بمناسبه حلول المولد النبوي الشريف اهدي هذه القصيده الى جميع المسلمين..... ببكة يوم اثنين تبدى
بعام الفيل نجم في الأعالي
فقد ولد النبي وحل مجد
فيا بشرى لهاتيك الليالي
وطيف به ببيت الله سبعا
وقد نحرت له أغلى الجمال
فصار السعد للأعراب طراً
بذي قار بنصر في القتال
لقد ولد يتيما من أبيه
وجده قد رعاه من الأهالي
حليمة من بني سعد دعته
كمرضعة لشيء من نوال
فكان السعد مقدمه إليها
مع الشيماء يرضع بالدلال
لموت الجد قد رباه عم
معيل للكثير من العيال
و كانت قسوة الدنيا عليه
لأن الصبر صناع الرجال
فشب مبرأُ من كل عيب
أميناً صادقارعى بالجبال
وحكم في خلاف من قريش
على الحجر لحد الاقتتال
فقال قولة خرجت بحل
يرضي الكل يحسم للجدال
ليمسك بالعباءة كل فخذ
جميعاً توصلوه إلى المآل
وبعدها عن عباءته اعتلاه
وفي الركن بناه باعتدال
ورافق عمه يوماً لشام
يجوز الحزن مع عالي التلال
وقته غمامة من حر شمس
بحيرة قد رآها باكتمال
فأقسم أنه حتما نبي
ولم يحتج كثيراً من سؤال
فحذر من يهود تلتقيه
تكيد الغدر نحوه لا تبالي
فمن قبل لكم آذت نبياً
و تغيير الطباع من المحال
خديجة بعد ذاك استأجرته
تجارتها تضاعف بالحلال
و ميسرة أشاد الوصف قولا
من التجار منفرد المثال
تمنت أن يكون لها قريناً
و تمّ الأمر في إحدى الليالي
بغار حراء كان الوحي يوماً
أن اقرأ باسم ربك ذي الجلال
و رددها و رددها مراراً
بما يخشع له صخر الجبال
فعاد قائلاً أن دثروني
و كيف النوم يا أهلي و آلي
أتاه الوحي هيا قم فأنذر
و طهر للثياب بكل حال
فبشرى يا خديجة ذا نبيٌّ
عسى ألقاه إسلام مآلي
كذا قال ابن نوفل قول صدق
كذا ناموس موسى من الأعالي
وكان السبق للإيمان فوز
خديجة قد أجابت بامتثال
من الصبيان كان له عليّ
من الخدام زيد بالتوالي
و من لبى إلى الدعوة سريعاً
أبو بكر له سبق الرجال
ثلاث من سنين كان سراً
لدين الله يدعو بلا كلال
إلى أن جاء قول من سماءٍ
أن اصدع بالذي تؤمر بعال
إلى جبل الصفا جاء و نادى
هلمي يا قريش إلى المعالي
فأنتم ما عرفتم فيّ كذباً
و إني لناصح أهلي و آلي
وإني قد اصطفاني الله أعلي
كلامه في البرايا للامتثال
أبو لهب تنكر قال تباً
ألا تبت يداه لسوء حال
بهذا الأمر أنزل فيه وحي
فما أغنى بكسب أو بمال
بدا التعذيب يظهر من قريش
فصبراً آل ياسر خير آل
أبو جهل و ما أثنى لعبد
فيا لثبات دين من بلال
أبو بكر فداه فصار حراً
يؤذن للرسول من الأعالي
بصوت يسعد الألباب حقاً
فذكر الله أيّ في الجمال
إلى الأحباش كان بهم ملاذ
فتمت هجرتان على التوالي
و خاب المسعى بهدايا قريش
بسورة مريم حسم الجدال
هوازن أنكرته كما ثقيف
و زادوا في الغرور و في التعالي
أهانوه بكبر و ازدراءٍ
بأحجار يصد من العيال
وعداس بقطف قد هداه
ليسأله العجيب من السؤال
فقص عليه أخبارا عظاما
عن النون ويونس والهزال
ومطعم قد أجاره مع بنيه
ليدخل مكة بها لا يبالي
بمكة قد أتم بها لعشر
سنينا من جفاء واحتمال
يقول لقومه ائتوني بقول
كما القرآن بل هذا محال
هو الإعجاز لن تصبوا إليه
ولو كان لكم جن يوالي
و شق البدر للكفر جهرا
بدت في وسطه قمم الجبال
ولكن ما العمى بالعين حقا
بل القلب العمي عن المقال
وتابع يدعوا لله بحج
يبادر بالهدى قبل السؤال
وفي العقبة يبايع خير قوم
من الأنصار تطمح بالوصال
وجاء المكر للكفار يوما
بتفريق الدماء على النصال
وكان له الخلاص في تراب
به أغشى الوجوه و لم يبال
علي في فراشه يفتديه
يؤدي عن الأمين برد مال
مع الصديق يقصد غار ثور
أقام به ثلاثاً من ليال
ليثرب هاجر في جنح ليل
و كان لها الوصول كما المحال
قريش في الفيافي تقتفيه
لتمنعه بسلم أو قتال
و قد رصدت لممسكه بمالٍ
سراقة ما استطاع له النوال
وأفشل مكرهم حلوا بخزي
فمكر الله ما له بالمثال
ونورت المدينة يا هناها
ببدر دونه بدر الأعالي
أتت أحداث قافلة قريش
فثار الشرك يطلب للنزال
و كان النصر محسوماً ببدر
ولقنوا فيها درسا في القتال
فبث في قلوب الشرك رعب
من الله العلي ذي الجلال
ملائك مردفين تمد جيشاً
له ثبت بساحات القتال
فلول الشرك نادت يا لثأر
تلوك هزيمة ترثي لحال
وكان النصر للإسلام بشرى
تدوي في السهول وفي الجبال
أتت أحد بدايتها بفوز
و أجهضه مخالفة النبال
وبعدها كان للأحزاب درس
بغزوة خندق خالي المثال
إذ الأرياح قد قلبت قدورا
فعادوا بخزيهم دون القتال
لمكة عمرة جاء بهدي
فأوقف في الحديبية للجدال
وفي ذاك المكان تم صلح
له جمل بها الشرط الثقال
فمن يرغب إلى الإسلام رد
لرأي ذويه حق الامتثال
ومن رغب عن الإسلام يعفى
يعود لكفره دون جدال
وما قبلو لذكر الله اسم
وما ذكر النبي في المقال
وجاء النقض من حلف قريش
وكان الرد إعلان القتال
وتم لمكة فتح مبين
فليل الشرك آذن للزوال
فلم يبق لأصنام وجود
وكان لقومه سمح الفعال
ألا يا قومي انطلقوا بأمن
وكنتم في يدي أسرى القتال
سيشهد ذا الزمان وكل وقت
بأن العفو من شيم الرجال
وأرسل بالرسائل كل صوب
لكسرى كما هرقل للامتثال
ونجاشي مع الأقباط أيضا
تباين ردهم والحق عالي
وبعد ثلاث عشرة من سنين
أتى الإسلام حد الاكتمال
فحج البيت قال به وداعا
لكل بداية لابد تالي
لقد أكملت للإسلام شرعا
وفيه عروة وثقى الحبال
ألا اعتصموا بحبل الله طرا
حرام دمكم أو سلب مال
ورفقا بالقوارير فهن
ودائع عند أولاد الحلال
أبا الزهراء سيرتكم كعطر
وما الأشعار تكفي للمقال
سيبقى سر دعوتكم عصي
على فهم العتاة من الرجال
يقارب نشرها قرنا ونصفا
وتنمو من الجمال إلى الجمال
وعمت كل أرجاء بأرض
وما يخشى عليها من الزوال
إلى أن يلقى ربي من عليها
وبالميزان يحكم باعتدال
فيا بشرى لمن فاز وسعد
له الجنات نزلا باكتمال
ويا تعس لمن خاب وخزي
جهنم يصطليها بانسفال
كذا الأيام في يسر وعسر
مع الله سنبقى ولا نبالي
وأختم بالصلاة على نبي
شفيع يرتجى بعد الزوال .