نَصـَـحَ بَعض العُلماء أَحد تلامذتِه، فَقــال "يا ولـدي، إنْ مَلَكْـتَ عَقْلاً حَقيقيـّاً ما مِلـْتَ الـى الدُّنيـا وانْ مالَـتْ لكَ لأنـَّها خائِنـَةٌ كذّابةٌ تضحَـكُ على أهلِهـا، مَن مالَ عَنها سَلِمَ منـها، و مَن مالَ إليـها بـُلـِيَ فيها. هيَ كَالحَيـّةِ ليـــِّنٌ لَمسُها قاتـِل سُمـُّها، لذّاتــُها سَريعـةُ الزَّوال و أيّامُــها تَمضـي كَالخيال، فاشْغَلْ نَفْسـَكَ فيهـا بِتقوى الله ولا تَغفَل عن ذِكـرهِ تعالى. يا وَلـدي، إنْ تَعَلـَّمتَ وسَمِعْـتَ نَقْلاً حَسَـناً فاعمَل بـهِ ولا تَكُن منَ الذيــنَ يَعْلَمـونَ ولا يَعْـمَلون والعَـجَبُ مِمَّن يَعلمُ أنـــّهُ يموتُ كيفَ ينسى الموت، و العَجَبُ ممَّن يَعلمُ أنَّهُ مفــارقُ الدنيـا كيفَ يَنْكَبُّ عليها ويَقطَعُ أيامـَه بمحـَبّـتِها. ضيَّعتمُ الأوقات باللَّهوِ والنِّسيان وقَطَعتمُ الأيامَ بالغفلةِ والعِصيان، مـِزاحُكُم مِزاح مَن أمـِنَ النّدامة ولهوكُـم لهوُ من لم يَسمَـع بيـومِ القيامة كأنَّكم إلى القبورِ لا تَنظرون و بمَـن سَكنَـها لا تَعتـبرُون. يا ولـدي، مــا أَكَلتــَه تـُفـنيـه ومـا لبستَهُ تـُبليـه والرجــوعُ إلـى اللـــهِ حَتْمٌ مَقْضـــيٌّ وفِراقُ الأحبَّةِ وَعدٌ مَأتيٌّ، الدنيا أوَّلهـا ضَعفٌ وفُتـور وآخِــرُها مَـوتٌ وقبــور".
هل قَرَأْتَها؟ ماذا تنتَظِر؟
أَقبِلْ على تَعَلُّمِ عِلمِ الدّينِ الضَّروري الذي انْ لَم تَتَعَلَّمْهُ تَكون عاصيَاً للهِ تعالى..
قالَ سَيِّدُ الخَلقِ مُحَمَّد عليه الصَلاة والسَلام "طَلَبُ العِلْمِ فَريضَةٌ على كُلِّ مُسْلِم" (أي وَمُسْلِمَة).
أَرسِلها لِغَيرِك