أفضل صحبة
لي هرة أحب مداعبتها ولي بغل أعرج أعوج أبغض ركوبه , هذا ما أملكه من حطام الدنيا , ورغم فاقتي الا أنني سعيد
نظرت اليه ودموع الفقر تغرقه والحيرة تأكل قلبي والحسرة تمزق كبدي
وأخاديد الأسى بادية على محياه والفاقة تحيط به من كل جانب
نظرت لمحدثي ورفيقي وهو يتلهى برسم خطوط على الرمل لمنهج حياته
ومستقبل ابنائه
لم أتمالك نفسي فأجهشت نحيبا ورعداوقد اكتنفتني قشعريرة سرت في كياني
وكادت تفقدني صوابي فقلت له..
رغم ما تعانيه وتقاسيه تقول سعيد ..؟
لم يعرن انتباها ولم يأبه بكلامي ...فأعدت الكرة مرة ثانية ثم ثالثة ثم ....
وفار دمي فوكزته ...... ويا ليتني لم افعل؟..؟
مال ذاك الهيكل مفترشا الرمل مكبوبا على وجهه
ظننت للوهلة الأولى أنه يعبث ...ولكن......
ومرت ايام على رحيله وتفرق الأصحاب لشؤونهم .. لكن صورة صاحبي لم تغادر مخيلتي ولا مضجعي .. ولم يكن بوسعي أن أتخلى عن ابنائه الذين أبوا الا
الألتصاق بكبدي ومناداتي يا أفضل صحبة...
وفي صبيحة يوم من الأيام اذا بأحد من ابنائه يقدم لي كومة من ورق
تصفحتها ورقة ورقة ولم يشد انتباهي الا واحدة , عرفت من خلالها ما ذا كان
يعني صاحبي ببغله الأعرج الأعوج, قال فيها
....خبز معجون بحبات العرق أحب الي من سبائك الذهب والورق
وبذلتي اليتيمة ساترة عيوبي أحب الي من لبس حرام الأستبرق
وربيت ابنائي على شمائل ورثتها عن أبي وجدي الأسبق
ونفسي الأمارة تهفو لأعلى لكني كبحت لجامها بعزم وصدق
وكويت لساني خشية الخوض في حمى غير ي بلسان احمق أو لأعتلاء صرح أو ركوب صهوة أو الخضوع لفاسق متشدق
رحمة الله عليك ايها الصديق الحق ...
ابراهيم تايحي