الشباب هم أمل الحاضر وكل المستقبل والشباب هم مستقبل الأسرة وهم أملها فى المختلفة بالكثير من التغيرات النفسية والجسمانية بداية من مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة المراهقة التى تنتهي ببلوغه سنة الرشد ومرحلة المراهقة هى فترة انتقالية يتوق المراهق خل هذه الفترة إلى الاستقلال عن أسرته وإلى أن يصبح شخصا مستقلا يكفي ذاته بذاته.
وفى بلادنا يتراوح سن المراهقة بصورة عامة بين الثالثة عشرة ونهاية الثامنة عشرة ومن أهم مشاكل المراهقة هى حاجة المراهق للتحرر من قيود الأسرة والشعور بالاستقلال الذاتى… وهذه المشكلة هى السبب الرئيسي فى معظم الصراعات التى تحدث بين المراهق وأسرته ومن أمثلة تلك الصراعات التى تحدث بين المراهق وأرته ومن أمثلة تلك الصراعات الصراع فى حرية اختيار الأصدقاء وطريقة صرف النقود أو المصروف ومواعيد الرجوع إلى المنزل فى المساء وطريقة المذاكرة ومشاكل الدروس الخصوصية وطريقة اختيار الملابس وقص الشعر واستعمال سيارة الأسرة فى سن مبكر وبدون وجود ترخيص القيادة وأمور أخري.
وفى لقاء ثقافي مع مجموعة من الآباء عن مشاكل الشباب وكيف يتعاملون معها، وكان الموضوع يدور حول مقارنة الأجيال المستمر تم حصر بعض المشاكل التى تواجه الأسر فى علاقتهم مع الأبناء فى مرحلة المراهقة ومن أبرز تلك المشاكل التى تحدث للشباب مشاكل الدراسة والتمرد وأ؛لام اليقظة والغرور وعدم تقدير العواقب والقلق ومشاكل الجنس وتناول المخدرات والتدخين وقد أبدي الكثير من الآباء حيرتهم فى التعامل مع تلك المشاكل وعلى رأسها مشكلة تمرد الشباب حيث تثير كلمة التمرد بصفة عامة نوصرا سلبيا لدى السامع عند إطلاقها فهى تعنى عند المتلقى العصيان والرفض السلبي دائما، والتمرد بمعناه الإسلامي المرفوض هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراض السليمة أو هو الخروج على ما ينبغى الالتزام به… فليس التمرد هو مجرد الرفض وعدم الانصياع لما ألفه الناس فهناك من المألوفات او القوانين والعقائد ما يجب رفضة والتمرد عليه لذا فان ظاهرة التمرد التى تظهر فى حياة الشباب المنطلقة من الشعور بالقوة والتحدي، وضرورة التغيير نتجه اتجاهين متناقضين اتجاها سلبيا ضارا وهداما واتجاها ايجابيا مغيرا يساهم فى تطوير المجتمع والدفاع عن مصالحه.
وظاهرة التمرد السلبي التى تنشا فى أوساط المراهقين والشباب هى من اعقد مشاكل الأسر والمجتمعات وللتمرد السلبي أو التمرد على ما ينبغى الالتزام به من عقيدة سليمة، وقوانين وقيم اسبابه الذاتية والموضوعية التى تنبغى دراستها للتعامل معها بوعي وتخطيط.
وظاهرة التمرد فى أوساط المراهقين مسألة خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع وتبدأ ظاهرة التمرد السلبي برفض أوامر الوالدين أو تقاليد الأسرة السليمة، وعدم التقيد بها عن تحد وإصرار ثم التمرد على الحياة المدرسية، بما فيها من قوانين الحضور وإعداد الواجبات المدرسية، والعلاقة مع الطلبة والأساتذة ويأتي معها فى هذه المرحلة التمرد على القانون والمجتمع والسلطة وبشقيه السلبي والإيجابي.
وللتمرد أسبابه التى تبعث عليه وتغذية لعل أبرزها ممارسة بعض الآباء للدكتاتورية فى التعامل مع الأبناء، ومصادرة إرادتهم فالأب لا يغير طريقة تعامله مع المراهق والشاب ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذى لا يملك وعيا ولا إرادة من خلال الأوامر والنواهي والتدخل فى شئون الأبناء كشؤون الدراسة والزواج والعمل والحياة اليومية والصرف المالي بل نوع اللبس ……. الخ، مما يضطر بعض الأبناء إلى التمرد والرفض وعدم الانصياع لأراء الآباء وأوامرهم فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم وقد تنتهى إلى نتائج سيئة من الهروب من المنزل، وسقوط الاحترام المتبادل.
وقد تناول الفكر الإسلامي هذه المسألة بالدراسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين فقد فرق الفكر الإسلامي بين بر الوالدين وبين الطاعة لهما كما فرق بين الإرشاد والتوجيه والتربية وبين فرض الإرادة على الأبناء واوجب الفقه الإسلامي بر الآباء ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله فمثلا التشريع الإسلامي لم يوجب على البنت أو الابن طاعة والديهما إذا رغبا بزواجهما من زوج أو زوجه لا تتوفر الرغبة فيه أن واجب الآباء هو إرشاد أبنائهم إلى الطريق السوي وتجنيبهم ما يضر بمحاضرهم ومستقبلهم انطلاقا من المسؤولية الشرعية، وواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعليهم أن يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة وبالتي هى أحسن ويحولوا دون الوقوع فى الانحراف والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة وان ممن الخطأ ان يحاول الآباء أن يفرضوا على الآبناء نمط تفكيرهم وطريقة حياتهم الخاصة فتصطدم بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات وما يفرضه العصر من أوضاع وطريقة خاصة للحياة فهذا التشخيص الإسلامي للتطور فى أساليب الحياة وما يحدث من تحول فارق فى الوضع الاجتماعي بين جيلين يلقى الضوء التشخيص على أعقد مسالة فى الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء المؤدى إلى التمرد بشقيه السلبي والإيجابي.
إن تربية الطفل وتعريف بحقوق الوالدين وأدب التعامل معهما بالقول والتصرف معهما هى من أسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد ولظروف البيئة العائلية لاسيما العلاقة بين الأبوين والاحترام المتبادل بينهما أو العلاقة السيئة التى تكثر فيها المشاكل أثرها البالغ فى تعميق أو معالجة هذه المشكلة.
إن كلا من الأسرة والأبناء يجب أن يعترفوا بوجود هذه المشاكل الطبيعية حتى يستطيع الجميع التكيف معها وأن يبذلوا جهدهم ويغيروا سلوكهم حتى يتجنبوا الصدام العنيف والوصول إلى بر الأمان حتى يسود الأسرة جو من المحبة والطمأنينة.