حــــــــوار الـــــدمـــــــــــوع...
أصدق الابتسامات تلكم التي سبقتها دموع الصمت مذللة منسابة متسربة من بين الجفون
وإلا لما نهرع ونخفي الملامح وإشارات العيون؟...... تحت أقنعة في كثير من الأحيان والأوقات هي أقنعة مستعارة من أناس ما وراء البحار , أو إن شئتم قولوا من وراء الطبيعة
أما الصعب الضار المضر , الشائك الهالك , هي تلك الدموع الحارقة المتصببة لوعة وهلعا
واضحة جلية لا تخفي وراءها إلا لهيبا يغمده رماد تحته جمر أوقد بجذوة حب وسهاد .
هي تلك الدموع التي تتجمد في الأحداق........ تلمع في المآق ....
لا هي سائلة فتكوي , ولا هي بنافذة تخترق الأفاق......
لا هي حرة متحررة تعانق سلسبيل الأشواق.....
لا هي بأمة تشد ضرع النياق.............
لا هي بمستريحة في هودجها , ولا هي بمقاومة لهول أمواجها ...هي فقط ورقة خريف
تنادي بصوتها المكبوت لما فعلت بي هذا أيها الزائر اللطيف........؟
تصرخ وقد نزف الفؤاد وجرت سواقي الأسى شتاء وصيف...........؟
ثم تعود مرة أخرى متحدية القذى وما أحاط بالبصر والبصيرة من غشاوة نسجت خيوطها
أصابع من حمم لظى وفحيح جهنم لتكحل بها بدل الإثمد , وأنى لها أن تبصر فقد شحت
السماء ولم تمطر .. أهذا سحاب قادم أم أن غبار شؤم ونذر , أم هو قريب القمر؟...
وتبقى الابتسامة الصعبة متأرجحة بين تصديق و تكذيب للخبر. وتسلم تلك التي تدعى
شقيقتها على شقيقتها بتحية استفهام محدقة النظر.....
قالت الصادقة لأختها المحترقة : ما الفراق؟
قالت شقيقتها: عدم التلاق.
قالت: أمعنى هذا صلب الطلاق؟
قالت: إن لم يشد الوثاق؟
قالت: كفى هذا حديث بليل وكلام فساق؟
قالت: على رسلك أختاه كثرت الأبواق
قالت: أأفتقد حينها دفء العناق؟
قالت: رويدك حتى يدفع الصداق
قالت: وهل بعد ذلك من باق؟
قالت: لا تثريب عليك أنت في الصدق كريم تدللا على الأطباق
قالت: وما شأنك أنت وهذا الشقاق ؟
قالت: كما ترين إني بين جناس وطباق
قالت: هراء هذا الذي تقولين إنه عين النفاق
قالت: أنت وأنا شقيقتان وبيني وبينك انشقاق
قالت: وكيف نصلح ؟ هل من وفاق ؟
تشقق الصخر وهوى من عل, وفاض النهر غيضا لا تسألي؟, وتهيأ الركب فهل من مرتحل ؟
أأنت له بمشتاقة ؟ أم أنك ترهقين الوقت إرهاقا؟
وهل هو الآخر قلبه بك تعلقا وإطباقا ؟
يا أختاه كلانا دمعة واحدة تدفقت سباقا .
لا ينبت الياسمين إلا في أرض عرب وسلام .. وما دونه مجرد أضغاث أحلام , وحين تعود الدمعة الصامتة عجبا بين وكز الضمير ووخز صمت الأمير ليس في البيت من نقير ...
أولى لك أيتها الصعبة الهائمة أن تفتشي , عن أخت شبيهة لك غير لائمة .......
أرى أن ترشفي من فنجانك لا تجافيه , فإن الحب كله بدا فيه وعليه
فإن أنت أتممت شربه بعد تمهل , الزبد بداخله جاثما إياك أن تغسليه.
ابراهيم تايحي
https://www.facebook.com/TayhyAbrahym