مــــوائـــد الذئـــــاب
منذ النشأة والذئب عدو ألد للشاة , يتربص بها أينما كانت , ومتى سنحت له الفرصة ينقض عليها... وويح الشاة القاصية المتخلفة عن الجمع. فنصيب الذئب إليها أقرب
والذئاب جبلت على الغدر والتربص , عكس طبائع تتواجد عند الفهد مثلا أو النمر أو الأسد........فهذه الأنواع الأخيرة تلاحق فريستها في أغلب الأحيان حيث الفاعل أذكى غريزة من الذئاب الغبية. على كل فسواء الفاعل أو المفعول به , تميزان بطباع وغرائز تختلف عن الأخرى ...ويبقى الحال كما هو عليه فتلكم حيوانات تتحرك وتسكن في إطار وحدود ما خلقت عليه .
أما والحال عندنا نحن البشر فالأمر لا يتطلب مطلقا مقارنة
أيها الإنسان فيك الله أودع كل ما يؤهلك لما خلقت له . بداية بالعبادة – وهي الركن الرئيس والهدف الأسمى المقدس – أودع فيك العقل الذي هو القائد والمقود والغربال والمصفاة والنور ..................
فمالي أرى فئة ليست هي بالقليلة في زمننا هذا تتبرج بل تبرجت , تتبجح بل تبجحت حتى النخاع بالموبقات المهلكات ..بالمحرمات الصارخات ... بالكيد والغدر والمكر والغش والخديعة بالكذب بالإفك ..بالفسوق والفجور والنميمة ..بالإنحلال
والترجل لنسائها والتأنث لرجالها ...................... . فإلى أي قوم هم ينتمون ؟
وإلى أي قبيلةهم منها ينحدرون ؟ ولأي دين أو مذهب هم يتبعون ؟ .
لا والله لم أجد ذلك في سير الأولين . وربما بل أكيد أنهم ظلموهم إذ قالوا عنهم
جاهلون . فإذا كانوا كذلك فجهل هؤلاء المتحضرين أشد وطأ وأثقل ميزانا
إن جهل الأولين أرحم وأفضل فعلى الأقل كانت لهم شيم الأخلاق الحميدة , مما
يفتقده هؤلاء اليوم .
ألم يقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
زنوا أخلاقكم إن كان لكم خلق ؟ فإنها لا تساوي جناح بعوضة ولا مثقال ذرة
إذن فموائد الذئاب أعظم وأفضل من موائد السراب
ابراهيم تايحي