بسم الله الرحمن الرحيم( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنرية من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء 1
الحمد لله الذي جعل فينا ومن بيننا من له لسان شكر وذكر , في زمن تشعبت سبله وأظلمت منافذه أمسىالصغير لا يوقر الكبير ولا الكبير بمؤدب للصغير ضيعت الآمانة وعششت الخيانة , ذهب الحياء وجف من على الوجه الماء . أخلفت الوعود ونقضت العهود , زينت المظاهر وخربت المخابر , تربعت الرذيلة وشنقت الفضيلة , بيعت الضمائر وقصت الظفائر , أستبيح الحرام وحرم الحلال باسم الصليب والهلال لحاجة لم ينزل بها سلطانا الملك ذو الجلال , الجار على الجار جار فلم تبقى للبيوت حرمة ولا أسرار , التعري كشف المستور وحل حمأالفجور , الهمة ميعت والكرامة ليلا ذبحت ,الشرف أغتيل بأمر
شيخ القبيلة , الصدق بين الشدقين طحن بلسان أفاك ماجن , اللذة أصبحت غريزة في غير مضاربها فما كان من الخنازير الا مباركتها , والحرة أبت غبنا وتخت ستار العفة تحصنت أمنا , وسماسرة الأسواق
في بذخ الكل لديهم مباح ادفع نبضا أو عرضا فكل متحرك هنا مستباح ......
آه يا زمن...؟ ماذا فعلت بنا ؟ أو ماذا فعلنا نحن بأنفسنا؟ .....
عودة سيدتي الكريمة إلى مخ الموضوع..
جئت بحرفين بارزين واضحين عظيمين مستقيمين مقدسين . فيا ترى هل لهما من سامع ؟
إن الدين لواقع .. ومحمد- صلاة ربي وسلامه عليه- به لصادع ...
حرفان يقابلهما في خزينتي الخاصة بي رقمان عزيزان لا يبغيان هما ستة وإثنان[6/2 ]
ما مضى من العمر وما بقي وحتى أتوسد الثرى لساني وفؤادي بهما متمسكان...
وإن كانت الحياة قد سلبتني ما كان أيامهما فلا زلت صادق الوعد والعهد مفتشا لهما عن مكان أمان
عسى يوما قبل الرحيل أهنأ , ليعيشا بعدي في اطمئنان .
فيا خشيتي إن أدركني الأجل وهما على شفا ينتظران
نعم ما جئت به فهو من رحيق وشهد كلام الرحمن
والآن نتدبر ذاك الأمر بفؤاد ثابت وننير المكان
........... ........... ............
ورد ت كلمة الحب في القرآن الكريم في37 سورة جلها بصيغة المضارع منها حوالي سبع مرات بصيغة الماضي , ولا أذكر أني قرأتها بصيغة الأمر مطلقا والله أعلم .
*- ما أروع وأحلى وأطيب وأنقى وأعذب نطقها وكتابتها ونعومة سندسها إذ هي في قلوب وجلة نضرة لوجه ربها ناظرة( واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) الصف 13
إن المتتبع لكلام الله والمتمسك به لا تشددا ولا لينا فهو دين الوسطية دين الحب والود والرحمة والتآلف
والألفة والصدق والأمن والأمانة .. العزة .الكرامة . النخوة . الأنفة.. الإقدام .الجرأة . الشجاعة .. الإغاثة . الرأفة الحصن المتين والركن الأمين ................................
حسب المرء فيه أن يلهج لسانه به ويحاول قدر المستطاع العمل به قولا وفعلا ....
أما حالنا اليوم يا مريم تتشقق له الصخور وتتفجر له البحور وتبعثر له القبور أسى وحسرة
لما التنطع..؟ أين التواضع..؟ أين الحب ؟ وأين المواقع في قلوب كانت بالأمس القريب يشدها الولع ويبكيها الهلع ..تخشى يوما عظيما يشيب فيه الصبيان الرضع ..
على كل حال سيدتي كفاني لحد الساعة ما ألهمني ربي إليه , فهو ربنا .. ملكنا .. إلهنا .. خلقنا هكذا وعلى الفطرة التي عليها خلقنا نسأله أن يوفقنا يوم لقائه عليها
ويبقى البشر بشرا .. يحب ويكره يقدم ويدبر . يشبع ويجوع ....
إلا من حب لله ثم لرسوله صلاة ربي وسلامه عليه وآله ومن عباده المخلصين فهو منبع لا ينقطع
احتملي زمنا قلمي أرجوك سيدتي
ابراهيم تايحي