هذه دراسة شاملة من أقوى الكتب التي ألفت في كشف حقيقة فرقة الوهابية وبيان غلوها، وانحرافاتها البالغة، التي وصل الحد فيهم أنهم نسبوا لله الجلوس على العرش، والاستلقاء على صخرة، والنزول الحسي إلى الدنيا تارة السكن في السماء وتارة السكن على العرش والعياذ بالله ونسبتهم الجوارح لله وغير ذلك مما تقشعر منه الأبدان. ومن المقرر عند أهل السنة والجماعة أنه: "من وصف الله بمعنىً من معاني البشر فقد كفر". هذه الدراسة حول عقيدة الوهابية التي فيها تجسيم لله وتشبيه الله بخلقه، ومقارنة هذه العقيدة بعقيدة اليهود الذين ينسبون لله الجلوس على العرش والجسم والجوارح والأعضاء وغير ذلك والعياذ بالله. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس". ونحنذر من الوهابية لأنهم ينسبون أنفسهم للسلف ولأهل السنة والجماعة زورا. أهل السنة لا يستحلون دماء المسلمين باسم الدين ولا يكفرن جمهور الأمة وعامة الناس لأنهم يتوسلون ويتبركون برسول الله كما كفر ابن عبد الوهاب في كتابه المسمى التوحيد الأمة وزعم أن شركهم أشد من مشركي قريش والعياذ بالله لأنهم توسلوا بنبيهم.. لهذا وجب التحذير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي سيدنا محمد الأمين و على ءاله و صحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد:
فقد ابتليت طوائف من الناس بعقائد فاسدة زائغة مضلة ليست من الإسلام ، و أدخلت على الناس باسم الدين ليهون على أصحابها التلبيس على الأمة فى عقائدها. و لما كان التحذير من الغشاش الذى يغش الناس فى البيوع واجبا ، كان التحذير ممن يغش المسلمين فى دينهم أوجب. فلذلك نقوم بتبيان عقائد أناس قد انتشرت مؤلفاتهم بين كثير من العامة. و من هؤلاء أشخاص و جماعات يتسترون باسم الإسلام و هم له مخالفون ، و عقائدهم و عقائد اليهود واحدة فى مؤلفاتهم و أفكارهم و من هؤلاء الوهابية كما ستثبت لك الوثائق و الوقائع من كتبهم و تصريحاتهم التى تضمنها هذا البحث المقتضب بأسلوب واضح بـيّن
تمهيد...
صراع أهل الحق مع أهل الباطل...
إن الانقضاض على الأمة الإسلامية و انتهاك مقدساتها و تفتيت وحدة أراضيها و شرذمة بَـنِـيها و تشريدهم و تقتيلهم كان دوما هدفا رئيسا للغزو الاستعماري الغاشم لبلادنا من قِبل القوى الحاقدة على الإسلام و المسلمين منذ البعثة المحمدية ، فالهجمات الاستعمارية الشرسة كانت الغاية منها محاربة الإسلام و مقاتلة أتباع النبى الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام. ولا ينبغى لنا أن نغفل عن دور اليهود فى نشر المكائد وبث بذور التفرقة والتشتيت بين المسلمين سابقا و حديثا.
فمن هنا ، كان تعاظم نمو الحركات المتطرفة المتسترة باسم الإسلام فى النصف الثانى من القرن العشرين يأتى منسجما تمام الانسجام مع ما يخطط له أعداء الأمة من أجل ضربها و إضعافها و زرع بذور الخلاف فى صفوفها ، و بإمكاننا القول إن هذه الحركات المتطرفة الهدامة هى مرتكز أساس فى هذا المخطط الاستعماري التفتيتي.
أساليب القوى الحاقدة...
تعددت الأساليب و الوسائل التي يستخدمها أعداء الحق فى محاربتهم له ، و لكن الأسلوب الأخطر الذي اتبعه الحاقدون كان أسلوب التشويش على عقائد المسلمين عن طريق استخدام أدواتهم المحليين المنتسبين إلى الإسلام ممن ألبسوهم زيَّ العلماء ليفسدوا على الناس دينهم ، و يموهوا عليهم نشر عقائد الضلال و الفساد باسم الدين و العلماء.
هذا الأسلوب هو لب بحثنا و من خلاله نسلط الأضواء على بعض الأشخاص و الجماعات التي استخدمتهم قوى الحقد من اليهود و أمثالهم لبث سمومهم فى مجتمعات المسلمين ، و يظهر لك جليا واضحا اتفاقهم مع اليهود فى المعتقد و الممارسات كتكفيرهم للمخالفين لهم مع ادعائهم بأنهم الفرقة الناجية ، و من أنهم خلاصة أهل العصر من المسلمين، مع ما سيظهر لك من أن تطرفهم باسم الدين و نمو حركاتهم داخل المجتمعات الإسلامية هو من أبرز وجوه التآمر على الإسلام.
القرءان يفضح خبث اليهود و يظهر ضلالهم...
ذكر القرءان الكريم المنـزل على خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، اليهود و بين فسادهم و ضلالهم فى كثير من الصور و الآيات و لا سيما الأعمال البشعة التى قاموا بها من تكذيبهم لآيات الله تعالى من قتلهم النبيين والمؤمنين فاستحقوا بذلك الوصف بأعداء الله و أعداء أنبيائه و أعداء المؤمنين ، و فضية تكفيرهم لا يختلف فيها اثنان من أهل الفهم و الإيمان كما جاء ذلك فى كثير من آيات القرءان التي نكتفي بذكر بعض منها.
ففي سورة البقرة / من الأية 61 ، يقول الله تعالى في اليهود:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.}
و في سورة ءال عمران /21. يقول الله عز و جل فيهم:{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.}
و قال تعالى في سورة المائدة / من الأية 64 :{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ.}
و قال تعالى في سورة المائدة / 78 :{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.}
و قال أيضا في سورة المائدة / من الأية 82 { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.}
وبعد بيان حكم اليهود فى القرءان فإليك أيها القارئ مقارنة بين عقيدة اليهود و عقيدة خوارج هذا العصر الوهابية و من يدور في فلكهم، و كل ذلك مأخوذ من كتبهم و مطبوعاتهم و منشوراتهم و تصريحاتهم مع بيان اسم الكتاب و المؤلف و الناشر و رقم الصحيفة و تاريخ الطبع ، لنحكم عليهم بناء على ما تفوهت به أفواههم ، وخطته أقلامهم، و نشرته أموالهم ، و روجت له أتباعهم.
قبل أن نبدأ ببيان عقيدة اليهود أعداء الله و عقيدة الوهابية نبدأ الفصل الأول من هذا البحث ببيان عقدة الأنبياء و الملائكة و الأولياء و عموم أهل الإسلام تحذيرا وتحصينا للقارئ من العقائد المخالفة ، و نسأل الله الثبات على الهدى إلى الممات.
العقيدة المنجية...
اعلم أن عقيدة المسلمين سلفا و خلفا بلا شك و لا ريب أن الله سبحانه و تعالى هو خالق العالم ، قائم بنفسه مستغن عن كل ما سواه ، فكلنا نحتاج إلى الله ولا نستغني عنه طرفة عين ، و الله تعالى لا يحتاج لشئ من خلقه ، و لا ينتفع بطاعاتهم و لا ينضر بمعاصيهم ، و لا يحتاج ربنا إلى محل يحله و لا إلى مكان يقله ، و إنه ليس بجسم و لا جوهر. و اعلم أن الحركة و السكون و الذهاب و المجئ و الكون فى المكان ، و الاجتماع و الافتراق ، و القرب و البعد من طريق المسافة ، و الاتصال و الانفصال ، و الحجم و الجرم ، و الجثة و الصورة و الشكل و الحيز و المقدار و النواحي و الأقطار و الجوانب و الجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد و النهاية و المقدار و من كان ذا مقدار كان مخلوقا ، قال تعالى:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ.} سورة الرعد / من الأية 8.
و اعلم أن كل ما تصور فى الوهم من طول و عرض و عمق و الألوان و هيئات يجب أن يعتقد أن صانع العالم بخلافه ، و أنه تعالى لا يجوز عليه الكيفية و الكمية و الأينية لأن من لا مثل له لا يجوز أن يقال فيه كيف هو؟ و من لا عدد له لا يجوز أن يقال كم هو؟ ، و من لا أول له لا يقال مما كان؟ و من لا مكان له لا يقال فيه أين كان؟ ، فإن الذي أيّن الأين لا يقال له أين ، والذي كيف الكيف لا يقال له كيف.
فالله تعالى مقدس عن الحاجات ، منـزه عن العاهات ، و عن وجوه النقص و الآفات ، متعال عن أن يوصف بالجوارح و الآلات ، و الأدوات و السكون و الحركات ، لا يليق به الحدود و النهايات ، و لا تحويه الأرضون و لا السموات ، و لا يجوز عليه الألوان و المماسات ، و لا يجري عليه زمان و لا أوقات ، ولا يلحقه نقص و لا زيادات ، و لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، موجود بلا حد ، موصوف بلا كيف ، لا تتصوره الأوهام ، و لا تقدره الأفهام ، و لا يشبه الأنام ، بل هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات واحد فى ملكه فلا شريك له.
و الله سبحانه و تعالى خالق العالم بأسره علويه و سفليه. والأرض و السموات ، قادر على ما يشاء ، فعال لما يريد ، موجود قبل الخلق ليس له قبل و لا بعد و لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال و أمام و لا خلف و لا كل و لا بعض و لا طول و لا عرض ، كان و لا مكان ، كون الأكوان و دبر الزمان ، لا يتخصص بالمكان ، و لا يتقيد بالزمان ، ليس بمحدود فيحد ، و ليس بمحسوس فيجس ، و لا يُحس و لا يُمس و لا يُجس.
و كل ما كان من معانى الأجسام و صفات الأجرام فهو عليه تعالى محال ، و كل ما ورد فى القرءان أو السنة وصفا لله تعالى فهو كما ورد و بالمعنى الذي يليق بالله تعالى بلا تكييف و لا تمثيل و لا تشبيه.
و لا يجوز حمل المتشابه من الآيات و الأحاديث على ظواهرها ، و من فعل ذلك فقد كذب القرءان و خرج عن إجماع الأمة الإسلامية.
و في ذلك يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله:[ و في الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه و تعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ، و لا استقرار في مكان ، و لا مماسة لشئ من خلقه ، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين ، و أن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ، و أن مجيئه ليس بحركة ، و أن نزوله ليس بنقلة ، و أن نفسه ليس بجسم ، و أن وجهه ليس بصورة ، و أن يده ليست بجارحة ، و أن عينه ليست بحدقة ، و إنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها و نفينا عنها التكييف ، فقد قال تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.} سورة الشورى / 11. و قال:{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ.} سورة الإخلاص / 4. و قال:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا.} سورة مريم / من الأية 65. انتهى من كتابه الاعتقاد و الهداية صفحة 72.
و على هذا الاعتقاد إجماع أهل الإيمان و نقل هذا الإجماع النووي فى شرح مسلم 5 / 24 = طبعة دار الفكر = بيروت عن القاضي عياض المالكي أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم و محدثهم و متكلمهم و نظارِهم و مقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله تعالى:{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء.} سورة تبارك / من الأية 16. و نحوه ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم.
و على هذا كان أئمة الإسلام و بحور العلم كالإمام ابن الجوزي الحنبلي حيث يقول فى كتابه المدهش = طبعة دار الجيل = صفحة 131:[ و إنما تضرب الأمثال لمن له أمثال ، كيف يقال له كيف ، والكيف فى حقه محال ، أنىَّ تتخيله الأوهام و كيف تحده العقول.] و يقول:[ ما عرفه من كيفه و لا وحده من مثله ، و لا عبده من شبهه ، المشبه أعشى و المعطل أعمى.]
و فى كتابه الفتاوى الهندية [ 2/259 ] من طبعة دار إحياء التراث العربي يقول ما نصه:[ يكفر بإثبات المكان لله تعالى.] و فى كتاب المنهاج القويم شرح شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى على المقدمة الحضرمية صفحة 224 يقول:[ و اعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي و مالك و احمد و أبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة و التجسيم و هم حقيقون بذلك.]
و مثل ذلك قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه فيما رواه عنه القشيري فى الرسالة:[ من زعم أن إلهنا في شئ ، أو على شئ ، أو من شئ فقد أشرك ، إذا لو كان فى شئ لكان محصورا ، و لو كان على شئ لكان محمولا ، و لو كان من شئ لكان محدثا.] أى مخلوقا.
و هذا المعتقد الحق الذي نقل الإجماع عليه أيضا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك فى كتابه الإرشاد حيث يقول فى صفحة / 58:[ مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه و تعالى يتعالى عن الحيز و التخصص بالجهات.]
و قال الإمام الكبير عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي فى الفرق بين الفرق صفحة / 333:[ و أجمعوا على أنه لا يحويه مكان و لا يجري عليه زمان.]
و قال الإمام شيخ أهل السنة و الجماعة بلا منازع الحافظ أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه فى كتابه النوادر: [من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه و إنه كافر به.]
و قال الإمام المتولي الشافعي فى كتابه الغنية:[ أو أثبت ما هو منفى عنه بالإجماع كالألوان ، أو أثبت له الاتصال و الانفصال ، كان كافرا.] نقله النووي فى الروضة 10 /64 طبعة بيروت.
و قال شيخ المشايخ و عَلَمُ أهل الحقيقة و الطريقة السيد احمد الرفاعي الكبير قدس الله سره:[ غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان.] ذكره فى البرهان المؤيد.
و قال الشيخ عبد الغنى النابلسي فى كتاب الفتح الرباني صفحة / 124:[ من اعتقد أن الله ملأ السموات و الأرض أو إنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر و إن زعم أنه مسلم.]
و قد اتفق السلف و الخلف على أن من اعتقد أن الله فى جهة فهو كافر كما صرح به العراقي ، و به قال أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أبو الحسن الأشعري و الباقلاني كما ذكر ذلك ملا علي القاري فى شرح المشكاة 3 / 300 = طبعة دار الفكر = و على هذا علماء الإسلام سلفا و خلفا و هذه عقيدة المسلمين فى بلاد الحجاز و إندونيسيا و ماليزيا و الهند و بنغلادش و الباكستان و تركيا و المغرب العربي ، و بلاد الشام و مصر و اليمن و العراق و السودان و إفريقيا و داغستان و الشيشان و بخارى و جرجان و سمرقند و غيرها ، فالمسلمون يعتقدون أن الله موجود بلا مكان و لا جهة و لا كيف ، و أما الوهابية فإنهم يعتقدون التشبيه و التجسيم فى حق الله تعالى كما سترى بعينك الألفاظ القبيحة المستهجنة التى يستعملونها و التى سوف تدرك بها بعد إطلاعك على كامل هذا البحث تشابه عقيدة و فكر اليهود و الوهابية ، بل و على عين الألفاظ فى نسبة القعود و الجلوس و الحركة و السكون و الأعضاء و الجوارح و الصوت و الفم إلى الله و العياذ بالله تعالى.
هذا و قد صرح أحد أتباعهم المدعو عبد الرحمن بن سعيد دمشقية اللبناني فى بعض كتبه التى ألفها بإيعاز و تمويل من أسياده الوهابية بأنه لا يجوز القول بأن الله لا يتغير و أدعى أن قائله مبتدع ، والعياذ بالله من سخافة العقل ، فكل عاقل يعرف أن التغير دليل الحدوث، بل قال العلماء هو من علامات الحدوث ، لذا يقول المسلمون:[ سبحان الله الذى يغير و لا يتغير.]
و الآن بعد بيان العقيدة المنجية عقيدة أهل السنة و الجماعة فى حق الله فقد ءان أوان الشروع فى ذكر و سرد عقيدة الوهابية و عقيدة اليهود و المقارنة بينهما من كتب كلتا الطائفتين ، و ذلك ليعلم المطالع موافقة عقيدة الوهابية لعقيدة اليهود.
الفصل الأول:
نقاط توافق العقيدة الوهابية و العقيدة اليهودية.
هذا العنوان هو حقيقة لا لبس فيها و لا خفاء عند من يعلم حقيقة معتقد الطائفة الوهابية و معتقد اليهودية.
و لبيان أوضح نذكر عقيدة اليهود فى حق الله تعالى و ما وصفوه به من نقائص و تشبيه و تجسيم و حلول فى المكان و تحيز فى جهة و انتقال من مكان إلى أخر و غير ذلك من المخالفات للعقيدة الحقة التى نجدها عند الوهابية هى هى ، فأقرأ و تمعن و استعذ بالله من الشيطان الرجيم و أتباعه الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.} سورة فاطر / 6.
من عقائد اليهود و الوهابية....
ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس و القعود و الاستقرار و الثقل و الوزن و الحجم و العياذ بالله من كفرهم.
ففي نسخة التوراة المحرفة التى هى أساس دين اليهود فيما يسمونه " سفر الملوك " الإصحاح 22 الرقم / 19-20 يقول اليهود لعنهم الله:{ و قال فاسمع إذاً كلام الرب قد رأيت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره.}
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 47 الرقم /8 يقول اليهود لعنهم الله:{ الله جلس على كرسي قدسه.}
الوهابية ينسبون الجلوس إلى الله و العياذ بالله من هذا الكفر...
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود فيها التصريح بالكفر بنسبة الجلوس إلى الله تعالى ، و إليك طائفة من أقوال الوهابية تعتمد اللفظ عينه.
فى كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الرابع / 374 لابن تيمية الحرانى الذى يعتبره الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب إمامهم يقول ما نصه:[ إن محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.]
و فى كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الخامس ، وكتاب " شرح حديث النـزول " طبع دار العاصمة صفحة / 400 يقول ابن تيمية:[ فما جاءت به الأثار عن النبى من لفظ القعود و الجلوس فى حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبى طالب و حديث عمر أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد.] أ هـ.
وفى الصحيفة ذاتها يقول:[ إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد.]
و هذا الكتاب المسمى شرح حديث النـزول فيه بيان شدة فساد كلام ابن تيمية و بعده عن الحق و هو كتاب مطبوع فى الرياض سنة 1993رومية ، قام بطبعه دار العاصمة ، و علق عليه محمد الخميس الذى يوافق ابن تيمية فى التشبيه و التجسيم.
و اعلم أن لفظة الجلوس لم يرد إطلاقها على الله لا فى القرءان و لا فى الحديث من بدع ابن تيمية الكفرية و أتباعه الوهابية المشبهة و من وافقهم.
و فى كتاب الأسماء و الصفات من مجموع الفتاوى الجزء الأول طبع دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، صفحة / 81 يقول المجسم ابن تيمية:[ قال " أى ابن حامد المجسم " : إذا جاءهم و جلس على كرسيه أشرقت الأرض كلها بأنواره.]
و فى كتاب الدارمى [ هو عثمان بن سعيد الدارمى و هذا المشبه توفى سنة 282 هـ. و هو غير الإمام الحافظ السني أبى محمد عبد الله بن بهرام الدارمى رحمه الله صاحب كتاب السنن الذى توفى سنة 255 هـ. فلينتبه لهذا.]. و فى كتاب الدارمى المشبه على بشر المريسي طبع دار الكتب العلمية صفحة / 74 بتعليق محمد حامد الفقي يقول المؤلف الدارمى:[ و إن كرسيه وسع السموات و الأرض ، و إنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، و إنه له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من يثقله.] و ينسب هذا الكفر إلى النبى و العياذ بالله و هذا الكتاب يعتمده الوهابية.
و فى الكتاب عينه صفحة /71 يفتري الدارمى على رسول الله أنه قال:[ ءاتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي و هو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش و تارة يكون بذاته على الكرسي.]
و فى صفحة / 73 يقول الدارمى قال رسول الله:[ هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.] ، و يقول قالت امرأة:[ يوم يجلس الملك على الكرسي.]
و هذا الكتاب تشمئز منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الكفر الذي فيه. وما تمسكهم بهذا الكتاب مع ما فيه من ضلال إلا تعصب لزعيمهم ابن تيمية الذي مدح هذا الكتاب و حث على مطالعته و يدعى كذبا أنه يشتمل على عقيدة الصحابة و السلف.
و قد نقل هذا المدح عن ابن تيمية تلميذه ابن قيم الجوزية المولع بإتباع مفاسده فى كتابه " اجتماع الجيوش ".
و فى صفحة /85 من الكتاب المذكور سابقا يقول الدارمى:[ و قد بلغنا أنهم حين حملوا العرش و فوقه الجبار فى عزته و بهائه ضعفوا عن حمله و استكانوا و جثوا على ركبهم حتى لقنوا [ لا حول و لا قوة إلا بالله ] فاستقلوا به بقدرة الله و إرادته ، و لولا ذلك ما استقل به العرش و لا الحملة و لا السموات و لا الأرض و لا من فيهن ، و لو قد شاء يعنى الله لاستقر على ظهر بعوضه فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبـيته فكيف على عرش عظيم.]
و فى كتاب شرح القصيدة النونية لابن القيم الجوزية تأليف محمد خليل هراس صفحة / 256 يقول:[ قال مجاهد: إن الله يجلس رسوله معه على العرش.]
فى كتاب طبقات الحنابلة الجزء الأول من طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الأولى / 1997 لمؤلفه أبى يعلى المجسم الذى يستشهد الوهابية بكلامه يقول صفحة / 32 :[ و الله عز وجل على العرش و الكرسي موضع قدميه.]
و فى كتاب معارج القبول تأليف حافظ حكمي علق عليه صلاح عويضه و احمد القادري ، الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول صفحة / 235 يقول:[ قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.]
و فى صفحة 236 يقول و العياذ بالله:[ قال النبى: ثم ينظر يعنى الله فى الساعة الثانية فى جنة عدن و هو مسكنه الذى يسكن.]
و فى صفحة / 250-251 يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال النبى و ينـزل الله فى ضلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]
و فى صفحة / 257 يقول هذا المجسم:[ فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز و جل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.
و فى صحيفة / 267 ينسب للنبي أنه قال:[ فأتي ربي و هو على كرسيه أو على سريره.]
و فى صحيفة / 127 يقول هذا المشبه:[ قالت امرأة يوم يجلس الملك على الكرسي فيأخذ للمظلوم من الظالم.]
و فى كتاب " بدائع الفوائد " طبعة دار الكتاب العربي 4/40 لابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية يقول:
[ و لا تنكروا أنه قاعد و لا تنكروا أنه يقعده.]
و قد كذب على الدارقطني فى نسبة هذا البيت له.
و فى الكتاب المسمى " فتح المجيد شرح كتاب التوحيد " تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب طبعة دار الندوة الجديدة بيروت / صفحة 356 يقول حفيد محمد بن عبد الوهاب موافقا لعقيدة اليهود:[ قال الذهبي حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: إذا جلس الرب على الكرسي.]
و قد قام كبير دعاتهم بالأمس بمراجعة هذا الكتاب و الموافقة على طبعه مع مراجعة الحواشي التى كتبها محمد حامد الفقي واستحسن ما فيه و أثنى عليه بعبارات كثيرة.
خاتمة هذا الفصل
و فيما ذكرنا و هو قليل من كثير يتبين لك أيها القارئ الاتحاد و الاتفاق بين عقيدة اليهود و الوهابيين فى نسبة الجلوس إلى الله.
و انظر بعين المطالع المنصف إلى استعمال الوهابية من رأسهم ابن تيمية إلى أتباعهم من أهل هذا العصر للعبارات الكفرية عينها التى وردت فى كتب اليهود فيتبين لك صحة ما قيل من أن الوهابية طائفة مشابهة لليهود فى المعتقد ، و هم مهما حاولوا أن ينفوا عن زعمائهم وصمة التشبيه فقد أشربوا فى قلوبهم التجسيم كما أشرب اليهود حب العجل فانطبع ذلك فى قلوبهم.
و إن المغرورين و المولعين بحب ابن تيمية و المدافعين عنه جهلا و هوىً و عصبية و القائمين على نشر كتبه و أباطيله إذا ذكر لهم هذا الأمر عن ابن تيمية أي نسبة الجلوس إلى الله تراهم يتمسكون فى الدفاع عنه ، و يعتمدون أحيانا إلى نفى ذلك عنه. و نحن لم نكتف بما نقله العلماء الثقات فى مؤلفاتهم عنه كما ذكر أبو حيان الأندلسي فى تفسيره " النهر الماد " و الحافظ السبكي ، والفقيه تقي الدين الحصني الشافعي ، و القاضي بدر الدين بن جماعة ، والحافظ العلائي ، وصلاح الدين الصفدي ، وغيرهم كثير ، ولكننا وجدنا فى كتب ابن تيمية مما خطه بقلمه الدليل على معتقده ، وطبعه و نشره أتباعه و أحبابه فكان دليلا على كفرهم و فساد عقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود فى هذا ، و فيما سيأتي فى الفصل التالي و ما بعده مزيد بيان لذلك.
الفصل الثاني:
في نسبتهم الشكل والصورة إلى الله و العياذ بالله من هذا الكفر البغيض.
ليعلم أن الوهابية لم يشابهوا اليهود فقط في نسبة الجلوس إلى الله و إنما شابهوهم أيضا في وصفه زورا و بهتانا بالجسم و الصورة و الشكل و ما يتبع ذلك ، و هذا دلالة واضحة على ما أسلفناه من أنهم طائفة تشابه معتقدها معتقد اليهود.
فإنك تجد في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر التكوين " الاصحاح الأول الرقم / 26-28 أن اليهود يقولون:[ و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا على شبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و أنثى خلقهم.]
و فيما يسمونه " سفر التثنية " الاصحاح 4 الرقم / 15-16 يقول اليهود:[ فإنكم إن لم تروا صورة ما في يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكرا أو أنثى.]
و كما تجرأ اليهود على وصف الله بالصورة و الشكل فإن المرجع الأكبر للوهابية ابن تيمية الحراني تجرأ أيضا على هذه الكفرية.
و في كتاب المسمى " التوحيد " لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية تعليق محمد خليل هراس ، صفحة / 156 يقول:[ ثم تبدى الله لنا بصورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم.]
و في صفحة / 39 يقول محمد خليل هراس المعلق على الكتاب المسمى " التوحيد " لابن خزيمة:[ فالصورة لا تضاف إلى الله كإضافة خلقه إليه لأنها وصف قائم به.]
و في كتاب " عقيدة أهل الإيمان في خلق ءادم على صورة الرحمن " تأليف حمود بن عبد الله التويجري ، و فيه تفريط كبير لابن باز ، طبعة دار اللواء في الرياض – الطبعة الثانية يقول المؤلف في صفحة / 16:[ قال ابن قتيبة: فرأيت في التوراة: إن الله لما خلق السماء و الأرض قال: نخلق بشرا بصورتنا.]
و في صفحة / 17 يقول:[ و في حديث ابن عباس: إن موسى لما ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجر و قال: اشربوا يا حمير فأوحى الله إليه: عمدت إلى خلق من خلقي خلقتهم على صورتي فتشبههم بالحمير ، فما برح حتى عوتب.] و العياذ بالله من الكذب على الله و على أنبيائه.
و في صفحة / 27 يقول المؤلف:[ قال رسول الله:فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن.]
و في صفحة / 40 يقول المؤلف:[ إن الله خلق الإنسان على صورة وجهه الذي هو صفة من صفات ذاته.]
و مما يدل على أن الوهابية يعتقدون هذا الكفر البشع و إن أخفوه عن كثير من العوام ، و منهم من خلع ثوب الحياء و رمى إزار الخجل عن نفسه حتى بدت سوأته و ظهر عَوَرُهُ و بان كفره و اتضح شره أنهم طبعوا كتابا سموه " للذي يسأل أين الله " طبعة دار البشائر – بيروت. تحت عنوان: " ما هو شكل الله " يقولون في صفحة / 100:[ لا نعرف لله شكلا و هو أمر خارج عن نطاق البحث الفعلي.]
فانظر أيها المطالع الفطن إلى الوهابية كيف أنهم لم يتورعوا عن أبشع الكفريات و أعظم الفريات ، فماذا أبقوا بعد هذا التشبيه الصريح.
و لنتابع ذكر مفاسد معتقدهم و ءارائهم لتعرف مدى بعدهم عن الحق مع الفصل الثالث.
الفصل الثالث:
نسبتهم الوجه الجارحة إلى الله و العياذ بالله.
و من أبشع مشابهة الوهابية لليهود قولهم بالوجه الجارحة في حقه تعالى ولا عجب فهم مولعون بالتشبه بهم حتى في المعتقد ، و إليك بيان ذلك.
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 31 الرقم / 16 يقول اليهود عن الله:[ أضئ بوجهك على عبدك.]
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 44 الرقم / 3 يقول اليهود:[ لكن يمينك و ذراعك و نور وجهك.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 33 الرقم / 10 يقول اليهود:[ لأني رأيت وجهك كما يرى وجه الله.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 32 الرقم / 30 يقول اليهود:[ فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لأني نظرت الله وجها لوجه.]
و فيما يسمونه " سفر التثنية " الإصحاح 5 الرقم / 4 يقول اليهود:[ وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار.]
و على هذا مشايخ الوهابية و أسلافهم المشبهة المجسمة كابن تيمية الحراني و محمد بن عبد الوهاب و ابن باز و العثيمين ، و إليك نص عباراتهم.
ففي كتاب " الدارمي على بشر المريسي " السابق ذكره ، صفحة /159 يقول المؤلف:[ كل شئ هالك إلا وجه نفسه الذي هو أحسن الوجوه و أجمل و أنور الوجوه و إن الوجه منه غير اليدين ، واليدين منه غير الوجه.]
و في صفحة / 161 يقول:[ فصعد _ أي جبريل _ بهن _ أي بكلمات الذكر _ حتى يحي بهن وجه الرحمن.]
و في صفحة / 167 يقول الدارمي:[ نور السموات والأرض من نور وجهه.]
و في صفحة / 190 يقول الدارمي:[ و النور لا يخلو كم أن يكون له إضاءة و استناره و منظر و رواء ، و إنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا كشف عنه الحجاب كما يدرك الشمس و القمر في الدنيا.]
و في الكتاب المسمى " قرة عيون الموحدين " تأليف عبد الرحمن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب ، تحقيق بشير محمد عيون ، طبع مكتبة المؤيد ، الطائف – سنة 1990 ، يقول المؤلف صفحة / 187:[ روى ابن جرير عن وهب بن منبه: فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه ثم يقولون فأذن لنا بالسجود قدامك.]
فإذا كان هذا كلام زعيم من زعماء الوهابية و حفيد من ينتسبون إليه و يسمونه زورا و بهتانا مجدد القرن الثاني عشر ، و يتنافسون في شرح كتبه و طبعها و توزيعها مجانا لزيادة الضلال و الإفساد في الأرض ، فماذا نقول عن التائهين من الوهابيين من أهل هذا العصر و شذاذ هذا الزمان فما أبقوا في الكفر من بقية.؟؟!
الفصل الرابع:
نسبتهم الصوت إلى الله و العياذ بالله.
يدين اليهود بالتجسيم و يقرون بالتشبيه ، و يدعون الهدى و يتبعون الردى ، ويخوضون في الغي و العمى ، و أشربوا في قلوبهم حب الهوى ، و قد تبعهم في ذلك جماعة ابن تيمية الحراني الوهابية الذين ينسبون كاليهود الصوت إلى الله سبحانه و تعالى.
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر التثنية " الإصحاح 5 الرقم / 26 يقول اليهود:[ من جميع البشر الذي سمع صوت الله.]
و فيما يسمونه " سفر التثنية " الإصحاح 5 / 24 يقول اليهود:[ إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا.]
و فيما يسمونه " سفر التثنية " الإصحاح 4 / 12 يقول اليهود:[ فكلمكم الرب من وسط النار و أنتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتا.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 3 / 8 – 10 يقول اليهود:[ و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 19 يقول اليهود:[ و موسى يتكلم و الله يجيبه بصوت.]
و فيما يسمونه سفر " سفر أيوب " الإصحاح 37 /2-6 يقول اليهود:[ الله يرعد بصوته عجبا.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم /3-6 يقول اليهود:[ فناداه الرب من الجبل ... فالآن إن سمعتم لصوتي و حفظتم عهدي.]
و فيما يسمونه " سفر التثنية " الإصحاح 4 الرقم / 35-36 يقول اليهود:[ لتعلم أن الرب هو الإله ليس ءاخر سواه من السماء أسمعك صوته.]
و بعد أن استعرضنا كلام اليهود لعنهم الله نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله.
ففي كتاب " مجموع الفتاوى " المجلد الخامس ، صفحة / 556 يقول ابن تيمية الحراني و العياذ بالله:[ و جمهور المسلمين يقولون إن القرءان العربي كلام الله ، وقد تكلم به بحرف وصوت.]
و في كتاب " شرح حديث النـزول " طبعة دار العاصمة – الرياض ، علق عليه محمد الخميس ، صفحة / 220 يقول ابن تيمية مفتريا على سيدنا موسى:[ إن موسى لما نودي من الشجرة { فاخلع نعليك} أسرع الإجابة و تابع التلبية و ما كان ذلك منه إلا استئناسا منه بالصوت و سكونا إليه و قال: إني أسمع صوتك و أحس حسك.]
و في حاشية الكتاب المسمى " كتاب التوحيد " لابن خزيمة – طبع دار الدعوة السلفية ، صفحة / 137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى { من وراء حجاب } [ يعني تكليما بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه و لا يرى شخصه.]
و في صفحة / 138 يقول المعلق أيضا:[ و إن كلامه حروف و أصوات يسمعها من يشاء من خلقه.]
و في صفحة / 146 يقول المعلق أيضا:[ يسمعون صوته عز و جل بالوحي قويا له رنين و صلصلة و لكنهم لا يميزونه ، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت و شدته.]
و في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني ، الجزء الأول ، دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا ، طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض رده على الجهمية ، صفحة / 73:[ وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك ، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله.]
و في كتاب " شرح نونية ابن القيم " لمحمد خليل هراس ، صفحة / 545 يقول المؤلف:[ و لكنه – أي القرءان – قول الله الذي تكلم به بحروفه و ألفاظه بصوت نفسه.]
و في صفحة / 778 من المرجع السابق يقول:[ بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرءان لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه.]
و في كتاب المسمى " فتاوى العقيدة " لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى مكتبة السنة ، الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول في صفحة / 72:[ في هذا إثبات القول لله و أنه بحرف و صوت ، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت.]
و في كتاب " معارج القبول " تأليف حافظ حكمي ، الجزء الثاني – طبع دار الكتب العلمية – بيروت ، صفحة / 191 يقول:[ فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته.] و ينسب هذا للنبي و العياذ بالله.
بعد ذكر هذه الجمل من كفريات اليهود و الوهابية يتبين لك أيها القارئ أن فكر هؤلاء الوهابيين جماعة نجد و من وافقهم على عقيدتهم هو مشابه لفكر اليهود ، و أن ما عجز اليهود عن نشره بين المسلمين مباشرة من عقائد كفرية تقوم الوهابية بنشره خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية.
و مهما حاولوا أن يبرئوا ساحة زعيمهم ابن تيمية الحراني عن هذا الضلال المبين فها هي كتبهم و مؤلفاتهم طافحة بما سطرته أيديهم الأثيمة من كلام الدارمي إلى ابن تيمية الحراني و ابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب و حفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد خليل هراس و حافظ مكي و أبي بكر الجزائري و عبد الرحمن دمشقية و عبد الله السبت و غيرهم من المشبهة المجسمة ممن يروجون و ينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود و يدافعون عنها كما ثبت لك أيها القارئ.
فائدة مهمة: اعلم أن الحافظ البيهقي قال:[ لم يصح من أحاديث الصوت شئ.] و ألف الحافظ المقدسي جزءا في إبطال أحاديث الصوت تتبعها حديثا حديثا وبين وجه ضعفها.
الفصل الخامس:
نسبتهم الفم واللسان إلى الله و العياذ بالله.
في نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر أيوب " الإصحاح 37 الرقم / 2-6 يقول اليهود لعنهم الله تعالى:[ اسمعوا سماعا رعد صوته و الرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات.] و قولهم [ من فيه ] أي فمه ، على زعمهم. و على هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية الحراني و أسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.
ففي كتاب " الأسماء والصفات " لابن تيمية ، الجزء الأول ، صفحة / 73 يقول ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية:[ و حديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان.]
و في كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " السابق ذكره و هو مخبأة لكفرهم يقول الدارمي ، صفحة / 112 عن الله تعالى:[ إن الكلام لا يقوم بنفسه شيئا يرى و يحس إلا بلسان متكلم به.]
و في كتاب " الرد على الجهمية " لأبي سعيد الدارمي السابق ذكره ، صفحة / 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:[ قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى.]
ثم يقول بعد هذا الكلام القبيح:[ فهذه الأحاديث قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله.] و العياذ بالله من هذا الضلال المبين و الكفر العظيم.
و في كتاب " طبقات الحنابلة " لأبي يعلى المجسم ، الجزء الأول ، طبعة دار الكتب العلمية ، صفحة / 32 – 33 يقول:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه – يعني من فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده.]
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام أحمد الذي طبعه الوهابية ، صفحة / 77 يقول المؤلف:[ و كلم الله موسى تكليما من فيه.]
و في كتاب " رد الدارمي على المريسي " صفحة / 123 يقول المؤلف:[ و هو يعلم الألسنة كلها و يتكلم بما شاء منها ، إن شاء تكلم بالعربية و إن شاء بالعبرية و إن شاء بالسريانية.]
و مما يدل على فساد معتقد الوهابية كلام أحد زعمائهم البارزين عندهم و هو العثيمين ، فقد قال ما نصه:[ المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز و جل فلا يجوز أن نثبت له اللسان و لا أن ننفيه عنه لأنه لا علم لنا بذلك.] انتهى بحروفه. ( اللقاء الشهري ، رقم 3 ، صفحة 47 – طبع دار الوطن – الرياض.) و هذا دليل على تخبطهم في أمور العقيدة و كأنهم لم يفهموا قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.} سورة الشورى / من الأية 11.
و اعلم أن نسبة الفم و اللسان و اللغة و الحرف إلى الله تعالى هي كفر من بدع المجسمة و الوهابية المشبهة.
الفصل السادس
نسبتهم التغير و الحدوث إلى الله و إلى صفاته و الحركة و السكون و الارتفاع و النـزول الحسي و الكلام المخلوق و السكوت. والعياذ بالله.
ففي نسخة التوراة المحرفة فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 11 الرقم / 5 يقول اليهود:[ فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ءادم يبنوهما.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 46 الرقم / 3-4 يقول اليهود:[ فقال أنا الله إله أبيك .... أنا أنزل معك إلى مصر.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 11 يقول اليهود:[ لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و نـزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 20 الرقم / 10 يقول اليهود:[ و استراح في اليوم السابع.]
و فيما يسمونه " سفر زكريا " الإصحاح 8 الرقم / 20-23 يقول اليهود عن الله:[ أنا أيضا أذهب.]
و فيما يسمونه " سفر خروج " الإصحاح 19 الرقم / 9 يقول اليهود:[ قال الرب لموسى ها أنا أت إليك في ظلام السحاب.]
و فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 13 الرقم / 21 يقول اليهود:[ و كان الرب يسير أمامهم نهارا.]
و هنا تشابه اعتقاد اليهود و اعتقاد الوهابية و إليك بيان ذلك بما لا يقبل الشك.
و في كتاب " جهالات خطيرة في قضايا اعتقاديه كثيرة " طبع ما يسمى " دار الصحابة " ، صفحة / 18 يقول مؤلفه و هو عاصم ابن عبد الله القريوتي في تفسير الاستواء على العرش ما نصه:[ صعد أو علا: ارتفع أو استقر و لا يجوز المصير إلى غيره.]
و في كتاب الدارمي ، صفحة / 117 يقول الدارمي:[ قال أصحاب النبي: و القرءان كلام الله منه خرج و إليه يعود.]
و في كتاب " الأسماء و الصفات " لابن تيمية الحراني ، صفحة / 91 يقول ابن تيمية:[ فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه.]
و يقول محمد زينو في كتابه المسمى " مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد و المجتمع " طبع دار الصميعي – الرياض ، صفحة / 21:[ إن الله فوق العرش بذاته منفصل من خلقه.]
و في كتاب " معارج القبول " تأليف حافظ حكمي ، السابق الذكر ، صفحة / 235 من الجزء الأول يقول المؤلف:[ إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له في كل سماء كرسي ، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه.[ ثم يقول ] يعلو ربنا إلى السماء إلى كرسيه.]
و في صفحة / 236 يقول:[ قال النبي: إن الله يفتح أبواب السماء ثم يهبط إلى السماء الدنيا ثم يبسط يده.]
و في صفحة / 238 يقول حافظ حكمي:[ قال رسول الله: إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا.] و ينسب هذا الكفر إلى النبي.
و في صفحة / 243 يقول:[ قال رسول الله: يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه.]
و في صفحة / 250-251 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: و ينـزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي.]
و في صفحة / 257 يقول المؤلف:[ فإذا كان يوم الجمعة نـزل على كرسيه أعلى ذلك الوادي.]
و في كتاب الدارمي المذكور ، صفحة / 73 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه.]
و في كتاب " شرح قصيدة النونية " لمحمد خليل هراس ، السابق ذكره ، صفحة / 774 يقول المؤلف:[ فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار قد أشرف عليهم من فوقهم.]
و في الكتاب المسمى " السنة " طبع و نشر و توزيع رءاسات البحوث و الإفتاء و الدعوة الوهابية ، صفحة / 76 يقول المؤلف:[ إن الله يقظان لا يسهو يتحرك و يتكلم.]
و في كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " ، صفحة / 54 يقول المؤلف:[ معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان.]
و يقول في صفحة / 54:[ فإن أمارة ما بين الحي و الميت التحرك و ما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله الأصنام الميتة.]
و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ فالله الحي القيوم الباسط يتحرك إذا شاء.]
و يقول الدارمي في صفحة / 55:[ إن الله إذا نـزل أو تحرك.]
و في " مجموع فتاوى "لابن تيمية ، 6 / 160 يقول عن الله ، و العياذ بالله:[ و إن كان الكمال هو أن يتكلم إذا شاء و يسكت إذا شاء.]
و في كتاب " رد الدارمي " المذكور سابقا ، صفحة / 75 يقول:[ و لو قد قرأت القرءان و عقلت عن الله معناه لعلمت يقينا أنه يدرك بحاسة بينة في الدنيا و الآخرة فقد أدرك موسى منه الصوت في الدنيا و الكلام هو أعظم الحواس.]
و يقول في صفحة / 75:[ لا يخلو أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها.]
و في صفحة / 76 يقول الدارمي:[ و أن لا شئ: لا يدرك بشئ من الحواس في الدنيا و لا في الآخرة ، فجعلتموه لا شئ.]
و في صفحة / 121 يقول المؤلف:[ لا نسلم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنـزول و المشي و الهرولة و الغضب و الحب و المقت كلها أفعال في الذات للذات و هي قديمة.]
و في صفحة / 200 يقول:[ لأن الله يحب ويبغض و يرضى و يسخط حالا بعد حال في نفسه.]
و هذه منقولات صريحة في بيان أن فظاعة الكفر التي عند اليهود انتقلت للوهابية فلم يبق إلا أن يصرحوا بأن معبودهم على صورة الإنسان بعدما وصفوا الله بالجسم و الصورة و الكيف و الحركة و السكون و التكلم بالحرف و الصوت و السكوت و اليدين الجارحة و الفم و الرجل الجارحة ، حتى لم يتركوا من صفات البشر إلا اللحية و الفرج.
الفصل السابع:
نسبتهم اليد والساعد و الكف و الأصابع و اليمين و الشمال إلى الله ، على زعمهم جوارح حقيقية. و العياذ بالله.
فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 15 الرقم / 16 يقول اليهود لعنهم الله:[ بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر.]
و فيما يسمونه " سفر إشعياء " الإصحاح 25 الرقم / 10 يقول اليهود:[ لأن يد الرب تستقر على هذا الجبل.]
و فيما يسمونه " سفر التكوين " الإصحاح 2 الرقم / 8 يقول اليهود:[ غرس الرب الإله جنة في عدن شرقا.]
و فيما يسمونه " سفر الخروج " الإصحاح 15 الرقم / 6 و 12 يقول اليهود:[ يمينك يا رب معتزة بالقدرة ، يمينك يا رب تحطم العدو ... تمد يمينك فتبتلعهم الأرض.]
و فيما يسمونه " سفر أيوب " الإصحاح 36 الرقم / 32 يقول اليهود عن الله تعالى:[ يغطي كفيه بالنور و يأمره على العدو.]
و فيما يسمونه " سفر مزامير " الإصحاح 44 الرقم / 2-3 يقول اليهود:[ أنت بيدك استأصلت الأمم و غرستهم لكن يمينك و ذراعك.]
و فيما يسمونه " سفر حزقيال " الإصحاح 37 الرقم / 1 يقول اليهود:[ كانت عليَّ يد الرب.]
هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود و هو التوراة المحرفة التي فيها التصريح بنسبة اليد الجارحة و الذراع و الساعد إلى الله عز و جل المنـزه عما يفتريه هؤلاء الكافرون.
و إليك الآن ما يذهلك أيها المسلم فإن الوهابية تدعي الإسلام و مع ذلك تقول في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله.
ففي كتاب " رد الدارمي على بشر المريسي " السابق ذكره ، صفحة / 26 يقول الدارمي المجسم:[ فأكد الله لآدم الفضيلة التي كرمه و شرفه بها و ءاثره على جميع عباده إذ كل عباده خلقهم بغير مسيس بيد و خلق ءادم مسيس.]
و في صفحة / 30 يقول هذا المشبه:[ فلما قال خلقت ءادم بيدي علمنا أن ذلك تأكيد ليديه و أنه خلقه بهما.]
و في صفحة / 35 يقول هذا المجسم:[ عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئا م خلقه غير ثلاث: خلق ءادم بيده ، و كتب التوراة بيده ، و غرس جنة عدن بيده.]
و في صفحة / 36 يقول المؤلف و العياذ بالله:[ قال أبو بكر الصديق: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام ، و قال لمن في الأخرى ادخلوا النار لا أبالي.]
و في صفحة / 37 يقول هذا المشبه أن رسول الله قال:[ ثم يحثي لي بكفه ثلاث حيثات.] ثم يقول المشبه أن رسول الله قال:[ فمن فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض كف الرحمن.]
و في صفحة / 40 يقول المؤلف:[ و قد قلنا يكفينا في مس الله ءادم بيده.]
و في صفحة / 44 يقول:[ يعني أن الله له يد يبطش بها و له أعين يبصر بها.]
و في صفحة / 154 يقول الدارمي المشبه عن الله:[ يديه اللتين خلق بهما ءادم.] و يقول:[ و إن يمين الله معه على العرش.]
و في صفحة / 155 يقول:[ كلتا يدي الرحمن يمين إجلالا لله و تعظيما أن يوصف بالشمال.]
و في كتاب " الرد على الجهمية " للدارمي ، صفحة / 36 يقول:[ قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنبته اليسرى جهنم.]
و في صفحة / 49 يقول المؤلف:[ قال رسول الله: فأرفع ثم أقوم و جبريل عن يمين الرحمن.]
و في حاشية الكتاب المسمى " كتاب التوحيد " لابن خزيمة يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب ، صفحة / 63:[ فإن القبض إنما يكون باليد الحقيقية لا بالنعمة ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسبب إرادته الإنعام ، قلنا لهم: بماذا قبض؟ فإن القبض محتاج إلى ءاله ، فلا مناص لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوت ما صرح به الكتاب و السنة.]
و في صفحة / 64 يقول المعلق أيضا:[ هذه الآية صريحة في إثبات اليد فإن الله يخبر فيها أن يده تكون فوق أيدي المبايعين لرسوله و لا شك أن المبايعة إنما تكون بالأيدي لا بالنعم و القدر.]
و في الكتاب المسمى " السنة " المنسوب للإمام احمد و الذي نشره الوهابية ، صفحة / 77 يقولون فيه:[ و كل