اسلام الرسام الفرنسي الشهير نصرالدين دينيهمن هو ؟
هو ألفونس إتيان دينيه، مستشرق فرنسي من مواليد باريس عام 1861م من وسط عائلة برجوازية، كان والده محاميا، أما جده فقد كان مهندسا، وأمه تدعى ماري لويز اديل بوشيه وهي ابنة محامي.
حياته:
قام برحلة ناجحة إلى مدرسة الفنون الجميلة، فاستطاع الفوز بميدالية من صالون الفنون لقصر الصناعة عام 1884م، كما تحصل على منحة دراسية إلى الجزائر، البلد الذي سبق له أن زاره عام 1883م. في الجزائر زار إتيان مدينتي ورقلة والأغواط، وقد أثرت فيه الصحراء الجزائرية وبقى فيها خمس سنوات كاملة.
لدى عودته إلى باريس عام 1889م، عرض دينيه لوحاته التي رسمها عن مدينة بوسعادة في المعرض العالمي وفاز بالميدالية الفضية، ثم عاد إلى بوسعادة التي عشقها ليبقى فيها بشكل دائم، حيث تعرف أكثر على تقاليد المنطقة وعادات السكان وأصبح يتكلم العربية بطلاقة، وتصادق مع رفيق حياته سليمان بن إبراهيم .
شارك في عدة معارض في الجزائر، من بينها معرضي عامي 1906م و 1922م، وأصبح عضوا مهما من الرسامين الفرنسيين الموجودين في الجزائر، ولكن دينيه كان يشغله حب الصحراء وأناسها عن أي أمر آخر فأخذ في السفر بصحبة صديقه سليمان ليتعرف على الصحراء عن قرب وعن علاقة العرب بالأمازيغ.
إسلامه :
طرأ تحول كبير في حياة اتيان دينيه بداية من العام 1913م حينما أعلن إسلامه وغير اسمه من الفونس اتيان إلى نصرالدين ، ليصبح الرسام الفرنسي المسلم، وقد أحدث إسلامه ضجة في أوساط المعمرين الفرنسيين وفي أوساط الطبقة الفنية في فرنسا فاتهموه بالخيانة، ولكن نصرالدين لم يعبأ بكل ما لحق به من تهم وبكل الكلام الذي حيك ضده ، ذلك أنه اتخذ الإسلام دينا بكل قناعة وهو الأمر الذي اكسبه نوعا من القوة.
بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914م صدر للفنان دينيه العديد من الأعمال الرائعة ... سافر دينيه إلى مكة المكرمة عام 1929م لأداء فريضة الحج ليصبح الحاج نصرالدين.
أعماله:
دُوّنت أعماله في معجم لاروس ، وتزدان جدران المعارض الفنية في فرنسا بلوحاته، ومنها لوحته الشهيرة " سحور رمضان".. وقد أبدع في رسم الصحراء.
كما ألّف بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة ، منها كتابه الفذ " أشعة خاصة بنور الإسلام " وله كتاب " ربيع القلوب " و " الشرق كما يراه الغرب " و " محمد رسول الله " و " الحج إلى بيت الله الحرام ". وقد أحدثت كتبه دويّا في دوائر المستشرقين .
وفاته :
بعد انتهاء موسم الحج في 2 أفريل 1929م سافر الحاج نصرالدين إلى باريس حيث توفي هناك بعد أشهر قليلة في 24 ديسمبر1929 م ، ونقل جثمانه بعدها إلى مدينة بوسعادة حيث دفن في 12 جانفي 1930 مشيعا بعدد كبير من الأصدقاء حيث يرقد الآن رحمه الله . وقد أنشئ له متحف سمي باسمه " نصر الدين دينيه ".
وصيته :
في الخامس من شهر ديسمبر 1913 م ترك لنا الرسام الشهير نصرالدين دينيه وصيته الخالدة تلك الوصية التي أعلن فيها رسميا دخوله الدين الإسلامي حينما قال : "هذه رغباتي الأخيرة فيما يخص جنازتي يجب أن تشيع جنازتي طبقا للتعاليم الإسلامية ، لأنني اعتنقت الإسلام بكل إخلاص منذ عدة سنوات وكرست كل منجزاتي و مجهوداتي لتمجيد الإسلام .. يجب أن تدفن جثتي في المقبرة الإسلامية بمدينة بوسعادة التي أنجزت فيها القسم الأعظم من لوحاتي ، إذا كانت وفاتي في بلاد أخرى فيجب أن تعاد جثتي إلى بوسعادة و تكون تكاليف النقل من تركتي وإذا وافاني الأجل في باريس و لم يتواجد أي مسلم لإقامة صلاة الجنازة ، فإن جنازتي يجب أن تكون مدنية فقط ريثما تشيع جنازتي حسب التعاليم الإسلامية في بوسعادة ..."
أقواله :
* "إن تعدد الزوجات عند المسلمين أقل انتشاراً منه عند الغربيين الذين يجدون لذة الثمرة المحرمة عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة ! وهل حقاً إن المسيحية قد منعت تعدد الزوجات ؟! وهل يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه ؟! إن تعدد الزوجات قانون طبيعي ، وسيبقى ما بقي العالم ، إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت ثلاث نتائج خطيرة : العوانس ، والبغايا، والأبناء غير الشرعيين".
* " لقد أكد الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان، إذ هو دين الفطرة ، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر ، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة الحضارة…"
* لقد كان النبي يُعنى بنفسه عناية تامة ، وقد عُرف له نمط من التأنق على غاية من البساطة ، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال" .
* "إن حركات الصلاة منتظمة تفيد الجسم والروح معاً ، وذات بساطة ولطافة وغير مسبوقة في صلاة غيرها..
*" هذه الرحلة تركت في نفسي انطباعات لم أشعر بما هو أسمى منها في كل حياتي . فلا أحدفي العالم يمكنه أن يعطي فكرة عما شاهدته من جوانب هذه العقيدة الوحدانية من حيث المساواة و الأخوة بين حوالي 250.000 من الناس من مختلف الأجناس كانوا مزدحمين الواحد بجانب الآخر في صحراء موحشة.. "