أما أنا لا يمكنني أن أشكرك ولا أهنئك فالذي خطه يراعك وجادت به قريحتك قد أثار رحيق الأشجان وأحدث ثورة في الوجدان .
لا أشكرك لأنك قدمت حقيقة ينكرها الكثير عنادا وكفرا
لا أهنئك لأن الذي سال به حبر القلم مأساة أمست في خيال المترفين اللآهين منهاج حياة
بعد هذا يسعدني الآن أن أقدر فيك الهمة والذمة , كما يثلج صدري أن أحتضنك بين يداي متشبثا لأنني وجدتمن يشاركني أحزاني وألامي ....
وقد آن وحان الوقت الذي يزيل فيه جميعنا أنت وأنا والأخت مريم الحجب والستائر التي طالما تعذر بها أناس واتخذوامنها درعا وعنوانا لقضاء مصالحهم فسحقا لما فعلوا وبئس عمل عملوا
عمت بصائرهم عن رؤية إثمد الحقيقة والحق
كممت أفواههم عن قول معروف والليل إذا وسق
صمت أذانهم عن تلبية استغاثة ملهوف والقمر إذا اتسق
ونسوا يومهم يوم يركب طبق على طبق
حقا إننا وكما قال ابن خلدون -رحمه الله- المرء اجتماعي بطبعه
صدقا ما كان في علم الأنثروبولوجيا من أعراق وعرق كل منها يورد الآخر ويغذيه
أجل لا نشعر بآثار النعمة حتى نفتقدها
جيري الألفة زفيرنا وشهيقنا ما دمنا على وجه الأرض نكدح ونتسابق
نعم وللنعم جحدنا وانكرنا وحق خالق الضحى والشفق
والان وبعدما علمنا علم اليقين هل لنا من أذان صاغية ومن قلوب واعية ؟ أم الحال كما هو أجساد بأفئدة خاوية.
عند اشراقة شمس يوم جديد ينادينا القبر يا ابن آدم هذا يوم جديد اغتنمه قبل يوم الوعيد وإني عليك لشهيد
عند ما تميل الشمس لمغربها وما أظنها الا لعين حمئة واصبةتطوى صحف ذلك اليوم وقد دونت أعمالنا
صغيرها وكبيرها , حقيرها وأفضلها , همزها ولمزها سرها وعلنها ...على سجل وكتاب ينشر يومها فإما باليمين نؤتى إياه فنفرح ونقول هاؤم اقرؤاو كتابية .... وإما بالشمال فنقول يا ليتني لم أوت كتابية
إي وربي عليك أيها الإنسان أن تزرع حبا يقيك واحصد واقلع جذور البغض تفز برضا الرب ومن جهنم ينجيك.
احبب من شئت فإنك مفارقه الا ربا غفورا ...ورسول على الحوض بيديه الشريفتين يسقيك
ابراهيم تايحي