السكن مع أهل الزوج بين الرفض والقبول .أرسى الاسلام دعائم الأسرة المسلمة وحض على تكوينها ، كما أنه نظم الحياة الزوجية وحدد العلاقات على أساس المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف وغير ذلك مما يحفظ هذه العلاقة المقدسة ويديمها .
قال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ))
ولكن ... قد يعترض هذا العش الهاديء بعض المشاكل التي من شأنها أن تهدم كيان الأسرة وتلقي بها في مهب الريح ..
من هذه المشاكل والتي أحببت أن أتناقش فيها معكم هي مشكلة سكن الزوجة مع أهل الزوج وهو ما يكثر حدوثه في القرى الريفية والمجتمعات الصغيرة .
ونتيجة لاختلاط الزوجة بأهل زوجها فالموقف لا يخلو من حالتين :
1) اما أن تكون الزوجة وأهل الزوج ممن يتسمون بالحكمة والعقل و ممن يتقون الله فيحسنون التعامل فيما بينهم ويعيشون كأسرة واحدة تسود المحبة بين قلوبهم ..
2) واما أن تتعرض الزوجة لتصادمات مع أهل الزوج لأسباب عديدة ومن هنا تبدأ المشاكل وتتعقد الأمور ..
وقد تصل الأمور في كثير من الاحيان الى انفصال الزوجين وحدوث الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله ..
فالمسألة بلا شك فيها مخاطرة كبيرة اما باستمرار الحياة الزوجية واما بفشلها ..
الكثير من الشباب يعانون قلة الموارد المالية وبالتالي القدرة على تلبية متطلبات الزواج الأساسيه والقيام على اعالة اسرتهم على أكمل وجه خصوصاً في وقتنا الحاضر وندرة الفرص الوظيفية فيقف الشاب عاجزاً عن توفير المسكن المناسب أو المريح نوعاً ما
فيضطر الى السكن مع عائلته ووالديه كأن يخصص له جزء من الطابق العلوي مثلاً...
وتبدأ المشاكل العائليه بين أهله وزوجته ،،،، فان خرج معها ذات مساء قيل لماذا لم يصطحب اخته الصغرى معه أو والدته على سبيل المثال كيف به أن يمر من بيننا و زوجته دون ان يعرضان علينا مصاحبتهما وان أحضر لها شيئاً قيل لماذا لم يتذكر اخته,عدا انها يجب ان تختلط بهم وتندمج اندماج كلي والا ستعتبر شاذة عن القاعدة وستحارب من قبلهم وستُتهم بالغرور والتعالي.
اما عن هذه الزوجه فهي تدعي انه كان يجب على زوجها ان يوفر لها مسكناً خاصاً ولكنه لم يستطع لذلك فهي صابرة على هذا الحال ومتفضلة عليه بالتحمل ويظل الزوج في وسط الدائرة المغلقة بين أهلة وزوجته!!!
كيف لهذا الأبن المغلوب على أمره( الزوج ) ان يخرج من هذا الفخ الذي سيقع به حتماً وان يتوخى الحذر قبل الوقوع في هذه المشاكل والتي وللأسف وان وقعت ستظل السنين تجترها وستنتقل للأبناء بينهم وبين عائلة أبيهم وفي كلا الأحوال سيكون الخروج من البيت والانعزال هو الأمر الحتمي الذي سيقدم عليه هذا الزوج ولكن بعد ان تتوتر الأوضاع ويفوت الأوان.