شمعة في دروب الظلام

شمعــــة فـــي دروب الظـــــــلام

قبل خلق الخلق’ خلق الخالق الكون و فيه خلق الضياء والغسق’ أما الليل وما يحمله من شر وويل جعل فيه آية القمر ’ الذي أنار بنوره ظلامه’ والنهار آية الشمس سحقت عتمته فأرسلت أشعتها ضياء فبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود فاستطاع ضعيف البصر أن يدخل الخيط في سم الخياط ’ ذاك هو أما أنا فالبكاد ما أنطق حرفا وأنْظمُّ لصف .. هيهات ’ هيهات أنّى لي من أُلف...؟

من طين خُلق أبي ’ ومن ضلع كذلك خُلقت أمي ’ لذا كان موطن قلبي على اليسار من جنبي ...بعد قرون وأحقاب ’ كم عددها ؟ علمها عند ربي. خلقت في ظلمات ثلاث ’ في قرار مكين.. فيه مكثت ما شاء الله لي خالقي ’ ثم لهذه الفاتنة الفانية جئت أجر أنهار البؤس محفوفة باليأس . ’ باكيا ولا زلت كذلك ...

كل ممن هو حولي يحمل شمعة تنير له سبيله..

كل ممن هو حولي عن البكاء كفّ واكتفى’ إلاّ فؤادي لم يُسكت عويله..

كل في هدوء وسكينة ..يمشي.. يأكل.. ينام.. يصافح ويسامح وبما في صدره يصدح’ فيغنيه ذلك فيسعد ويفرح ’ وقليلا ما تراه أحدا يقدح ...وأنا في القوم مغبون لا قرن لي به أنطح’ ولا لسانا بليغا أحتج به وأفصح... بئس من كان مثلي خسر القدوم ’ والإمتحان فيه لم ينج’ دعني كما أنا بين رمل وتل...؟

أحمل شمعة في دروب الظلام ’ لعلي أهتدي ولو بعد حين لنور الأمل..

ألآ تراني معتكفا في هالة في حمى هلال أنتظر البدر غير مبال ’ أمتص عَرقي بعد ما جفت الدماء في عروقي..؟ لا أبرح صامدا حتى أبلغ قمة الجبل ’ لا أكِّل ولا أمل ..

شمعة أحملها وأنا على الأرض ’ وتلك نجمة في سمائها أرجو ربي ألاّ تسقط إلاّ على أطيب عرض ...

إن كنتَ صديقي أصدقني القول ’ وهات الجواب لأطمئن وتهدأ أمواج العقل

كل منا يأمل’ كل منا الجليل يسأل ’ يا رب الدعاءَ منا تقبّل

يا رب قد أنقض ظهري الحمل ’ وزاد عليّ الثقل ’ متى للكبد الرطب أن أرحل؟

أليس بعد الليل من فجر؟ أليس بعد الفجر من صبح؟ أليس بعد الصبح من ضحى ’ أليس بعد الضحى من ظهر ’ أليس بعد الظهر من عصر’ أوَليس بعد العصر من مغرب ثم عشاء ’ لما هذا الجفاء لما هذا الجفاء ...؟

من منا يعلم متى تزل القدم ؟ لا يعلم ذلك إلا خالق أبي البشر آدم ’ هل لي يا رب أن أطمع في كرمك’ فيدمغ هذا هذا فيحدث لقاء...؟

إبراهيم تايحي

كلماتك فاقت كل الوصف .. دخلت الى القلب من غير إستأذان

شمعة في دروب الظلام 55991915054400510612188

.. ومرورك أيتها الطيبة لعلامة بها يهتدي الضال
ممتن لك سيدتي