مدخل المبحوث عنها من لدن الجميع
كبار و صغار
أغنياء و فقراء
عرب و عجم
السعادة
هي الشيء المطلوب القبض عليه من الجميع
السعادة شعاع من نور ينبعث من القلب، لا غيث يهطل من السماء، وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل
و أقذارها،ومطامع الحياة و شهواتها، سعيدة حيثما حلت ،و أين وجدت،
في القصر و في الكوخ، في المدينة و في القرية ،في الأنس أو الوحشة ،في المجتمع وفي العزلة،بين القصور و الدور ، وبين الآكام
و الصخور فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها المال و النسب وبين الفضة و الذهب، و القصور و البساتين ،و الأرواح و الريحان، بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه فهي ينبوع سعادته و هنائه أن شاء ،و مصدر شقائه و بلائه أن أراد ، وما هذه الابتسامات التي نراها تتلألأ في ثغور الفقراء و المساكين،و المحزونين و المتألمين لأنهم سعداء في عيشهم ،بل لأن سعداء في أنفسهم،وما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء و الأثرياء و أصحاب العظمة و الجاه،لأنهم أشقياء في عيشهم بل لأنهم أشقياء في أنفسهم،
وما كدر صفاء النفوس و أزعج سكونها و قرارها،و سلبها راحتها و هناها مثل عاطفة البغض،ولا أنار صفحتها وجلى ظلمتها مثل عاطفة الحب،فأشقى الناس جميعا المبغضون الذين يضمرون الشر للعالم،فيجزيه العالم شرا بشر.
و أسعدهم جميعا المحبون الذين يحبون الناس و يمنحونهم ودهم وصفائهم،فيمنحهم الناس بنات قلوبهم مثل ما منحوهم.
هنا السعادة الحقيقة و التي منبعها النفس و موطنها القلب و علامتها الابتسامة الصافية البريئة
فما السبيل الذي يقودنا للسعادة الحقيقة؟
و هل ما يسعى ورائه الناس البوم السعادة أم شيئ اخر؟
و هل السعادة الدنيوية تقود للأخروية ام العكس؟