الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من مظاهر التغريب التي تصدمك في الشارع تقليد سلوكيات الغرب وعاداتهم شبرا بشبر وذراعا بذراع تجد البنت ترتدي الملابس على الموضة الغربية فتمشي في الشارع شبه عارية وقلما تجد بنتا بدون أن يصاحبها ولد فالبنت تمشي متأبطة بذراع الولد ويتسكعان سويا في الطرقات وأصبح من النادر رؤية بنت تمشي محتشمة تظهر زيها الإسلامي بل أصبحت رؤية من ترتدي النقاب أو الخمار ومن يرتدي الجلباب ويطلق لحيته أصبح ذلك محلا للسخرية والتهكم وفي أسلوب الحوار تجدهم يحاولون إقحام كلمة باللغة الإنجليزية أثناء الحديث حتى يبدو المتكلم وكأنه مثقف.وفي ذلك هجران للغتنا وتقليل من شأنها خاصة مع وجود البدائل لكل تلك الكلمات والعبارات في ديننا وفي ثقافتنا.وبعد يوم العمل تأتي أوقات الفراغ التي يحاولون قتلها فتجدهم أمام شاشات التلفاز يشاهدون المسلسلات أو الأفلام التي تبث القيم الغربية البعيدة أو المنافية للإسلام أو يتابعون المباريات والتي غالبا ما تتعارض أوقات إذاعتها مع مواقيت الصلاة فتجدهم يهدرون الصلاة في سبيل إتمام المشاهدة والمتابعة.وفي التفكير والسلوك هيمن النمط الغربي للسلوك على أفراد أمة الإسلام فتجدهم يغرقون في الديون طويلة الأجل من أجل شراء بيت كبير أو سيارة فارهة أو غير ذلك من الكماليات ولا يهتمون بما إذا كانت هذه المعاملات تَحْرُم لارتباطها بالربا أم لا فإذا تكلمت مع أحدهم من أجل التصدق على بعض الفقراء أو غير ذلك من أوجه الجهاد بالمال وجدته يشيح عنك بعيدا مبديا تأففه وتبرمه وفي المأكل والمشرب وضع لنا الإسلام آدابا تنظم طريقة الأكل والشرب ولكننا هجرناها واستعرنا مفاهيم الغرب عوضا عنها فانتشرت في شوارعنا ثقافة محلات تقديم الوجبات السريعة والسندوتشات والتي يمشي الناس يأكلونها في الشارع أو يجلسون في تلك المحال فيأكلون على أنغام الموسيقى الصاخبة والأغاني الهابطة.كل هذه المظاهر هي مجرد نماذج لما أصاب هويتنا في مقتل ذلك أن أهم شيء فطن إليه أعداؤنا هو ما تضيفه إلينا هويتنا من عزة وفخار فكانت محاولاتهم الدءوبة والمتكررة لمسخ تلك الهوية وتشويه صورتها والآن وبعد وضوح هذه المخططات وآثارها على مجتمعاتنا فإما أن نظل ملتزمين بهويتنا الإسلامية وإما أن ننجرف مع التيار فيبتلعنا ونهلك وتكون الهاوية