طعم الحياة في العائلة الكبيرة
احبتي الآن اصبح من الصعب أن نري العائلة بمفهومها الكبير أو مفهوم العائلة المشتركة المكونة من الجد والجدة والاعمام والعمات والخال والخالات والابناء والاحفاد ، وتكاد تتلاشي وتنقرض اليوم تواجد العائلة بهذا المفهوم الكبير بسبب رغبة الابناء والاحفاد في الاستقلال بعيدا عن ما قد يوجد داخل العائلة الكبيرةمن مشكلات ونزاعات بين افرادها.
والعائلة الكبيرة في القرن الماضي كانت شئ طبيعي جدا ، فكانت عزوة العائلة الكبيرة في تواجدهم جوار بعضهم البعض ، من أبناء عمومة وابناء الخال والابناء والاحفاد وتقاسم المرح وحتى المشكلات والسعي وراء حلها من خلال كل أفراد العائلة الكبيرة ،
والعيش وسط عائلة كبيرة له مميزات رائعة لا يقدرها الكثير منا حق قدرها ، كأن نتابل الاعمال فيما بيننا كأفراد اسرة كبيرة بل وتقاسم النفقات ايضا ، ورعاية الاطفال الصغار وتوجيههم نتيجة وجود كثير من الافراد داخل الاعئلة المتواجدين في منزل كبير.
ووسط العائلة الكبيرة نجد كبار السن الجد والجدة والاعمام والعمات الكبار الذين يرعون الاطفال صغار السن ويوجهونهم بشكل صحيح عن طريق سرد الكثير والكثير من القصص والحكايات الجيدة التي تعلم الصغار اشياء جيدة لهم وتوسع من افاق التفكير لدي الاطفال وتحسن من ادراكهم لمعاني الامور .
والطفل الذي ينمو داخل عائلة كبيرة تكون لديه مواهب كثير تفوق بمراحل مالدي الطفل الذي نشأ وحيدا أو وسط والده ووالدته فقط ، فنجد أن الطفل الذي ربي داخل عائلة كبيرة لديه ميول اجتماعية اكثر ولديه تطلع إلي مايدور حوله من الامور ، وتجد لديه الكثير والكثير من الانشطة والاصدقاء ، وعلي العكس تماما من هذا الطفل الذي ينشأ وسط اسرة صغيرة جدا ، فقد ينشأ قليل الكلام منطوي أو خجول جدا ولا يكون لديه روح المشاركة ولا التعاون ، ولا يستطيع العمل وسط فريق والكثير والكثير من الصفات التي يفتقدها نتيجة التربية بعيدا عن جو الاسرة الكبيرة.
والآن الشباب بعد الزواج يريد العيش حياة مستقلة بعيد عن تدخل كبار السن أو الاب والام في حياتهم ويذهب بعيدا ويؤسس منزل مستقل وفقد كل المزايا التي يمكن أن يحصل عليها داخل منزل العائلة الكبيرة ، وفي رأيي يجب أن نفكر بأننا محظوظون إذا كنا نعيش في منزل كبير مع افراد العائلة الكبيرة حيث نحصل علي كثير من الحب والمودة ونتعلم طرق وفن ادارة الحديث مع افراد العائلة ، وتبادل الخبرات وتعلم أشياء ثمينة من بعضنا البعض ، ويجب دائما أن ننظر نصف الكوب الملأن ولا نجعل المشاكل البسيطة التي تحدث داخل أي منزل كبير تدفعنا للهرب والبحث عن الاستقلال.
تحياتي لأرواحكم النقية