رحلتي وقطار الظلام

رحلتـي وقطـار الظــلام

من محطة فؤادي ركبت القطار ’ لا أدري إلى أين أنا متوجه؟ ولا حتى لما ركبت ...؟ فقط إنني من ضمن ركاب هذا القطار..

كل له وجهة معينة.. كل له غاية بيّنة..كل له مستقر أو عودة للديار...

أما أنا تراني بينهم تائها تخضني أمواج البحار...

محطة عليها تنزل ثلة وأخرى منها تركب ثلة , وهكذا حتى غابت شمس ذاك النهار...

توقف القطار على رصيف أخير وهي آخر محطة ...غادر من سافر ..

أطفئت الأنوار ..نزلت وكأن ثقل الجبال على منكبي ...أطلقت العنان للنظر فعاد إلي خاسئا وهو حسير ...

تفقدت محفظة أوراقي ومنها أستخرجت قصاصة عليها كُتب عنوانها وعلى ظهرها رقم هاتفها .. قربتها من بصري ويداي ترتجفان هلعا وفزعا حيث إختلطت الحروف بالأرقام , فلم أميز تحديد المكان

وأطبق الليل بظلامه وظلمه وكفره وجحوده فأنتشرت الخفافيش من الحشرات الآدمية تجوس وتلحس, تهجم وتنهم, تؤز وتهز..

وعلى مقعد خشبي مهلهل ألقيت بجثتي الصفراء .. أنظر وأفكر, وراحت نفسي تحدث أختها:

لما هذا التعنت..؟لما هذا التجاهل..؟ لما هذه القطيعة..؟

ألم يكن بيننا جسر متين القواعد ؟ ألم يسر بيننا الصدق والأمان..؟

ألم نجابها معا المعضلات وفضلات اللسان..؟ ألم...ألم...

الإسم جامد والفعل ناقص في عرف النحاة

الجسم معتل والنظر قاصر في عرف الأطباء والمصحات

السلع كثيرة والثمن غال متغير في عرف متعاملي[البورصات ]

الزيف ساد والضمير باد في عرف المحاكم والقضاة

القول غول واللسان يطول في عرف ربات البيوت والمجتمعات

آآآآآآآآآآآآآه. وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآربـــــــــــــــــــــــــــــــاه

ليس لي مخرج من بين أنياب منها يقطر الدم الأزرق

ليس لي من واق يقيني سرطان اللسان المتشدق

ليس لي من محتضن من ذي ظفر وكبد أو مخلوق ناطق

إليك يا بديع السموات أرفع أكف التضرع والصدق.

إبراهيم تايحي

[size=32][/size]

رحلتي وقطار الظلام 55991915054400510612188

طيب مرورك سيدتي