<<<سؤال مهم وجواب شاف>>>س. السلام عليكم شيخناالفاضل. هناك أناس من مختلف الديانات لهم مكارم الأخلاق والصفات الحميدة التي هي من أخلاق الاسلام، نجدهم متخلقين بخلق الاسلام من رقتهم على الحيوان وإنسانيتهم و وفائهم بالوعود الى غير ذلك من الصفات الحميدة. فديننا معاملة وهم من يتعاملون بالدين من صفاء ووضوح وإنسانية؛ فما هو مصيرهم يوم القيامة، لأنهم لم يعرفوا الاسلام بحكم نشاتهم ولم يحصل لهم شرف اعلان الشهادة رغم انهم يتسابقون بالأعمال الخيرية؟
جواب الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
وعليكم السلام ورحمة الله.
اعلم يا أخي أن مفتاح الجنة هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فمن شهدها، نُظر في أعماله بعد ذلك ليثاب عنها؛ ومن لم يشهدها، لم تُعتبر أعماله ولا أخلاقه. وفي مثل هؤلاء يقول الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان: 23]. ومع ذلك، فإن من عدل الله أن يجزي الكافر عن أعماله في دنياه؛ وقد جاء في الحديث: "الدنيا سجن المؤمن، والقبر حصنه، والجنة مصيره؛ والدنيا جنة الكافر، والقبر سجنه، وإلى النار مصيره"[الزهد الكبير للبيهقي]. لكن جزاء الدنيا بالمقارنة إلى الآخرة، كلا شيء. وقد قال الله تعالى في هذا المعنى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}[الشورى:20]. لذلك، فمن أماته الله على الإسلام، فقد فاز؛ ومن حرم الشهادة، فليس له إلا النار. ولو تمعنت في أحوال المؤمنين وأحوال الكافرين في الدنيا، لعلمت أن الإيمان يسير الخير معه حيث سار، وأن الكفر لا خير فيه، وإن ظهر معه ما قد تحمده العقول لزمن محدود.
والكلام للشيخ عبد الغني العمري