أكثـر من 100 ألف مصاب في الجزائر، وما يقارب 30 مليون حالة عبر العالم، هي حصيلة هذا الداء الذي يزيد انتشاره بسرعة كبيرة، حيث كلما تقدم الشخص في السن كلما أصبح عرضة أكثـر لهذا الداء.
تدل الإحصائيات على وجود حالة واحدة ما بين 20 شخص ما بعد 65 سنة، وحالة واحدة ما بين 6 أشخاص فقط ما بعد 85 سنة. يظهر هذا الداء بأعراض مثل تراجع الذاكرة وصعوبة الكلام واضطراب الوجه وصعوبة في القيام بأدنى عمل، إضافة إلى تغير المزاج والشخصية وانعدام المبادرة..الخ، وتتفاقم هذه الأعراض مع مرور الوقت، حيث تدهور صحة المريض تدريجيا ويتراجع وزنه ويقظته وتزداد ميوله إلى الانعزال. إنه مرض الزهايمر الذي يعود سببه إلى إصابة الأعصاب بضمور تدريجي (أي وفاتها)، والذي يؤدي إلى تراجع كبير في الوظائف العصبية والتفكير والمعرفة.
يمر مريض الزهايمر على مراحل، بدءا بالمرحلة الخفيفة، حيث يحافظ المريض على استقلاليته ويمكنه القيام بحركات وبعض الأشغال دون مساعدة، ثم المرحلة المعتدلة، حيث يفقد المريض استقلاليته ويصبح بحاجة إلى شخص آخر للقيام بأعماله اليومية البسيطة والمألوفة ويفتقد كلماته، ويجد صعوبة كبيرة للإدلاء بحاجياته لصعوبة التعبير، كما تصعب عليه القراءة والكتابة أو التعرف على أقاربه وحتى أولاده، ثم يصاب بتراجع ملحوظ في توازنه ما يعرّضه للسقوط.. الخ. ثم أخيرا المرحلة المتقدمة، حيث نجد فيها المريض غير قادر تماما على أدنى حركة بمحض إرادته (المنعدمة) وكلامه المنحصر في كلمات مبعثـرة دون تمكنه من تكوين جملة إلى حد فقدانه الكلام تماما، ثم الإصابة بالغياب الذهني والعياء ليبقى مطروحا في الفراش عرضة للندبات والتقرحات والأمراض العدوية التي تسرّع بوفاته
ومن بين العوامل المسببة لمرض الزهايمر نجد: السن المتقدم وداء القلب وارتفاع الضغط الشرياني، وارتفاع نسبة الدهون في الدم والتدخين.
ولتفادي هذا المرض يجب القيام بتنشيط الفكر والمخ والأعصاب عند المسن، حيث تساعد المطالعة والألعاب الفكرية ثم الحركة والمداعبة على تفادي الداء أو على الأقل تأخير ظهوره. ثم الاعتناء بالتغذية التي يجب أن تكون قليلة الملح والكولسترول وقليلة اللحوم، بما فيها الأسماك، وغنية بالفيتامينات، خاصة الفيتامين c وe، وبعض الأخصائيين ينصحون بتناول الشاي الأخضر الذي يساهم في الحفاظ على الخلايا العصبية.
صالح حناش