أين كنت يا زوجي العزيز؟
سؤال يتردد على ألسنة كثير من النساء ، وهو ما يكرهه كثير من الرجال . فبعضهم
يعتقد أنّه فوق المساءلة ، و بعضهم يرى أنه حر و من حقه أن يتأخر و يفعل ما يريد ، حتى و لو كان متزوجاً و لديه أطفال و بعضهم يعتبره سيطره عليه و تحكم بشخصيته . و هناك المغرور المتعالي الأناني الذي لا يعرف لقدسية الحياة الزوجيه معنى .
من الأزواج من يقضي معظم وقته خارج البيت و لا يعود إلا في ساعة متأخرة ، ثم يأتي باعتذار بارتباطاته و صداقاته .... و منهم من يخرج لاستراحته أو استراحة غيره، فيلتقي زملاءه و تستمر الجلسة إلى ما شاء الله دون أن يدري ماذا حل بالمنزل و بأولاده و زوجته .
و ربما أتى و زوجته تغط في سبات عميق بعد أن أعياها السهر و طال عليها الانتظار .
تأخر الزوج و نسيانه المواعيد العائلية و عدم إهتمامه بشئون أسرته من المنغصات التي تؤدي إلى قلق و فقدان الزوجة لأعصابها
إذا كان الزوج يفضل السهر مع أصحابه خارج المنزل فعليه أن يخبر زوجته ليطمأن قلبها و لتعرف أن زوجها يحرص على أسرته بصفه عامه و على مشاعر زوجته بصفه خاصه و هذا مما يزيد الحب بينهما و يقوي عرى الترابط الأسري .
على الزوج أن يعرف أن المرأه حساسه وغيوره بطبعها و ظاهرة سهره أو حتى مجرد خروجه من البيت لفترات طويله قد تزعج المرأه و تثير تساؤلات و شكوك كثيره برأسها و قد تصاب بنوبة غيره تعميها عن رؤية حقيقة خروج زوجها من البيت .
عليه أن يستوعب تساؤلاتها و قلقها بهدوء خاصة أنه تسبب في آلام نفسية لها و إذا ما وجدها ثائره غاضبه عليه أن يكون صبوراً و يهدئ من روعها لا أن يصرخ بوجهها و يسمعها كلمات تدل على غطرسته و تكبره برجولته عليها و هذا مما يزيد من حنقها و غضبها عليه و بالتالي تحدث المشاكل بينهما .
إنّ الانشغال عن الأهل تفريط عظيم و ظلم بيّن ، إذ كيف يسوغ للإنسان أن يسهر طيلة وقته خارج منزله ، فيترك شريكة عمره نهباً للوساوس و الوحشة و الأزمات ، أو يتركها للانغماس و الدخول في ما لا يحمد عقباه
ليس مطلوبا أن يعيش الزوج حبيس منزله ، و إنّما هي دعوة للتوازن و إعطاء كل ذي حق حقه قدر الإمكان ، ففقدان القدرة على الموازنة يورث خللاً و اضطراباً في حياة الفرد الزوجية و الأسرية .