باسم الله الرحمن الرحيــم
كل منا يعيش في محيط عائلي يُؤثر فيه ويتأثر به أي لكل منا دور معين في حياته
العائلية وسط تلك الشخصيات التي وجد نفسه بينها ...
هذه الشخصيات هي عوامل متغيرة في حياة الانسان ليس بطريقة صحيحة في
التعبير وانما وجود هذه الشخصيات هو وجود مؤقت في الحياة ...
ولوجودها أثر ولغيابها أثـر آخر أيـضا .
قد ينشأ الفـرد بين شخصيات يرتاح لها وقد لا يفعل بالرغم من أنها شخصيات
تعتبر عائلة بالنسـبة إليه هذه الشخصيات تُكسـبه صفات معينة قد تكون
وراثية وأخـرى يكتسبها بحكم العشـرة وهذا ما نتحدث عليه في الموضوع
هذه الصفات قد تكون ايجابية وقد تكون سلبية ونحن هنا بصدد دراسة السلبية منها
قد تطرأ تغييرات على هذه الشخصيات فنسميها ظروف عائلية أين تنفصل
الشخصية الأب عن الشخصية الأم وهذا سيؤثر بطبيعة الحال على الشخصية الابن.
هذه الظروف العائلية لها دور كبير في تحديد شخصية ونفسية الفـرد فبها يتأثر
اما سلبا أو ايجابا والسلبي هو محورنا ...
كتدعيم لموضوع الظروف العائلية ولتفادي الدخول في تفاصيل قد تشتت الفكر
ويمل منها القارئ - مع علمي أن الكثير غير مهتم - سنذهب إلى دراسـة حالة
من مجتمعنـا : هي حالة فتاة سكيكدية طالبة جامعية متحصلة مؤخرا على
شهادة البكالوريا في الـ 19 من عمرها .
نشأت هذه الفتاة في ظروف عائلية محرجة أين اهتم لأمرها الأب ولم تكترث لها
الأم أهملتها بطريقة مبالغ فيها رغم أنها رضيعة ...
كانت الأم امرأة لعوب واكتشف الأب أمرها فانفصل عنها وابتعد بابنته وتزوج بأخرى
كبرت الفتاة في كنف زوجة أبيها التي كانت أرحم من أمها وعاملتها كابنتها
- الحمد لله -
لكن أمها لحد اليوم مازالت تريد ان تُشوه سمعتها ولم يعجبها أمر أن تكون ابنتها
ذات سمعة شريفة فهي ليومنا هذا تتصل بها محاولة تظليلها وتحثها على الانحراف
الذي تعيشه هي كذلك تريد ابعادها عن أبيها بنشر اشاعات عنه لابنتها ...
لا أريد الخوض في تفاصيل أكثر حتى لا تفاجأ صاحبة القصة بقصتها هنا
المهم أن نفسية الفتاة أصبحت متعبة خاصة أنها الآن كبيرة وتفهم ما الذي يحدث
حولها وما تحاول أمها أن تفعله بها ...
أصبحت تقارن نفسها ببقية البنات وأصبحت تبحث عن اهتمام أمها كاهتمام
بقية الأمهات ببناتهن لكن أين أمها لتنصت إليها ...
مؤخرا صدمتها أمها بحكاية جديدة أين اقتنعت أن أمها لا تريد بها خيرا فأخرجت
مكونانتها وعبرت أن هذه الأم حرام عليها أن تكون ام وأردفت أنها تتبرأ اليوم
من أمها وانها لا تريد أية علاقة تربطها بها وطالبت أمها بالابتعاد عنها وكذلك
الخروج من حياتها بالنسبة لها أمــها ميتة أو أمها هي زوزجة أبيها التي ربّتها
وسهرت على شرفها وسمعتها الطيبة ...
كرد فعل لكل هذه المعطيات : صرات البنت فاقدة للحنان فرغم حنان أبيها وزوجته
تعتبر أن الحنان مازال يخصها ... عدم اكتراث أمها لأمرها جعلها تبحث عن
جلب الاهتمام ولا يهمها كيف ...
وبدخولها للجامعة مؤخرا صار هدفها الشباب أين وجدتها فرصة لجلب انتباههم
لها وكل بنت تنصحها تعتبرها فتاة غيورة منها ولا تريد لها خيرا ...
...
لا أريد الدخول في تفاصيل أكثر لكن ما أريد قوله هو أن الظروف العائلية
قد تجعل نفسية الفرد نفسية ثابتة مرتاحة غير مضطربة قنوعة بواقعها وغير
مختلة العادات وكذلك واضحة وشفافة ...
وكذلك من شأنها أن تجعلها نفسية معقدة مضطربة غير مرتاحة لا ترضى بواقعها
وتبحث عن الأفضل ولا يهمها الطريق الذي تسلكه ولا إلى من تلجأ المهم
الاهتمام وفقط فتضطرب عادات النفسية وتتغير أحوالها بين انقلاب واستقرار
...
هناك طرق لتفادي الظروف العائلية الصعبة نذكر منها :
التفاؤل : يجب أن نؤمن دائما أن دوام الحال من المحال فمهما يعاني الفرد
فليعلم أن لمعاناته نهاية ويؤمن بقوله الله تعالي : إن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا
الصبر : فالصبر مفتاح النجاح وكذلك نؤجر عليه، مهما حدث يجب
على الفرد أن يتحكم في مشاعره وأعصابه وعدم الرضوخ لواقع المعاناة
التعلم : وهو أن يحاول الفرد تعلم أشياء جديدة كتغيير للجو وكضبط
للنفسية فالتغيير ينفعها ولا يضرها بشيء إن فشل في ذلك
التفاعل : وهو أن يتفاعل مع تلك الظروف بطرق ايجابية لا سلبية ويستغلها
في صالحه وكذلك تحديد أولويات في علاقته مع أصحاب الظرف العائلي
التركيز : هذه الظروف ستؤثر عليه وقد تجعله يفقد التركيز في أشياء أخرى
ما تجعله يفقد هذه الأشياء وعليه يجب الفصل بين الحياة العائلية والدراسية
أو العملية فاذا ضاعت منا الحياة العائلية يجب أن نحارب من أجل حياتنا الدراسية
والعملية ولا يعقل أن نخسر كل شيء بسبب شيء ...
...
مخـرج
قد ينسحب الفرد تدريجيا من حياته العادية الى حياة غريبة بعيدة وحيدة وقد
يدخل في عالم آخر لا يفهمه أحد غيره وقد يصبح غريب الأطوار أن لم يعرف
التحكم في زمام الأمور واستلال مشكلته في صالحه ...
تذكير
ما لا يقتلنا يقوينا
للأمانة منقول منتدى اللمة الجزائرية