إننا نسقط !
ما الذي يسقطنا ؟
وما الذي نعاني منه لإسقاطنا ؟
وما سبب ضعفنا وعدم قدرتنا على الصمود ؟
وما الواجب علينا إتجاه التصدي والوقوف لكل هذا السقوط ؟
نعم أعزائي الكرام إننا نسقط بكل آسف في حياتنا الآف المرات , والأصعبُ من سقوطنا أننا نضيعُ كل لحظة للوقوف مجدداً , وهذه من أكبر الخسائر الفادحة التي قد نتكبدها مستقبلً , حقاً إنها مسألة خسارة تفوق سوق المال والأعمال , والأزمة أننا نسقط !
كثيرون هم ممن لا يفكرون في يومهم بقدرِ تفكيرهم بالماضي وأحزانه , وكثيرون هم ممن لا يفكرون بالمستقبل وأمجاده , وكثيرون هم ممن يفكرون في يومهم وكيفية كسبه بجهدهم وعملهم.
إذاً الإسهاب في التفكير في الماضي طريقة تؤثر علينا سلباً تجعلنا ننظر إلى ما وراء ظهورنا ,فنبدأ في التعمق الفكري للأمس ونتخلى عن الغد , ونعيش بين كومة من السلبيات المفجعة , ومع أن كل هذه الإختلافات التي نمر بها تسقطنا إلآ إننا نحبذ عدم الإعتراف بأننا نسقط !
إننا نسقط عندما نُحبط ونبدأ بمحاولة البحث عن الأمل !
إننا نسقط عندما نفشل ونبدأ بمحاولة العودة إلى النجاح !
إننا نسقط عندما نضحي ونبدأ بمحاولة إيجاد من يستحق !
إننا نسقط عندما نضع هدفاً صوب أعيننا ونبدأ بمحاولة الإبتعاد عنه !
إننا نسقط عندما نبكي ونشكي ونبدأ بمحاولة البحث عن قليلاً من الفرح !
إننا نسقط عندما نعاني من الوحدة , ونبدأ بمحاولة إسعاد أنفسنا بطرق مختلفة !
إننا نسقط عندما نخسر ونتذوق مرارة الخسارة ونبدأ بمحاولة البحث عن إبتسامة الإنتصار !
سوف أبحثُ عن إيضاحاً آخر , هل حقاً نحن نعلم بأننا نسقط ؟ < أو بالأصح هل لدينا إحساس بالسقوط ؟ < أم أننا أصبحنا متبلدين الإحساس ! < نسقط في اليوم أكثر من مرة فلا ندري لما نحن نسقط ؟ < أو حتى ما سبب سقوطنا ؟
لتأخذوا هذا الكاتب على قدر عقلهِ وفكره , وتذهبوا معي إلى رحلة فكرية تؤرقني عن شخصاً ما يسير فيسقط في حفرة , ولكنهُ سرعان ما يقف مجدداً ويسير فيسقط مرة آخرى , ويقف مجدداً ويسقط مرة آخرى مراراً وتكراراً , ولا يزال هذا الشخص يسير ويسقط إلى أين لا أعلم ؟ < بعد هذا بدأتُ في التفكير حول هذا المنظر المؤسف , ولكنني لم أصل إلى إجابة شافية غير أن هذا الرجل آعمى لا يرى , فمن يملك البصر لماذا يسقط كل مرة ؟ < الآ يستطيع أن يرى بأن هناك حفرة أمامه ؟ ...
يعيش بعض الناس كل حياتهم كالرجل الآعمى هذا في حالة سقوط دائمه , مع أنني على دراية تامة بأنهم يملكون النظر ومخزون من القدرة على عدم السقوط , ولكن لحماقة نظرهم وتفكريهم يتثاقلون النظر والرؤية الداخلية لأنفسهم وكيفية الإبتعاد عن السقوط وعن طرق عيش الحالة الفاترة التي تشبه فقدان الوعي بالتحديد في أحد تلك الحفر ...
نعم إننا نسقط بطريقة أو بآخرى , فليس هناك شخصاً واقفاً طوال حياته , وهذا الطفل الصغير في شهورهِ الآولى وسنتهِ الآولى يحاول الوقوف ولكنهُ يسقط مع الأخذ في الحسبان بأن سقوط هذا الطفل ليس مثل سقوط الشخص الآعمى أو الشخص الذي ينظر ولكنهُ (يتعامى) , نعود للطفل بينما هو يسقط جميع من حوله من أفراد العائلة كانوا يضحكون عليه لعدم قدرتهِ على الوقوف والسير مثلهم , ولكن هذا الصغير كان يختلف عن الجميع وعن سقوط الجميع بشجاعتهِ الكبيرة الموجودة داخله وتفائلهُ المستمر بأنهُ سيقف يوماً ما , ومع أن كل هذه الأمور بداخل هذا الطفل الصغير إلآ إننا لا نضعه في كفة الآعمى ومن يتعامى لأن سقوطهُ لعدم قدرتهِ الحقيقة وليس لأمراً آخر , وأنهُ يقوم بالسقوط وهو يعلم بأنهُ يسقط , وأمام أنظار الكثيرين من أفراد أسرته , ولم يكن يخجل من سقوطه بل كان يحاول الوقوف مجدداً كل مرة ليثبت لهم ولنفسه بأنه قادر على فعل هذا العمل , أما الآخرين ممن يقهقهون فرحاً فلا يعلمون بأن هذا الطفل أفضل منهم حالة وأنهم هم أنفسهم مازالوا يسقطون سواء كان بعلمهم كالمتعامي أو بدون علمهم كالآعمى , ولا بيد أنهم لازالوا يسقطون ! ...
الطريقة الوحيدة للوقوف هي أن تتحرك مجدداً لتقف , كثيرون جداً ممن يتأثرون بالخمول والبلادة والإستمتاع بالنوم داخل هذا الكابوس الذي وإن إستيقظوا منه وأرادوا الوقوف مجدداً فأنهم خسروا الوقت ويوماً آخر من أيام حياتهم , ومع أن الكثير لا يستطيع أن يقف بشخصيتهِ لأنهُ يحتاج لمساعدة أو لركل كي يعلم بأنه يسقط ! < فيدرك قيمة الوقوف من أمام الكثير الذين يمرون عليه مرور الكرام غير مهتمين لأمره ...
لمحة كاتب
هناك من يسقط ليلاً وينتظر إشراقة الصباح فلا تأتي , وهناك من يسقط نهاراً وينتظر هدوء الليل فلا يأتي < لابد لنا من الوقوف الآن ...
سؤال النقاش
ماهو السقوط من وجهة نظرك ؟
أتمنى أن أكون قد وفقّت في هذا الطرح البسيط , وأطلب من الله لكم كل الصحة والخير ...