اخذته العزة بالاثم يروى أن يهودياً وقف عند باب هارون الرشيد أياماً فلم يجبه هارون، فلما خرج هارون ذات يوم من بيته سعى إليه اليهودي، وقال: يا أمير المؤمنين اتق الله، فنـزل هارون من على دابته وخر لله ساجداً، ثم رفع رأسه فقال لليهودي ما حاجتك، فذكر اليهودي حاجته فقضاها هارون، فلما انصرف اليهودي قال بعض الناس لهارون: سجدت لكلام يهودي ؟! فقال هارون: لا والله، ولكنه لما قال اتق الله تذكرت قول الله تعالى:" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " فسجدت لله تعالى……. ويروى أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه منع بعض العطايا عن المسلمين، فصعد المنبر ذات يوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، اسمعوا وأطيعوا، فقام أبو مسلم الخولاني فقال: لا سمع ولا طاعة يا معاوية، فقال معاوية: ولم يا أبا مسلم ؟ فقال: لِمَ تمنع العطايا عن المسلمين وإنه ليس من كدِّك ولا من كدِّ أبيك ولا من كدِّ أمك ؟ فغضب معاوية، ولكنه كان وقَّافاً عند حدود الله، فقال للناس: مكانكم، ثم ذهب فاغتسل، فلما ذهب عنه الغضب رجع إلى الناس فقال لهم: صدق أبو مسلم إنه ليس من كدِّي ولا من كدِّ أبي ولا من كدِّ أمي هلمُّوا إلى بريكة نتاكم. ـ