناقه.
تساؤلات كثيرة، كان لا بد أن أتيقن من مصادرها الإسلامية، ووجدت إجاباتها واضحة جَلِيَّة في مبادئ هذا الدين.
لقد تأكدت أنَّ هذا الدين لا يدعو إلى الإرهاب ولا القتل ولا سفك الدماء، وإنما يدعو إلى السلام العالمي، والقرآن يقول: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا"، ويأمر المسلمين بأن يَبَرُّوا أعداءهم، ويطعموا أسراهم، ولا يقتلوهم، وأنَّ هذا الدين يقوم على الإيمان بالله واحدًا لا شريك له، والإيمان بالملائكة ورسالات السماء وكل الأنبياء، لا يفرِّق بين الأنبياء، ويُكرِّم رسول الله عيسى غاية التكريم.
وأن هذا الدين لا يدعو إلى تعدد الزوجات، وإنما يبيح ذلك بقيود وشروط، فينهي عن التعدد إذا لم يستطع الرجل أن يعدل بينهنَّ. وأن هذا الدين لا يجبر الآخرين على اعتناقه، والقرآن يقول: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" ، وأن الإيمان والكفر تبعًا لرغبة الإنسان "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ".
ولو أنصف عقلاء ومفكرو الغرب، ودرسوا الإسلام دون أفكار مسبقة عنه لوجدوا أنه دين الإنسانية كلها؛ يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويحث على كل الفضائل، فلا خمور تُذهِب العقل، ولا خليلات، ولا رذائل وإباحية وفجور، بل أمرًا بالمعروف (يحقق الخير)، ونهيًا عن منكر ( لا ينتج إلا الشرور)، وتراحمًا، وتسامحًا، وعدلاً، وأُخوَّة، وإنسانية. هذا هو جوهر الإسلام الذي جذبتني مبادِئُه، وهو منهج ربّاني أوحاه الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يتطرق إليه التحريف، ومشكلة الشعوب الإسلامية أنها لا تقدر قيمة هذا المنهج الإلهي، الذي بين أيديهم، ولو أنهم طبَّقوه كما طبَّقه أسلافهم لاستعادوا حضارتهم، ورجعت إليهم شوكتهم، ولاستردوا ماضيهم الذي سادوا به العالم كله".
ما قالته الصحف الإيطالية عنه بعد أعتناقه الإسلام :ولأن كارديللي لم يكن مجرد شخصية دبلوماسية تعتنق الإسلام، فلم يكن إسلامه في هذا الوقت حدثًا عاديًّا... وقد علَّقت الصحف الإيطالية على ذلك بقولها:
"لقد اختار كارديللي الإسلام في وقت احتدم فيه الصراع بين الحضارات والديانات... وأن اختياره للإسلام يثير كثيرًا من الجدل والبلبلة، رغم أنه ليس أول سفير إيطالي يعتنق الإسلام، فقد سبقه للإسلام سفراء آخرون لدى المملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات.
وليصبح بعد إسلامه رئيسًا للمجلس الإسلامي الإيطالي، ونائبًا لرئيس رابطة العالم الإسلامي في مكة، والتي لها فروع في العاصمة الإيطالية روما".