... قد اعطيت القوس لباريها يا مريم
وقد وضعت أصبعك على الجرح المؤلم
من نحن؟..............
نحن قوم كنا لما كنا ....... أما وقد اتبعنا وتتبعنا خطوات واهية وتشبثنا بأعمدة من سراب , ودخلنا جحورا مظلمة بحثا عن فضلات الجرذان فما ألفينا بعد خروجنا الا جماعات من غرابيب سود تنتظرنا بشوق , وبدل من تجنبها احتضناها عناقا وشدا ورحنا نبخس بعضنا بعضا , فما كان من الغير الا أن أرونا ما يلمع فاعتقدناه ذهبا وكنا ولربما لازلنا ننظر إلى ذلك الوهج بربع عين أعمى , ونتسابق بأرجلنا العرجاء لذلك القابع في مزبلة الحياة نتودد ونسترضي جواريه وعشاقه ليحجزوا لنا مكانا غربيا حتى وإن كان على رماد سجائرهم لا يفرق الأمر عندنا اليوم , وتناسينا العزة والكرامة والشرف والأنفة
والإقدام والنخوة والأبية ... تنسينا المواقف والبطولات والأمجاد ... حجدنا الحق وأمرنا بالمنكر
تناسينا عمدا وقصدا سير الأولين بل وحتى خصال الأباء والأجداد...
تناسينا قول الخليفة الأول لرسول الله محمد صلاة ربي وسلامه عليه . من كان يعبد محمدا فمحمد قد مات , ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت . عبدنا العباد ونسينارب العباد
طمسنا معالم العلماء وحماة الدين , ورحنا نتشدق بألسنة لا تسمن ولا تغني من جوع
واضعين في خيالنا ولا أقول عقولنا -لأن لو كانت لناعقول ما فعلنا ذلك - أن من في المؤخرة ناج من حمم البراكين
كلا والله ... بئس القول وبئس الفكر وبئس ما نحن فيه
ابراهيم تايحي