قنبلة "القيصر": أكبر قنبلة صنعها البشر تعادل 10 أضعاف كل القنابل التي أستخدمت في الحرب العالمية الثانية ..!!
إنه إرث ضخم لن ينساه التاريخ من الحقد الأعمى المتمثل بالقنابل الذرية التي نشط السباق عليها في العقود الخمسه الأخيره من القرن الماضي ما بين دول العالم “المتحضر”. نعم إنها حقد أعمى فهي تحرق كل شئ! لاتفرق بين مسالم ومحارب ولا تبقي ولاتذر, تحرق الشجر وتذيب الحجر. موضوعنا اليوم عن أعظم القنابل التي صنعها البشر على الإطلاق وهي قنبلة صنعت من قبل الإتحاد السوفييتي كان رمزها RDS-202 وعرفت أيضا بإسمها الرمزي “
قنبلة القيصر Tsar Bomba” وتم إختبار هذه القنبلة المخيفة والتي تبلغ قوتها التدميرية 50 ميجا طن من المتفجرات شديدة الإنفجار TNT..!!
ولكي نبسط هذا الرقم بلغة المقارنات يكفي لك أن تعلم أنها أكبر من مجموع القنبلتين النوويتين التيين ألقيتا في اليابان على كل هيروشيما وناجازاكي بـ 1400 مرة وأنها أكبر من مجموع كل القنابل والمتفجرات التي أستخدمت الحرب العالمية الثانية بـ 10 مرات ..!!
* شاهد الصورة (1): نموذج مشابه لقنبلة القيصر في أحد المتاحف الروسية
في صباح يوم 30 أكتوبر عام 1961 حلقت القاصفة السوفيتية “توبولوف Tu-95V” حاملة معها قنبلة القيصر ورافقتها طائرة أخرى وذلك من اجل مراقبة وتصوير عملية التفجير، وقد طليت كلتا الطائرتين بطلاء أبيض خاص لحمايتهما من الحرارة والإشعاعات المتولدة من الانفجار حيث تم تحذير طاقم الطائرة التي ستلقي القنبلة أن سلامتهما غير مضمونه حيث أن هناك خطر الإرتداد القوي الصادر من القنبلة الذي يمكن أن يودي بهم إلى الهلاك.
وقد تقرر تفجير القنبلة على إرتفاع من الأرض كي لا تسبب قوتها الهائلة الكثير من الدمار والإشعاع على سطح الأرض. وفي الساعة 11:30 تم إلقاء قنبلة القيصر من على ارتفاع 10500 متر فوق منطقة الاختبار وهي جزيرة “نوفايا زيمليا \ Novaya Zemlya” في المحيط المتجمد الشمالي، وما ان انطلقت القنبلة حتى فتحت المظلة الموصولة إليها والتي كانت مهمتها الرئيسية تأخير لحظة الإنفجار حتى يتمكن الفريق الذي ألقى القنبلة من الهرب لأقصى مسافة ممكنة وهذه المظلة رافقت القنبلة لمدة 188 ثانية حتى وصولها إلى ارتفاع 4000 متر عن سطح الأرض، وهي النقطة التي تقرر تفجير القنبلة فيها، وفي هذه الأثناء كانت الطائرتين المنفذتين لعملية الإلقاء تنطلقان بأقصى سرعة للابتعاد قدر الإمكان عن مكان الانفجار.
* الصورة (2): تظهر اللحظة التي أسقطت فيها المدمرة الروسية القنبلة
* الصورة (3): الصورة للسحابة العملاقة التي نتجت عن قنبلة القيصر كما تظهر من مسافة 160 كلم من مركز الإنفجار حيث كان طول السحابة عندها 56 كلم لحظة إلتقاط الصورة.
* الصورة (4): الإنفجار كما صور من سطح الأرض.
نتائج هذه التجربة المخيفة صعقت العالم كله حيث وصل الإرتفاع الأقصى للسحابة الناتجة عن الإنفجار 64 كلم وبلغ عرضها 40 كلم وكان قطر كرة النار الناتجة عن الإنفجار 4.6 كلم وطافت الموجات الناتجة عن الإنفجار حول الكرة الأرضية بأكملها 3 مرات! وذاب ثلث سطح الأرض تحت منطقة الإنفجار حيث تحولت الصخور في مركز الإنفجار إلى رماد وتحولت بقية الأرض إلى سطح من الزجاج.. في هذا الوقت كانت أقوى قنبلة أمريكية على الإطلاق أصغر من هذه القنبلة بـ 4 مرات على الأقل
* الصورة (5): توضح الإنفجار مع مقارنة ببعض المعالم الشهيرة ..!!
شاهد مقطع من وثائقي من 3:28 دقيقة الذي يغطي ظروف ومراحل هذه التجربة المخيفة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأيضا الفيديو التالي يظهر مراحل إنفجار القنبلة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قد يسأل السائل بعد قراءة هذه المعلومات المخيفة. لماذا هذه القنبلة وبكل هذه الضخامة؟ والجواب أولا وبكل بساطة هو أن العسكريين عندما يبسطون سلطتهم على مصادر غير محدودة من العلم والقوة يصبحون مجانين (حقيقة). وثانيا هو أن الإتحاد السوفييتي كان متأخرا تقنيا في الأسلحة والصواريخ الدقيقة في التصويب التي تفوقت بها الولايات المتحدة فأرادت أن تظهر قوتها العمياء والضخمة “التي لا تحتاج إلى تصويب!” عبر هذه الأسلحة العملاقة في أوج وأخطر مراحل الحرب الباردة بين الدولتين “الأعظم” في ذلك الوقت ...
ملاحظة :: ألا ترى الحكمة الإلاهية في أن مظاهر "التكنولوجيا" سوف تتوقف في مرحلة ما في آخر الزمان ..؟!