[rtl]
[/rtl]
[rtl]
.... وإنه لبلاء عظيم
حين يفقد المرء الإحساس بوجوده بين أهله, حتما ثمة إبر قد أعدت إعدادا جيدا محكما للغرز في كبده – هذا إن لم تكن قد غرزت من قبل- وفي هذه الحالة ليس له من مخرج من هذا الدهليز إلا بإحدى الوسيلتين .....
إما أن يستسلم ويخنس إلى حين يبرأ من جرحه’ وإما أن يتسرب دون أن يحس أو يشعر به أحد ...والليل أخفى للويل..
صعب حنظل النسيان, إن لم أقل أنه من المستحيل ’ إلا أن مرارة العيش تهون أمام ما يصبو إليه فؤاده وما ترنو له عينه ويهفو إليه قلبه ويحن له كبده فلك يبكي مرتين...
يوم..شهر... سنة. كلها كانت له كنجوم تلمع, فكان يهيم في فضاء متسع والآن قد قُلب ظهر المجن وفاضت أنهار المحن’ و تبددت الأماني وتبخرت فوق سطح بحر من الأسى والحزن’ فلم يبق أمن في إنس ولا في جن ’ فأين النجاة والبعد من وعن مستنقعات الفتن...؟, جفت سواقي الأمن , وظهرت جليا برك مياهها آسنة كلها عفن متعفن ناهيك عن روائحها التي تصيب بزكام حاد نتن, فلِما النظر إلى أعلى وقد غضب الله عز وجل علينا بما كسبت أيدينا ’ فكسانا الخوف ظاهرا وباطنا بعد ما كنا في أمن ورزقه يأتينا كل حين ...؟
بمن نثق..؟’ إلى من إليه نركن ..؟ هذا كذاب أشر وذاك غدار متجبر, نهبت الأموال وبيعت الذمم’ أهين العباد واستبيحت البلاد ’ وقليل من قليل منا من إتقى ولزم التدين....أزقة لبست الأحمر’ أشلاء لأطفال مزقهم القصف المدمر’ نحيب فاق البكاء من رجال ونساء’ رضيع يرتجف وأم تلهث عنه تبحث لا تتوقف’ مَنْ صنع هذا الفزع وزرع الجزع ’ ألآ يخشى الله ؟ أليس له من وازع؟’ أوَ ليس له من رادع .. كلا إن ربك بالمرصاد ’ وإن بطشه لشديد ’ إنه هو المبدئ والمعيد.. ولكن تلكم هي الحياة خافضة رافعة إلى يوم تحل فيه الواقعة ’ عندها صفًا واحدا أمام الملك الجبار نقف لا يخفى عليه منا أحد .....
نعم خططوا لنا بعد تفكير ونفذوا ما أرادوا بدقة وتواطئ وتدبير وعن بعد قرروا وبأيدنا النحرَ أمروا...سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم’ إنها لأكبر الفتن في هذا الزمن.
ربنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه...اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا واحقن دماءنا ووحد كلمتنا ورص صفنا .. بك نستغيث وعليك نتوكل وإياك ندعوا ونتوسل فأهدنا صراطك المستقيم , فالذي أصابنا إنه لبلاء عظيم
[/rtl]