قال تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي في حدائق الفصول وجواهر العقول: وقد أتى في الخبر المنقول ~~~ الثابت النقل عن الرسول
رؤية رب الخلق في القيامة ~~~ كالقمر النائي عن الغمامة (1)
ولم يرد بضربه المثالا ~~~ إلا انتفاء الشك والإجلالا
إذ رؤية الخالق لا تُكّيفُ ~~~ هذا الذي كان عليه السلفُ (2)
فمنكروها خالفوا الرسولا ~~~ وعاندوا النقول والمعقولا
ولا يرى الخالق إلا مسلمُ ~~~ مُنَزهٌ لذاتِه معظّمُ
خالٍ عن البدعةِ والضلالة ~~~ لا كالذي ظن أولو الجهالة
--------------
(1) روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تَضامُّون في رؤيته]
المعنى أنهم لا يشكون هل الذي رأوه هو الله أم غيره كما لا يشك مبصر القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب أن الذي رآه هو القمر ، فالمؤمنون يرونه يوم القيامة وهم في الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة.
(2) قال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر [والله تعالى يُرى في الآخرة يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة].